ثلاث قصص قصيرة جداً:

عبدالجبار حبيب

 

استنساخ

حين انفجرت ملحمة جلجامش، تدفَّق الطوفان… لكن ظلَّ شعبه واقفاً، يُرمِّم جمجمته المكسورة، يرسم خرائطه على الرِّيح.

لم يستسلم حين عبر الغزاة على دمه، وتآكلت سيوفهم في صدره، بل فتَّش عن اسمه في الألواح القديمة، فوجد وصية محفورة على الرِّيح: “أنتَ الذي لا يموت.”

******

وعد

حين مشت الشعوب على جسر التاريخ، لم تجد انعكاسها في الماء. تلمَّست وجوهها في مرايا الأزمنة، فوجدتها مشطوبةً بحبرٍ غريب.

في الرحلة الأخيرة، وقف طيف المؤرخ مراقباً عذاباتهم، تعهَّد ألا يخذلهم مجدداً… ثم نفخ على الوعد حتى تلاشى، ومضى، تاركاً ظلالهم تتبع خطاه.

******

طبول

حين انشقَّ جدار الزمن، خرج الثائر حاملاً مداده المسكوب، يتعثَّر بين السطور الملتوية. في الساحة، قرعت الطبول، اندلعت الحرب… لكن بسيوف من ورق.

عبر بينهم رجلٌ قادم من الجاهلية، رفع إعلاناً مبتوراً… فارتجَّ كيانهم كجرحٍ قديمٍ لم يندمل.

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ابراهيم البليهي

 

بعض الأفراد الموهوبين يحققون اختراقا في أي مجال يهوونه ويركزون عليه ويستغرق فيه اهتمامهم فالعبقرية هي اهتمامٌ تلقائي قوي مستغرق ……
إن الأمريكي صمويل مورس قد ترك وطنه أمريكا فسافر إلى أوروبا واكتسب قدرةً فائقةً في الرسم (الفن التشكيلي) واشتهر بدقته الفائقة في رسم الوجوه (بورتريه) فاكتسب في أوروبا شهرةً واسعة لكنه سينجز فيما بعد…

إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن

إنَّ الهُوِيَّةَ في العملِ الأدبيِّ تَتَشَكَّل مِنَ الأحلامِ الفَردية ، والطُّمُوحاتِ الجَماعية ، والتَّجَارِبِ الشَّخصية ، والإفرازاتِ الثقافيةِ ، والعواملِ النَّفْسِيَّة ، مِمَّا يُؤَدِّي إلى وَضْعِ العَملِ الأدبيِّ في أقْصَى مَدَاه ، وإعادةِ إنتاجِ السُّلطة المَعرفية مِنْ مَنظورٍ اجتماعيٍّ قادر على اكتشافِ دَوافع الشَّخصيات ، ودَلالةِ الألفاظ ،…

ماهين شيخاني

“وزارة شؤون اللافتات”

في أحد الأقاليم، تم تأسيس وزارة اسمها: وزارة شؤون اللافتات والشعارات الوطنية.

مهمتها الوحيدة: تغيير شعارات الأحزاب كل 6 أشهر، وإطلاق مصطلحات جديدة مثل: “الخط الثالث المعدّل”، أو “النهج المتجدد الثابت”.

كانت لافتاتهم تسبق أفعالهم، وحين يُسأل الوزير عن خطط الوزارة يقول:

– نحن نؤمن بأن الشعارات تُغيّر الواقع، أما الواقع؟ فمسألة ثانوية!

 

إبراهيم اليوسف

 

تمثل رواية” فرح خاتون*” الصادرة عن دار الزمان للطباعة والنشر، تجربة سردية ذات طابع استثنائي، تمتزج فيها السيرة الفردية بالسياق الجمعي، وتُروى الذات الكردية لا عبر صراع سياسي مباشر، بل من خلال جسد مريض وذاكرة محاصرة بالموت والعزلة. تدور الرواية حول فرح عبد الكريم عيسى علي، المرأة التي تكتب من سرير المرض في مستشفى…