قصة

نارين عمر
تتذكّرُ كيف كانت تعجّ رأس والديها بأسئلتها الممزوجة بالثّرثرة وهي تشاهد الشريط الهاضم لحفلة زفافهما: ” لم لا تعانق صورتها وصورة إخوتها بهجة الاحتفال؟ لماذا لم تظهر هي في الشّريط المصوّر كغيرها من المدعوين والحاضرين؟ لماذا لم تتمتّع بلذّة الرّقص وبهجة الاحتفال، وتنعم بأطايب الطّعام والشّراب؟ وتزداد ثورة وفورة أعصاب حين يأتي ردّهما كسهم…

إبراهيم محمود
لا أحد
هوذا الآن في راحة تامة!لا أحد يستطيع مناداته بصيغة الآمر.لا أحد قادر على النيل منه .لا أحد يمكنه تحويله إلى ألعوبة له .لا أحد يملك القدرة على زحزحته من مكانه.لقد أودِع الثرى منذ أيام عدة !

***
؟
قال لها:سأقدّم لك ما تشتهين !ردت عليه:وماذا عن بيتك وهو عبارة عن غرفة متداعية ؟قال لها:سأسكِنك قلبي !ردت…

هيفي الملا
جوانا نامي، الوقتُ متأخر ِ….أمي أرجوكِ أريد أن أسهر اليوم، لا أدري لماذا لا أشعر بالنعاس مطلقاً ثم لم انتهِ من الرسم بعد. جوانا قلتُ لكِ مرارا، لوحة واحدة قبل النوم تكفي، لا تشغلي نفسك طوال الوقت، اتركي الأفكار الجميلة تتقافز في مخيلتك الخصبة بشقاوة كما النعاج الصغيرة. أمي ماذا لو لم يمتلئ دفتري، مازالت في…

إبراهيم محمود
عُيّن الحمارُ قاضياً على مرْج كبير، فما كاد منه إلا أن عيَّن بدوره، البغل مساعده الأيمن، والكديش مساعده الأيسر، في شئون المرج .عندما تناهى الخبر إلى الحصان، ما كان منه إلا أن عزم على مغادرة المرج قائلاً:لم يعد لنا من مكان يليق بنا في هذا المرج، لنخرج قبل فوات الأوان !

***
ألقى الثعلب قصيدة كويلة،…

عبدالحميد جمو
خرجْتُ متثاقلاً من المنزل، لأسير بخطى بليدة نحو الشارع، و أستقل باص (نقل الشعب) فالسرافيس (التاكسي) لا قدرة لي على ركوبها، وانتظرت بعض الوقت، و أنا ممسك بقطعة نقدية، من فئة الخمس والعشرين ليرة. أقلبها بين يدي والوقت يمضي. ساعة الحضور للدوام تقترب، و لم تلح أية وسيلة نقل، قلت لنفسي سأتقدم قليلا لأسابق…

إبراهيم محمود
تضايقت الوردة من وخز الشوكة، فنبَّهتها قائلة:إلى متى ستستمرين في إيلامي؟ ابتعدي عني قليلاً.ردَّت عليها الشوكة:لولاي أيتها الوردة، لما كان لك هذا الاعتبارالذي تعرفينه .

***
ثمة قرد في الجوار كان يكيل المديح لنفسه:يا لي من قرد جميل، يا لمؤخرتي جميلة، يا لأذنيّ الجمليتين، يا لخصري الجميل..الحمارالذي كان قريباً منه،وهو يسمعه حرفياً، أطلق نهيقاً تردد صداه…

ماهين شيخاني
لدى دخولها الدار بعد طول غياب، كانت في السنة الرابعة من عمرها حينما غادرته إلا أنها كانت تتذكر كحلم عن هذا المنزل الذي ولدت فيها من خلال أحاديث إخوتها وأمها أو من خلال ألبوم الصور التي كانت تحتفظ بها لدى مرافقتها لوالدتها بذاك القرار الفظ من المحكمة لحضانتها . وقفت آناهيتا بحيرة وارتباك أمام الباب،…

إبراهيم محمود
نداء الهدهد انطلق الهدهد إلى أنحاء الغابة، وهو يردد عالياً: نداء… نداء فتترك كائناتها ما كان تنشغل به، لتسمع الهدهد وما يقوله:لقد صدر عقد اجتماعي حيواني طفرة، يدخلنا نحن كائنات الغابة في نطاق حياة جديدة، والتفاصيل ستأتيكم بما يفيدكم جميعاً.

واطلعت على النداء وتفاصيله، وكلها ذهول، حيث أخذت علماً بما عليها ويمكنها القيام به.حيوانات كثيرة لم تصدَّق، لأنها…

أحمد اسماعيل اسماعيل
عجائز في أعمار متقاربة، يجلسون في حلقة صغيرة قرب مقعد عتيق مثبت في ساحة وسط الحديقة، تكسوها الحشائش، وتحيط بها أشجار متفاوتة الطول ومختلفة الأشكال، وجوه متشققة مثل لحاء الأشجار الكبيرة، وأياد تجعدت جلودها، وعيون كليلة ترسل نظرات زائغة مليئة بأسى ممزوج بالسخرية، منكبون على رقعة من الكرتون المقوى وهم يلعبون الدامة تارة،…

أمينة بيجو
شنكَى: روج باش.بنكَى: روج باش خوهى.شنكَى: بشو صافنة ومبوزمة؟بنكَى: أخ خوهى سنوات تمر ولاجديد فقط أستذكار، طرف يصرخ شهيد نامرن وطرف صدع راسنا بالبيانات.شنكَى: طيب شوفيهن يعملوا؟بنكَى: هوارى خوده! بيقدروا خوهى بيقدروا. على القليلة كانوا يعملوا بحث أستقصائي كفلم ويقدمونه للرأي العام وفاءاً للمغدورين والشهداء.شنكَى: أيش بلاكي خوهى طرف مسيطر عل الواقع وطرف عم…