إبراهيم محمود
استغربتُ من تصرف أقرب شخص إلي في جواري الجغرافي، حين علِمتُ أنه قد اختار له اسماً جديداً، وثبَّته في السجل المدني ” دائرة نفوس البلدة “، وكوني حريصاً عليه، ومن باب الصداقة المتينة بيننا، اتصلت به، طالباً الجلوس معه، والاستفسار عما يجري.كان في غاية الهدوء. أكثر من ذلك، لم أعهده في هدوء كالذي رأيته…
فيفيان أيوب / مصر
بعد مرضها، أشفق عليها أبناؤها من الوحدة، فقرروا اصطحابها معهم إلى المدينة. حزمت امتعتها القليلة، وأخذت تودع منزلها الصغير، وجوارها الهادئ. تتجول في بيتها، الذي قضت فيه أكثر من أربعين عامًا، هي تقريبًا كل عمرها الواعي. هنا عرفت طعم الحياة. في هذه الغرفة، كانت أول نظرة تعانق عيني زوجها، أول كلمة تخترق عزلة…
إبراهيم محمود
1- مولود
ضغطت على بطنهافتحرَّكبكت متوجعةفاندفع باحثاً عن منفذضحكتفبكى المولود في الحال
2-ثمر
بكَت الشجرةفتندَّتثم ضحكتفأورقتورقصتفأثمرت
3-نهر
استيقظ النبعفتدفَّق خارجاًوتمطَّىفاندفع جارياًوتنشَّطفانساب نهراً
4-مطر
تكثف من الداخلفاحتقنوتبلبل بكاملهفأطلق شرارات وزمجراتوتنفس الصعداءفانهمر مطراً
5-سد
حوصر من الداخلفاستطالوشُدَّ وثاقهوانضغطوانكتم نفًسُهفانفتح الطريق الهائل أمامه
6-تحليق
حرّك جناحيه الغضّفارتع جسمهنظر في الأسفلفتراجعاندفع إلى الأمامفحلق عالياً
7-حصاد
اشتغل فكرهخفق القلمتعمَّق فكرهسخن القلماشتعل فكرهأضاء القلم
8-قيامة طفل
حمل جسمَهوقعاستند إلى يديهارتفعرفع جسمهاستقام
9-منفذ
حل الظلامخافتكاثف الظلامتماسكضغط عليه الظلامأبصر
10-حالة
وهنت…
هيفي الملا
أصابها الملل وهي تنتظر دورها في العيادة النسائية، تتحس بين الحين والآخر بطنها تستشعرُ حركات الجنين تتخيل أنه يضربها تبتسم، مازال صغيراً على ذلك فالحمل لم يتجاوز الشهر الثالث بعد ، تتعمدُ أن تغطي بطنها بمعطفها حتى لا يتسلل البرد لجنينها، تسند رأسها على الكرسي فيكاد النوم يغلبها، افكارٌ عديدة تلوح لها وكأنها مرسومةٌ بعشوائية…
إبراهيم محمود
كفّوا عن إيذائي كفوووا..صرخت قدْر استطاعتها، وهي تتعرض لتلك الأرجل الصغيرة لمجموعة الأولاد الأشقياء، متقافزين في المكان، عابثين برمادها، ناثرين إياه في الجهات الأربع، ونشوة صيحاتهم تتمازج مع تطاير الرماد في الهواء.. صراخها كان مكتوماً.. أكثر من ذلك، والأهم، هو أن لا أحد يسمعها. منذ متى كان الرماد يتكلمّ آه لو أنهم يسمعون صوتي،…
إبراهيم محمود
1-الشجرة
شعرت الشجرة بوحدة أوجعتها كثيراًفجأة حط عصفور على أحد أغصانهاانفرجت أساريرها قليلاًفجأة اقتعد ظلها عابرُ سبيلتفاعل ثلاثة:الشجرة باشرت العطاءالعصفور باشر زقزقتهوعابر السبيل باشر النفخ في نايه
***
2-الفراشة
قطعت مسافة بعيدة سعياً إلى لقاء فراشة من جنسهاتعب جناحاها من ثقل المسافةأبصرت وردت متفتحة في أعلى شجرةحطت بجوارها:هذه أيضاً ستمنحني الراحةواستسلمت لنوم عميق في ظلها، وهي تحلم بفراشة…
ماهين شيخاني
وأنا أتصفح الإنترنت بعد العشاء بقليل، دَنت بخطوات خجولة، حائرة، وجلست بهدوء قبالتي، وهي ترنو إليَّ، أدركت من حركتها التي توحي بترددها، أنها تريد أن تطلب شيئًا ما، لكن تخشى السؤال، بادرتها بالحديث: ما هو طلبك يا صغيرتي…؟!رفعت رأسها و تلاعب خصلات شعرها بخجل قالت: بابا، أود أن أذكرك بأنك وعدتني لو حصلتُ على…
عبدالرزاق عبدالرحمن
(الحرية)
العصفورة: ياااااه ما أجمل الحرية!العصفور: نعم هي كذلك، لقد خلقنا الله لنحلق بحرية،لكنه خلق من يسجننا أيضا …..!العصفورة: ولكن لماذا يسجنوننا !؟العصفور: لأنهم ليسوا أحرارا، فلا يشعرون بقيمتهاالعصفورة (وهي تتنهد): ما رأيك أن نتخيل الحرية؟العصفور: اقتربي مني أكثر عزيزتي ولنبدأأغمضا عينيهما وتخيلا أنهما يحلقان فوق تلك السفن،وناما بهدوء.
(الماضي و المستقبل)
اجتمعوا حوله يضحكون….سأله أحدهم ساخرا:…
رشاد شرف
كان حلمه أن يصل إلى دولة أوربية، حيث جنات النعيم والحرية. اخترق الغابات و الأنهار، الأودية و الجبال، ركب البحر. كاد أن يرى فلذات أكباده، وهم يغرقون أمام عينه.كان يقول دائما في قرارة نفسه: سوف أعمل المستحيل من أجل سعادة أطفالي، لكي لا يعيشوا الذل والهوان الذي تجرعته.
وصل إلى مبتغاه. بعد أن سلموه شقة،…
عبدالرزاق عبدالرحمن
مسنة نال منها الكبر…مسكينة علمها الزمان العبر…بشوق وألم حملت سماعة الهاتف ترد: بني أأنت بخير …فداك روحي يا عمري…-أمي …اشتقت إليك وبيتنا وبلدي…اشتقت لخبز التنور والزيتون…ألو..ألو…أمي أمي….لم تستطع الرد…أحست بحرارة في عينيها …رفعت رأسها حتى لا ينزل دمعها، فقد وعدت ابنها في عيد ميلاده الأخير أن لا تبكي، وتراءى أمام عينيها سحابة بيضاء-أعادتها ست…