شعر

علي ملا
شرفةٌ مطلةٌ على الغابة، تصبح علينا أشجار الصنوبر، نرتشف القهوةَ والنبيذَ المبارك، وأحياناً البعض من الفودكا.يسرد لي ذكرياته؛ هواجس تلتهم المسافات: طريق عامودا الملتوية، الجامع القديم، گري موزان، أجدادنا الراقدون هناك بأمان؛ الطريقُ الطويلة بين عامودا، غوتنبورغ، وستوكهولم. جگرخين وسليم بركات؟.

كانتِ الطريقُ طويلةً ياصديقي، والذكريات نسمات تحاصرنا أحياناً. يأخذ نفساً طويلاً،دخان سيجارته يندمج مع ندى الغابة، مع النسمات القادمة من الجنوب. روحه تصالح الريحَ.غامضٌ وواضحٌ.يعزف…

فيروز رشك
من قال أن امرأة واحدة تستطيع كتابة قصيدة في هذه البلادالشاعرة هنا نساء كثيرات وأحدة تعجن الالم برفقوتبكي كثيرا وانت نائم تسافر حيث سرير طفلها وراء االبحار تتلمس شعره ألف مرة تعود بالضوء الكثير تقتل به خيبات كثيرة وتشتم المسافة

أخرى تمسح بشالها عرقا سال على جبينك من حمى الوباء تقبلك وهي ضاحكة تحمله منك بشغفوتقول…. اذا سنموت معاالثالثة بعد الثالثة صباحا تسير على…

ريوان ميراني
اليومُ ما بين الأمسِ والغدأنا، أنتي وهيَهكذا هي دورةُ التكوينفي ثالوثنا الناسوتي **رميتُ ما حَصيتُ من أحجاركِ الثِقال في خِضمِ النسيان ورحبتُ بخريفكِ الآفل وربيعها الداني **

الآن وقفتُ أمام خابور وأدركتُ معنى جريانهُ الأزلي في قلب ميزوبوتاميا القادمُ هيَ/والآفلُ أنتي/وأما أنا فالنهرُ لايزيدُني إلا عُمقاً**سُكرةُ الشفاه المعتقة الأولىوالكرعُ اللامُتناهي ثُمالةً، ثُمالةً كَبرتُوعددتُ مشاهد الملاهيحتى مر ستة وعشرون صيفاًفي أنتظارِ ربيعٍ واحد “هيَ”.

إيفان عثمان
كحماقة حجلٍ يجرجر أقرانه لسبر شَرَكٍ سرمدي ترتديهم الفخاخُ كمصائر القيامة يتأهب السعيرُ للممكنات لا أسراب تردهم عن طيشهم الجائر الغازي لا يختبر فطنة القنائص حيث أقفاص السماء حيث هفوة الوهاد العرجاء كموازين الله

التي أنهكت آدم في تعديلها حيث لا جدوى من ترحاله غير الخذلان على مقربة من ذاك الشمال المسموملا رائحة للخبز المحمص لا رائحة للمطر المحمص لا شيء سوى ريش الحجل و بعض الفخاخ…

فراس حج محمد/ فلسطين
في كلّ أرض اللهِ لي امرأةٌ حبيبةْفي المدنِ العتيقة والجديدةْمن أقصى الشمالِ إلى الجنوبْسمراواتٌ، حنطيّاتٌ، بيضاواتٌ، شقراواتْقصيراتٌ، طويلاتٌنحيلاتٌ، وممتلئاتْشاعراتٌ، كاتباتٌ، راسماتٌ، قارئاتٌبعضهنَّ مميّزاتْوغيرُهنّ كغيرهنّْمتواضعاتْ

في أرض الشمال قرب (ابن عامرَ) لي حبيبةْوفي حيفا، وفي يافا، وفي عكّا حبيبةْ وفي نابلْسَ سرّ حكاية أخرى حبيبةْ وفي الأغوارِ، قلبِ الأرض، والملكوتِ امرأةٌ ترعى بنبض فؤادها قلبيوأسمع صمتها…

نصر محمد
فما ارتويتُ في عطشي…إليك…قلتُ: سأمشي في الرؤية، أعبرُ وجه الفيض، أحمل قميص عشقيحتى آخر كأسيفهل أنا أعبر الطرقاتأم هي تعبرنيوهل لقلبي سكة الغيبِ

تراودهُ أشجار من كرم الحنينِتسقيه خمر وقتيمن رحيق الكلامْهذا جسدييتّدلى من سقف الرغبةيمسكُ حجر النطقفلا ينكسركأنه من صلصال الجنونِوسكرة الغيابخذني ياجسدي نحو غيمةترعى في السماءْفأنا أشتاق في الصهوةمرايا الصهيلوأنامُ في بقايا أنثىتردني نحو جموح…

عمران علي
تحت النافذةأتفقد تلويحات يدهاواتهجى اللقاء .
على الشرفةأشرع لها يدايوهي تحط كاليمام في قعر التريث .

قرب البابوهي تهمُّ بالخروجيصير القلب صدى الرتاج .
في الشارع ينام الرصيف على وقع خطوها وأنا يؤرقني رنة الخلخال .
عند الجسر تفرد للنهر وشاحهافيعوم الماء على الماء .
وذات وقوفترتبك ثيابي وتبدد الكلمات فميفأضيع في زحمة حديثها .

فرحان كلش
حاولتُ أن أكون لصاًيسرق القش من عش الحماملكن حينما جاء الصيفاستظلّ الطائر العاريبأشلاء الغمامحاولتُ أن أكون نبياًعلى بوابة الخطاياأعرّيها كلما تنفستْوأسقطها على وجه المرايا

ولكن كيف لي أنأحدّث الله كشاعرٍعن عوانس الحربيتامى الحربأسرى الحربفقراء الحربمغتصبات الحرب وأنا مازلتُ أخالطالشفاعات الساقطةبما تيسر لي من غلظ النواياحاولتُ أن أكون مقاتلاًخلف آخر حجر حيّمن بيتنا المهدمأسقي دجاجات أميالمنتشرة كلمبات سيارات…

نجاح هوفاك
هل تضاهي المسافات ما يماثلها من العدم..؟هل ترتوي العيون من الصور..؟ما تزال بصمات أصابعي مطبوعة على الجدران ما تزال أنفاسي هناكتعانق أنفاس أولادي في عتمة قسرية للمساءات..

ورودي الذابلة في شرفتي تناديني بصمت، وانا صامتة لحين…حيناً ينتظر فرجاً أبيضاَ..!وأحلامي هناكلم أتركها للنسيانلم أتركها للهجرانفبأي آلاء أمتكم تفرغون بيتي مني..!؟….

بشيرة درويش
زيوسإله الرعد والبرقانهال غضبا.ًكُرات النار تتدحّرجُوتُصّهّر معها كل شيءلتكبرَوتكبرَتتدحّرجُ أكثرفأكثر

لا شي يوقفهازيووووسساليوم غَرزتَ سيفكَفي قلب الياسمينلطخّتَ فُستانها الأبيضبالدّمِلتفُضّ بكارتهازيوووسلا تُبرِق سيفكَبعد الآنفكلُّ ما حولناأصبح قاحلاًجَفّتْ حِبال مشيمتهاوليس بمقدورهاأن تُنبتَ وروداًبعد الآن …!!