يرميني الحزن كاهناً

غريب ملا زلال 

 

هذا حزني

 و هذا تعبي 

يلتقطانني حبة حبة 

فيرميني الحزن 

كاهناً في جبل 

و يحملني التعب

 شيخاً على عكازة

 بين أسلاك الحدود 

فهل حقاً 

سلبت عشتار

 كل قوانين الدوران

 حول القلب 

أم يحوم تموز

 حول نيران

 بحيرة الكهان 

سأغادر هذا المعبد 

فلا الصلاة قادرة 

أن تحييني 

و لا الرب

 يرسل نخلة

 أتعرش بها 

و الملك يصر

 أنني لا أنتمي إلى حاشيته 

سأغادر هذا المعبد 

فالكاهن دجال و سافل 

و الخادم خبيث 

و الطريق

 لم ترسمه أصابعي 

سأغادر هذه الأرض 

فالشيخ منافق

و السياسي إبن حرام

و العاشق إبن زنا 

و الشاعر طبال 

و الفنان زمار 

وحدها الريح 

تحملني و هؤلاء 

إلى السموات التسع 

ثم

 تهوي

 بنا 

بحراً 

…..

اللوحة لليديا ابراهيم

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماهين شيخاني

كان مخيم ( برده ره ش ) يرقد بين جبلين صامتين كحارسين منسيّين: أحدهما من الشمال الشرقي، يختزن صدى الرياح الباردة، والآخر من الغرب، رمليّ جاف، كأنّه جدار يفصلنا عن الموصل، عن وطنٍ تركناه يتكسّر خلفنا… قطعةً تلو أخرى.

يقع المخيم على بُعد سبعين كيلومتراً من دهوك، وثلاثين من الموصل، غير أن المسافة الفعلية بيننا…

إدريس سالم

 

ليستِ اللغة مجرّد أداة للتواصل، اللغة عنصر أنطولوجي، ينهض بوظيفة تأسيسية في بناء الهُوية. فالهُوية، باعتبارها نسيجاً متعدّد الخيوط، لا تكتمل إلا بخيط اللغة، الذي يمنحها وحدتها الداخلية، إذ تمكّن الذات من الظهور في العالم، وتمنح الجماعة أفقاً للتاريخ والذاكرة. بهذا المعنى، تكون اللغة شرط لإمكان وجود الهُوية، فهي المسكن الذي تسكن فيه الذات…

مازن عرفة

منذ بدايات القرن الحادي والعشرين، يتسارع الزمن في حياتنا بطريقة مذهلة لا نستطيع التقاطها، ومثله تغير أنماط الحياة الاجتماعية والإنسانية، والاكتشافات المتلاحقة في العلوم والتقنيات، فيما تغدو حيواتنا أكثر فأكثر لحظات عابرة في مسيرة «الوجود»، لا ندرك فيها لا البدايات ولا النهايات، بل والوجود نفسه يبدو كل يوم أكثر إلغازاً وإبهاماً، على الرغم من…

أصدرت منشورات رامينا في لندن كتاب “كنتُ صغيرة… عندما كبرت” للكاتبة السورية الأوكرانية كاترين يحيى، وهو عمل سيريّ يتجاوز حدود الاعتراف الشخصي ليغدو شهادة إنسانية على تقاطعات الطفولة والمنفى والهوية والحروب.

تكتب المؤلفة بصدقٍ شفيف عن حياتها وهي تتنقّل بين سوريا وأوكرانيا ومصر والإمارات، مستحضرةً محطات وتجارب شكلت ملامحها النفسية والوجودية، وموثقةً لرحلة جيل عاش القلق…