نصوص أدبية

ليلاس رسول
لو كان بوسعي لسرقت ساعة من الزمن الماضي. لسرقت تلك الساعات التي كنت أقضيها لاعنة الطريق أثناء ذهابي إلى المدرسة، تحت وطأة تذمري من سقوط الأمطار التي تبلل بدلتي المدرسية، و كان للطين الذي يتكور أسفل حذائي الحصة الكبرى من اللعنات. نصطف خلف بعضنا البعض في صفوف تشبه الطوابير، لإلقاء تحية العلم . تحت…

نصر محمد – المانيا
مازال الطريق سهلاً . مكشراً بصبرٍ نافد، لا التواءات لا زاوية تخفي عاشقين، تصل بسرعةٍ وبقضاءٍ محتوم إلى ماترغب . في (عامودا ) وانت تسير في شارع البلدية نزلة الجسر ومع قطرات المطرة الأولى تسمع قهقات الرجال في مقهى كوي وصوت سعيد زلي يلعلع في ارجاء السوق اثناء قدومه من الفرن الألي…

عبداللطيف الحسيني
حتّى ذاكَ الخيط من الدّخان الذي صَعَدَ إلى السماء تبدّد…. ابتلعتهخيوطُ الشمس الخافتة وأنا أنظرُ إلى اﻷفق الذي فَقَدَ لونَه الذي باتَإلى الكآبةِ أقرب.تمدّدتُ على العشب الذي أصبح إبراً وخزت جسدي الجريحالمملّح. كأنّ مقبرةَ اليهود القريبة من جامعة هانوفر ملاذي اﻵن هي حيّالتضامن القريب من جامعة دمشق الذي عشتُ فيه شهوراً.

المقبرةُ مغلقةٌ ومغلّفة بهدوءٍ…

عبداللطيف الحسيني.
إلى مَن بقيَ من فرقة الطريق العراقية.كانتْ مدنُنا مرحّبةً لعراقيين فرّوا من الطاغية فلم يجدوا إلانا أصدقاءَورفاقاً ومثقفين، أغلبُهم كانوا من اليسار المُلاحَق، وكنّا كذلك مثلَهمنحملُ همومَ المعذَّبين تزيّنُ جدرانَنا صورُ ماركس و كيفارا و لينين،فمَن لا يؤمن بالماركسية فليس منّا: شعارٌ خلّاب ومازال وسيبقى كذلك عندالكثيرين ناصعاً، فلا فلسفةَ غيرَها تتشرّبُنا،ﻷنّها الثورةُ

الدائمة.وستبقى دائمةً…

عبداللطيف الحسيني
أنا ابنةُ الشّاعر: تقولُ دارينُ لصديقاتِها……ثمّ رأتْ دارينُ المدينةَ تضيءُ كألوان ثوبِها في اﻷعياد، حاولتْ أنتمسكَ باﻷصفر…. فأعجبَها اﻷبيضُ.. ثم البرتقاليُّ. كيفَ لها أن تجمعَ هذهاﻷلوانَ في كفّها؟. تريدُ أن تملكَ المدينةَ، ففتحتْ كفّيها لتندفعَاﻷنهارُ واﻷشجارُ إليها.اﻷنهارُ أكثرُ زرقةً فوقَ يديها، واﻷشجارُ أكثرُ خضرةَ.

كنتُ أبحثُ عنها ونحن نمشي محاذاةَ ضفّة النهر، اﻷوراقُ تراها وحدَهالتظلَّلها…

عبداللطيف الحسيني
إلى الشاعرين محمد نور الحسيني و محمد عفيف الحسيني.الشعراءُ فقط جعلوا الحياةَ بهيةً لتُعاش رغمَ نذالتِها وقبحها لِمَايتمتّعون من إضفاء الخيال والدهشة عليها …..أينما حلّوا وارتحلوايتركون خلفَهم رائحةَ اﻷلفة وملمسَ الدفء البديع.تعرّفتُ على نخلة الله “حسب الشيخ جعفر” من خلال مجلّة الكرمل التي كانأخي محمد عفيف يحصّلُها أينما انوجدت ودفعني لقراءته وﻷكتشف لاحقاًجماليات النثر…

عبداللطيف الحسيني.برلين
الماضي لن يذهبَ بعيداً، كلما بَعُدَ نقتربُ منه أو نقرّبُه و نُمسك بهلنحتفظَ بذاك الفرح الذي يوقظُنا من غفلتِنا، لفظَنا جحيمُ الماضي إلىجحيم حاضرِنا لنتذكّر إيقاعاتِه. إنّه كالكينونة يبقى دوماً “تحتِ سطوةِاليد” بحسب هايدغر، يُستتَر ويختفي، لكنْ ما ينوبُ عنه هو الإيماءُ أوالرمز أو جزءٌ من الذكرى التي كانت كاملةً، لكنّنا نجتزىء منها ما…

عبداللطيف الحسيني.
“بعضُ الطيور إلى اﻷعشاش عائدةٌما لم تجد في ربوع الهجر أحبابا.” دخلتُه طائراً كالغراب أو البوم يرقبُ ربعَ البشر ..شاربين البيرة أوراقصين.للمرء أن يتخيّل رجلاً بنصف لسان مرميّاً بينَ عشرات اللغات ولايتقنُ واحدةً منها، يتمعّن في وشم ذلك الشاب، ويراقب فم تلك الفتاةالمرقرق بالنبيذ، ويقترب من ذاك الراقص.

الغريب حين يدخلُ مدينةً غريبةً تتحدّثُ بغير لغتِه…

هند زيتوني| سوريا
أيها الذئبُ المريضالأنثى التي تتمدّد بجانبك في السرير، ليست سوى دميةٍ مفخخة بالألمضحيةٍ تختبئُ تحت جفنيها جثثُ المعارك نجمةٍ تحترقُ كل يوم في سمائككما تحترقُ قبلةٌ على شفاه عاشقٍ ميِّت تلكَ الطِّفلةُ تلفُّ جسدَها بشالِ روحِها الرقيق، تحتسي دمعَها كلما جفّتْ أغنيةُ المطر لم تعرفْ كيف رستْ سفينتها على ذلك الشاطئ البعيد

الحربُ سيِّدةٌ عاهرةٌ تبيعُ…

عبداللطيف الحسيني.
ترفّقْ بدمعكَ لا تَفْنِهفبينَ يديكَ بكاءٌ طويلُ.شاعر أندلسي.
مرّتْ ليلةٌ كانَ القصفُ على أوكرانيا أعنف قصف منذ الحرب العالميّةالثانية ،لم أنم ليلتَها متابعاً أخبارَها لحظة بلحظة: وضعتُ ملحاً علىعينيّ لئلا أسهو أو أغفو……إنّه الدمار والخراب والتشرّد….إنّه نفسُالشريط الذي عايشتُه في بابا عمرو وكوباني ودير الزور.

خرجتُ من جلدي متجهاً إلى حديقةٍ قريبةٍ منّي.الصقيعُ يحتلُّ المكان، وكأن…