عمر كوجري

قبل ثلاثة عقود، كان يزور قريتنا رجل يدَّعي الطب، اسمه«دكتور حسن» في كيسه أصناف عديدة من الأدوية وإبرة وحيدة لجميع المرضى وسماعة طبية وخلطات عجيبة من الأعشاب، وفصص ثوم وشرائح بصل، كان يرتدي طقماً رمادياً وربطة عنق غير متناسقة، لم يُغيِّرْهما كثيراً.
دكتور حسن كان يُصفِّر، ويبدي غيظه من «الملاعين» الذين لم…

داليدا كشمول- موصل

لم أتوقع أو أعرف يوماً أنني سأقع في مأزق أدبي وسياسي معاً، عندما أرى كردياً يتحدث بالكردية وأنا أفهمه، رغم أني لا أتحدث الكردية ولا أتقن من الكردية الا حروفها الهجائية فقط، وذلك من تهجأة صديقاتي في جامعة الموصل، ورغم معايشتي للكرد من مصبهم الى منبعهم أو العكس.

تابعت بكل حرارة، حرارة فتاة،…

ابراهيم محمود

تعنينا صورة الأب، مثلما تقلقنا! فهي بالقدر الذي تمنحنا طمأنينة نفسية، ملاذاً آمناً، تجردنا من خصوصيتنا، أو تضعفها كعلامة إشهارية للذات، باعتبارنا أبناء. إن صورة الأب توضع، تعلَّق في وسط الغرفة، في الصدارة، وفي الحد الأقصي من العلاقة العائلية، تكون صور الأبناء في الجوار، فهؤلاء يتطلعون إليه، يغبطونه علي موقعه الرمزي، يتوقون إلي…

بقلم : فدوى أحمد التكموتي – المغرب

أشكرك سيدي
وَهَّمْتَـنِي أنك
توجتني عرش فؤادكْ
ودمي يسري في عروق دمكْ
وروحي تسكن سويداء روحكْ
صورتَ لي الحياة مزهرية بيضاءْ
فيها نيروز اسطنبول الخضراءْ
وزنابق حرير طهران الصفراءْ
حتى أني تخيلت فيها
وردة الحب الصافي الحمراءْ

أسْكَنْتَ في قلبي
قارئة الفنجانْ
عشقتها حتى الذوبانْ
عشت معها قصة عشق أطولْ
كنت الحورية أسبح في بحر الهوى
بدون قارب أصغر أو أكبرْ
تَحَمَّمْتُ بنهر الأردنْ
حتى…

آسيا خليل

وداع
لم يتسنَّ لي توديعهم،
وحين عدتُ،
كانت مناديلهمُ الباكيةُ،
تلوّحُ لي مودّعةً،
وهي تذرفُ جهاتٍ قصيّة.

الألغام

الشّابُّ الذي احتضنَ اللغمَ
وهو يسابقُ رفاقه،
كان قلبه سوسنةً.
حطَّ عصفورٌ حزينٌ على
شجرةِ الرّمّانِ جانبَ نافذتي
وتسرّبَ إليّ ما يشبِه النشيج.

في ذاك الربيع

لم يكونوا موتى تماماً؛
كانوا أنصافَ نائمين.
لم…

اسحق قومي

مرحى لعنقود ٍ إذا استوى
ونجمة ٍ إذا دارتْ بأفلاك ِ النجومْ
مرحى لشهوتكِ الخجولة ِ الخاملةْ ِ.
شبقُ شفتيك ِ
نشوة ُالفصولْ
تعالي نكتبُ القصيدة َ
أنْ نكون َ
أن نسافر َ إلى المجرّات ِ
سألتُكِ
ولمْ تقبلينْ
***

قلتُ لكِ: أُحبُكِ ولمْ تصدقينْ
وعدتُكِ أنْ ننامَ على تخوم ِ الكون ِ أنجماً
ولمْ تقبلينْ
شرحتُ لكِ آخر مغامراتي مع النساءِ
واعترفتُ في محراب ِ جنونكِ
وكأنكِ للغيرةِ
لا تسمعينْ
في…

دهام حسن

إنني في الشعر صبّ
ولدى النثر حكيم

أنسج الشعر خيالا
وحكايا ورسوم
****

لي قلب مستهام
دائما ينبض ” آه”

في نياط القلب يسري
صوت حبّ أو صداه
****

ما أرى في الحبّ إلا
رصع تاج وشموخ

أبعد الأشباح عني
ما أنا شيخ يشيخ
****

قل لمن عاب هيامي
هل شممت الياسمين

وتمليـّت بحدب
بخدود العاشقين
****

كيف يزهو من تحلّى
برداء الحبّ كيف

ربّ شخص قد تولّى
فاستحال الشخص طيف
****

لا …

دهام حسن

الحداثة لغة كما ورد في المنجد هي مصدر للفعل الثلاثي المجرد “حدث ” .. والحداثة من الأمر ، أوله وابتداؤه، وتقابلها في المعنى القدامة، وهي مصدر لفعل قدم، وقدامة الشيء أي مضى على وجوده زمن طويل… ونقول عن الشيء هو قديم، أو هو حديث….
لكن ما يهمنا هنا هو المعنى الاصطلاحي للحداثة، فالحداثة من…

خالص مسور

قد بكون الشطر الثاني من العنوان شاعرياً إلى حد بعيد، ولكن لابأس فإنها المعاناة معاناة ممن لايطيقون رؤية الآخرين إلى جانبهم، من الذين مارسوا ويمارسون التمييز ضد البشر والشجرفي هذه المنطقة من الشرق الأوسط تحديداً وكما قال الشاعر الكردي السوري أديب حسن محمد:
حمصُ
..أنتِ
أو..
…لا أحد.
وهؤلاء أيضاً لسان حالهم يقول: إما…

صدرت عن دار آراس للطباعة والنشر في أربيل بإقليم كوردستان، المجموعة الشعرية الثامنة للشاعر الكوردي السوري فتح الله حسيني. وتوزعت المجموعة على 152 صفحة من القطع الوسط، واحتوت على أحد عشراً نصاً طويلاً، منها ” أبواب، صور، ورود لكاهن غير وحيد، براري موحشة، ألفة الخديعة” ونصوص أخرى.

وكان قد صدر للشاعر فتح الله حسيني عدة…