القارب السابح في سكون

مزكين حسكو
الترجمة عن الكردية: إبراهيم محمود
بحر..
واسع جداً
والشواطئ
تمتد في اللامتناهي
رغوة معتصرة
تتملك الجهات المترامية الأطراف
بصخب ساحر
وزحف مخضرّ
يحوّل الصخور الخرساء
إلى مقطوعة سيمفونية
حزام ثلجيٌّ لوناً
زاخر بالصدف والغامض المرجان
كزنار
يحيط بقامة البحر
وهذا القارب الأبيض
يتهادى
طوع أمواج البحر
ولم ينل منه التعب
أيا أرجوحة الهواء
في عزلتها
تنشغل
بأسرار الكون
وتعوم
في عهدة هذا البحر الشاسع
:
أخشابك المطحلبة
لازالت
سابحة…
رهينة وجْهتها
تسمع دقات الأرض
رغم أنك
بارتعاشتك
لا تفارق الرقص..؟!
تتراءى كحصان أسطوري
تسابق الجهات
فارداً
أجنحتك البرّية
رغم أنف العواصف
ناشراً
الأحلام الواسعة
في الفضاء الرحب
أي نعم..
أخشابك الآن
والسابحة
في سكون
لما تزل
أسيرة وجهتها
وأنت
مثابر على أزلية حركتك
يقيناً
الروح
مزيَّنة
بفواكه الأمل
غربالاً
للسحب المدلهمة
8-6-على شواطىء البحر الابيض  المتوسط، 8-6-2024

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

غريب ملا زلال

“إن لم تجدني بداخلك، فإنك لن تجدني أبداً”
قول قاله جلال الدين الرومي، تذكرته وأنا أطوف بين أعمال التشكيلي رشيد حسو، بل أحسست أن أعماله تلك تخاطبني بهذه الجملة، وكأنها تقول لي: التفت إلى دواخلك فأنا هناك، وإذا أردت أن تقرأني جيداً اقرأ ما في…

فراس حج محمد| فلسطين

تعالَيْ
متّعي كُلّي بأعضائكْ
من أسفل الرأس حتّى رَفعة القدمينْ
تعالَيْ
واكتبي سطرينِ في جسدي
لأقرأ في كتابكِ روعة الفنَّيْنْ
تعالَيْ
واشعلي حطبي على شمع تلألأ
في أعالي “الوهدتين”
تعالَيْ
يا ملاكاً صافياً صُبّ في كأس امتلاء “الرعشتينْ”
تعالَيْ
كي أؤلّف أغنياتي منهجاً لكلّ مَنْ عزف الهدايةَ

في نضوج “الزهرتينْ”
تعالَيْ

كيْ أقول لكلّ خلق اللهْ:
“هذا ابتداع الخلقِ ما أحلاهْ!
في انتشائك شهوة في موجتينْ”
تعالَيْ
مُهْرة مجنونة الإيقاعِ
هادئة عند…

“في الطريق إلى نفسي” هو عنوان الديوان الثالث عشر للشاعر الكردي السوري لقمان محمود، وقد صدر حديثًا عن دار 49 بوكس في السويد. في هذا الديوان يكتب الشاعر قصائده بخبرة شعرية واضحة المعالم، بما تملكه من حساسية الرؤية وخصوصية الالتقاط والتصوير والتعبير. فالشاعر شغوف منذ ديوانه الأول “أفراح حزينة” عام 1990، بشدة التكثيف اللغوي وحِدَّة…

خالد جميل محمد

في وظيفة اللغة والكلام

لا تخلو أيُّ لغةٍ إنسانيةٍ من خاصّيةِ المرونةِ التي تجعلها قابلةً للاستخدام ضمن جماعةٍ لغوية كبيرة أو صغيرة، وهي خاصيّة تعكِس طواعيةَ اللغةِ، وقدرتَها على التفاعل مع المستجدات، بصورة تؤهّلها لأن تُستخدم في عملية إنتاج الكلام بيسر وسهولة، متوسِّلةً عدداً من الطرائق التي تَـزيدُ اللغة غِنىً وثراءً، ويمكن أن تتمثل…