إبراهيم محمود
أوقفت الريحُ خيالي
مهددة إياه بالفناء الكلّي
إن لم تأخذ كلماتي بها علماً
وتمنحها صورة ترتعب لها المرايا مجتمعة
وتحتجز النجوم في أقفاصها الخانقة
حسنٌ، أومأتْ إليها كلماتي مشيرة إلى أنها ستعمل ما في وسعها
لتستطيع التنفس كما تريد
وعليها أن تسترسل في أحلام يقظتها
وهي تؤمّ الجهات التي تشتهيها
بسرعاتها المقررة ذاتياً
وكلماتي همست في أذني:
لا عليك دع ظلك ينبسط مرتاح البال
سأتولى المهمة…
جان دوميسون
ترجمة صبحي دقوري
استقبل النقاد والقراء المجلد الأول من هذا التاريخ الآخر لأدبنا بصداقة. ومع ذلك، ظل سؤال واحد يعود بإصرار. وحدث أن جاء على شكل عتاب: «ألا تحب هوغو؟ » كان هناك اختلاف: “ولافونتين…؟” » هنا، بعد مرور عام، مع لافونتين وهوجو – مع كثيرين آخرين أيضًا – تم الإعلان عن المجلد الثاني في…
إبراهيم محمود
موتانا الذين لا يشبهون حتى أنفسهم
تعجز المرايا مجتمعة في إظهار ولو مجرد صورة تقريبية لهم
موتانا الذين لا ينامون أبداً
باذلين قصارى جهدهم في حجزنا لحسابهم الخاص دون نوم يستحق الذكْر
كيف أجيزَ لموتهم أن يطلق سراحهم موتى دون موت هكذا؟
حين ماتوا أعلنّا الحِدَاد حسب الأصول
منحنا عيونَنا فترات متقطعة لسكْب الدموع المقررة عليهم
منحنا قلوبنا اجتراع الحزن المناسب…
جان دوميسون
ترجمة صبحي دقوري
فيلون
(1431 – بعد 1463)
كتب كليبر هايدن أن مجد مارلو “فيلون هو اللص المحترف الوحيد الذي ترك عملاً عظيماً للأدب الفرنسي. » إنه ولد سيء، ورعشة، ورجل عصابات، وقاتل. إنه، بموهبة تقترب أحيانًا من العبقرية، هو سلف المنحرفين من الأحياء الصعبة. يعلن من بعيد أن جان جينيه، هارب ولص. ما نعرفه عن فيلون…
إبراهيم محمود
القبعة ابتداع الذين يضيفون إلى رأسهم رأساً آخر
يخفي تحته حقيقة الرأس الأول المسمى مجازاً
لكنها ليست ساذجة بحيث تكون الأصل
تغزل خيالات وهمية لمن يهربون من رؤوسهم الفعلية
ماالذي يتحرك في فراغ القبعة غير وهْم حاملها؟
أي سوء حظ قادها لتكون محمية رؤوس عارية؟
لا شطآن لها كي توحي بأجساد أفكار تستحق المتابعة
لا فضاء يرتجى كي يمهد لمصافحة نجوم…
إبراهيم محمود
جيلبرت فافر( 1945-…)، المرأة التي ترفع اسم زوجها المفكر والمناضل والشاعر الكردي نورالدين زازا ، بإحدى يديها، وبالأخرى تقاوم ثقل الزمان ، رغم التقدم في العمر، محافظة على نقاوة صورة الزوج الذي أودعها حبَّه الأتم، ومأثرة الزوجة التي أبقت هذا الحب في كامل وجدانها، كما لو أن لسان الناطق بأكثر من لغة، يصل ما…
عبد المقصد الحسيني
سنمضي…
بأقدارنا المنكوبة
ويرافقنا وجهاء الموت وعربة الحوذي محملة بكومة الأحاديث
وفقه الرغبات
والبيان الشيوعي
لا وطن يحمينا من العواصف والحداد
نحن أمة..
كنعيق الغربان في الوثائق المشفره
أعرفك…
تحشرين الملل في ظرف
وساعي البريد مات في الحرب بطلقة صديق
وتذرفين الدموع كندف الثلج
حين تغادر العتمة الستائر برفقة العسكر
وترغبين…
في تدشين عائلة بعدد أحجار النرد
في الخريف
أعلم…
يشيخ الحرب مثل العوسج
كمخلب دوري ميت
من الأنين
سنمضي…
ونطرق أبواب الغيهب
أعلم
قسوة الظهيرة…
إبراهيم محمود
ينتحر الضحك عند أول إطلاقة له
على عتبة الفم المنقبضة
أخبار الطقس مصابة بمغص دوريّ
ثمة حمامة ترقب وجه طفل وخطه شيب صارخ
فراشة أقلعت عن النوم في طيرانها الحر
ماذا سأفعل في صمتي ، قالت النار
الحديقة تهجّر أشجارها بعيداً عنها
لم تعد قادرة على الوقوف
وابتسامتها تسند قامتها بالكاد
البلبل يخذله صوته عند أول شجرة تملكتها نوبة
في غفلة عن الأوكسجين العالق…
إبراهيم محمود
مجرد إشارة ليست مجرَّدةتولد الرواية، أي رواية من ماض معين، وإن كان موضوعها المستقبل، وإن كان الخيال مدشّنها الأكبر، ولكنها ما أن تنجز مهمتَها في ختامها، حتى تصبح معنية بالمستقبل ونسَباً له. حتى كتابة التاريخ نفسه لا تنحصر مهمةً في نطاق ما كان، إنما ما يجعل الآتي أكثر قابلية للقراءة والوضوح، وبدورها، فإن الرواية…
آهين أوسي
بخطوات كهل تجاوز السبعين، ورأس يثقله التفكير، وفكر شارد يعود كما كل يوم إلى بيته صفر اليدين.
تستقبله زوجته كعادتها بسيل من الأسئلة.
هل أحضرت النقود؟
هل قمت بعمل ما اليوم؟
هل ستستطيع أخذ فرح إلى الطبيب أم أنها ستبقى تصارع المرض اليوم أيضا؟.
– استهدي بالله يا امرأة، دعيني أصل إلى الغرفة أولا فوالله قدماي ما عادتا تقويان…