نسرين تيللو
لوحة الدم على الافاق عاصفة
من البرق الى الرعد
وانعكاس الضوء يرتد الى حمض النواة.. وقيعان الخلية
وصليلها التحم بحس الكائنات
والمهرج لا يزال في حضنه الغربال..
يلملم ما تبقى من نثار البربرية
كأنه لم يقرأ التاريخ يوما..
واناشيد نفوسة الجبلية.
يسرق الضوء
والضوء…سديمي
بطول اللابدية ……
من مسرح الصدأ يبث فصولا عبثية…
يا لبؤس المسرحية ……..
لكن صالة العرض…
ادريس الهلالي:
من شرفة غيمة داكنة
تهادت هواجس
أفقأ القهر عينها … هوت
متعرشة أسمال
أمان ملونة … تتماهى
بتفاؤل لازوردي
وصولا لعناد محدودب
على ظهر الإرهاق
-2-
امتطت صهوة الانفلات
وخزت الركون الممقت
جرياً لسبق مغامراً هرباً
من سياط الريح
المدمومة باتجاه هدف ريح
عاتية
-3-
عشقتها زوابع الصراع
صرخت العادات الكسيحة
زعقت الخزافة المشلولة
قفي .. قفي .. انك تحملين
هموم غيمة عاقر …
أصبت سواد عباءتها
تحاولين رد بصيرة قهر
عقيم آثر حبسي
المعانات…
نرمين محمود
قبل أن أراك
كنت رساماً لا أعرف
ما هي شعلة لوحتي
وما هو سر ريشتي المتجمدة
وما هو هدف تعبي
وعندما التقيت بك
أرتديت فستان فتوتي
وودعت تجاعيد القدر
وهو يعاني من سكراته
يعاني من طفولته الكاذبة
وأني لا أعاتب جرح الماضي
لأنه لا يتكلم
ولا أعاتب فرح الحاضر
لأنه لا يسمع
لأنه خجل مني
يأس مني
ورغب في تبدل عشيقته
التي كانت نقطة ضعف ماضيه
وقدم لي بعد نهاية…
نصوص: لقمان محمود
أ- أسرار الشتاء، بعض أسراري:
-1-
أراقبُ الثلجَ
لأحسَّ بألمهِ
وهو يذوب.
-2-
ما عليَّ هو التأمل
فالمطر مقتنعٌ
بسلطة الشتاء.
-3-
حينما قشَّرني البرد
و أنا صغير
كانت أمي “مثابة” جلدي.
حينما قشَّرني الحب
و أنا مراهق
كانت أمي “مثابة” قلبي.
حينما قشَّرني الحزن
و أنا أبكي
كانت أمي تلمُّ قشور دموعي
فوق جثتها
و على عماي
تركتْ عينيها.
*آخِرُ ما رأيت، حزنٌ يخيِّط نفسه،
وفق ما يمليه قبرٌ لصق قبر أبي.
…
توفيق عبد المجيد
عام كامل يمضي
ومازلت مسافرة بنيتي
فهل وصلت يا لورين ؟
اعلمي يا ملهمتي
أن الحزن مازال يأكل من حشاشة القلب
والدموع مازالت تحفر طريقها في محاجر العين
والقلوب تهذي وتهلوس حين تتذكرك
وقد أدماها البعد
وأثخن الفراق جراحها المستعر
أما الحنين الموؤود
فقد أضحى قصيدة الحزن
وتعكزت الجراح على أوتاد الزمان
وشاءت لها الأقدار أن تغور في حنايا القلب
فتورثه…
نمر سعدي
محمد البوعزيزي مُشعلُ الثورة التونسيَّة.ومفجِّرُ تسونامي الغضب الذي ما زالَ يزحفُ نحوَ الطغاةِ بقوَّةٍ هائلة. قامَ بحرقِ نفسهِ احتجاجاً على صفعِ شرطيَّةٍ تونسيَّةٍ له أمامَ المارَّة ومصادرةِ عربتهِ الخاصَّة التي كانَ يبيعُ عليها الخضار.
ويلاحظُ القارئُ كيفَ ممدتُ خيطاً رفيعاً بينَ الشرطيَّةِ التي صفعت بوعزيزي وبينَ ليلى بن علي سيِّدةِ تونس المخلوعة.
(1)
أخي بوعزيزي
عندما تنـزلُ…
دهام حسن
اقرئي خارطةَ الحبِّ تريْ
واحةً تمطرُ عشقا هيَ لي
لفَّها من ياسمين ٍ عبقٌ
نلتقي فيها لهجر الملل
وبها سوسنةٌ فاحتْ شذىً
ضوعة النرجس ِ معطارا تلي
دارةٌ تجمعنا.. فيها مها
وسناءٌ وهناءٌ وعلي
فوقنا داليةٌ من عنب ٍ
ماؤه عذبٌ زلالُُُ عسلي
فاقتعدنا بسطا مخضرَّةً
طويَ العشب لمدِّ الكَفَل
نسهر الليلَ معا دونَ مدىً
فنعبّ الليلَ حتى ينجلي
لو غفتْ واحدةُ كنّا لها
دفءَ حضن ٍ برعايات…
لوران خطيب كلش
سأعلقُ أرواحكم
المرتجفة قوافل
تحرسُ بخطاها
مهب الريح
وسط الهزائم
تجري بعربات
الألم يداهمني
الفراغ …والضجر
أستريحُ في اليقين
ويشق الليل آفاق قلبي
باحثاً عن آلهة الغيب
فيزيد الغربة
مسافات عشقك
سأركضُ كي لا أموت
وأضرمُ القلب بالقصائد
كي لا تعود للغناء
وتكتمل صباحاتي
بذكرياتك
بهمسات الورد
في القصائد
وأغاني فيروز
يقيناً
سأبقى كما كنت
أنثر حزني في دروبك
واذرف الكلمات …
نرمين برزو
ايها الحزن!
إلى متى تدق بابي …
بلا خجل وبلا تردد؟!!
إلى متى يفرض عليّ الزمان
أن أستقبلك بكل صمت؟
أيحق لك أن تصنع من فرحي أوتاراً للحزن؟!
يسمعها كل مخلوق،
يفهمها كل حزين،
ويستوعبها كل حبيب على فراق حبيبته.
إلى متى تلبس هذا الثوب بلا عجز، بلا تردد
على حساب فرحي وأملي.
لقد عجز كل مخلوق عن عمله،
وعجز كل حبيب عن وصف…
ياسين حسين
كبرنا على شتائمه، شتائم قديمة جدا بحجم المدينة، يأتون من بلاد الكرد الشاسعة للاستماع الى آخر اصدار منها.
هناك قانون للسّب ايَضا. لا كلمات بذيئة، لا هتك للاعراض، لا بذاءات، لا نفاق. انه كالكواكبي حين يستعد للحمية ويشرح لنا الناموس.
في ليالي الشتاء الطويلة لكل الخلق، والقصيرة لشعراء المدينة، يجتمعون في بيته، يلعبون بالورق شعراَ،…