قصة

إبراهيم محمود

عرفتُ الكثير من القطط: أجناساً وأنواعاً، أشكالاً وأحجاماً، قوة وضعفاً، لأنها شغلت جانباً من اهتماماتي القططية، شأن غيرها من الاهتمامات الحيوانية الأخرى: الكلبية، الحمارية، البومية، الثعلبية، الذئبية، الثعبانية، العقربية،الببغائية، الحجلية، الضفدعية، والنمسية…إلخ.
سوى أن الذي عرفته عما ذكرت، وما لم أذكر، لا يقارَن غرابة واستفهاماً عن قططنا وعن قرب، في مدينتنا هذه التي ما أن…

آهين أوسي

بخطوات كهل تجاوز السبعين، ورأس يثقله التفكير، وفكر شارد يعود كما كل يوم إلى بيته صفر اليدين.
تستقبله زوجته كعادتها بسيل من الأسئلة.
هل أحضرت النقود؟
هل قمت بعمل ما اليوم؟
هل ستستطيع أخذ فرح إلى الطبيب أم أنها ستبقى تصارع المرض اليوم أيضا؟.
– استهدي بالله يا امرأة، دعيني أصل إلى الغرفة أولا فوالله قدماي ما عادتا تقويان…

هيثم هورو

-1-
المدينة التي غابت عنها الشمس، مدينة عفرين العريقة والبريئة كاليمامة الوديعة لا تستطيع الطيران لمسافات طويلة من جراء المراحل القاسية التي مرت بها؛ دائمة النأي بالنفس وهذا من طبيعة حسن أخلاقها على مر الزمن .
كانت تعيش في تلك المدينة عصابة لئيمة تعمل في الخفاء بخلق المشاكل بغية الإستيلاء على الأراضي وكروم الزيتون والعنب بحيل…

ماهين شيخاني
كانت التحركات في المجمع على قدم وساق، تشي بأن هناك أمر ما يُحضَر له ..؟. توجهت نحو أحد ” البيشمركة ” حاملاً بيده جداول سألته بفضول :- عفواً “كاك ” ربما ليس من حقي هذا السؤال، ربما تحسبونه تدخل في شؤونكم ..؟.- لا يا أخي تفضل هاتِ ما لديك ..؟.- هل سنبقى هنا طويلاً…

ماهين شيخاني
ونحن نتسلق الساتر الترابي كان يرافق خفقان القلب المتسارعة صوت من أحشائي يحفزنا للخروج من دوامة الخوف والرعب , اجتزنا الساتر , سحبت نفسا عميقا وبحركة لا ارادية بسطت يداي , تنفسنا الصعداء وحمدنا الله على وصولنا لبر الأمان بسلام ، سلكنا الدرب الذي دلنا المهرب نحو وميض بعيد, كنا نخطو بصعوبة نحو مرتفع…

مرفان كلش
كان الكهل كعادته يسير في ممرات الحديقة العامة. على خطوات منه، لمح فجأة صديقه الشاب!بادره صديقه بالسلام، ثم أردف: ماذا تفعل هنا في هذا الجو العاصف أيها الغريب؟رد الكهل: شعرتُ بضيق في صدري فخرجت!قال الشاب: لماذا هل أنت مريض؟رد الغريب: لا!ماذا إذاً؟ قالها صديقه.

لستُ على ما يرام! فقد تذكرتُ فجأة والديَّ! قالها الكهل على…

آهين أوسو
(واااا عليوووو وريدااااا)الجملة التي طالما سمعها أهالي تلك القرية المنسية ؛القابعة على ذلك التل البعيد .صوت خشن مليء بالعنف .إنها رقية السيدة الستينية التي تزوجت خالو خلف الرجل الهزيل ذو الظهر المنحني والوجه المليء بالتجاعيد .تجاعيد وجهه تحمل تعب سنوات قضاها تحت شمس الصيف وبرد الشتاء .رقية لم تكن راضية بزواجها منه لذلك قضى…

آناهيتا م شيخاني
خائفة، أبحث عن وسيلة للهروب من كل اقتراب. خائفة من أن يجدني الحب في يومٍ ما. خائفة من أن يجمع الحب جنوده (الاهتمام والحنان والثبات) فيأتوني دفعة واحدة بقلب واحد، وأقف بين حافة الحب والحياة، أفقد نفسي وأُهزَم في معركة الحب كما هُزِمت في معركة الحياة.
خائفة من فخاخ الحب، أقع في حب ضحكة…

ماهين شيخاني
التقط الرقم المكتوب على قصاصة ورق بلهفةٍ لا تصدق،وأخذ يتأمل الرقم .– يا الله …لو كان صحيحاً، سأتحدث معهُ مطولاً . بالتأكيد سيكون حديثهُ شيقاً لايمُل, إنهُ فنانٌ مثقف، ليس كغيرهِ من الذينَ يحملونَ بزقاً أو طنبورة ويرتدون سترةً مُلونة ويضعون في أعناقهم ربطة عنق (كرافيتة) .لا …لا ابداً انهُ فنانٌ بمعنى الكلمة، كلهم…

آلان كيكاني
حلَّ الخريف على الرقة بعد صيف قائظٍ، وبدأ الطقس يعتدل فيها رغم هبوب العجاج بين الحين والحين من جهة الجنوب، جهة بادية الشام المنتهية بالصحراء العربية القاحلة الممتدة إلى تخوم اليمن. وعند الساعة الثانية من بعد الظهر في أول يوم تُفتتح فيه المدارس نزعتُ عني مئزري الأبيض وشرعت ألملم أغراضي تمهيداً للانصراف، لولا أن…