تمزّقات كهل كطفل.. قصة قصيرة جداً.

مرفان كلش

كان الكهل كعادته يسير في ممرات الحديقة العامة. على خطوات منه، لمح فجأة صديقه الشاب!
بادره صديقه بالسلام، ثم أردف: ماذا تفعل هنا في هذا الجو العاصف أيها الغريب؟
رد الكهل: شعرتُ بضيق في صدري فخرجت!
قال الشاب: لماذا هل أنت مريض؟
رد الغريب: لا!
ماذا إذاً؟ قالها صديقه.
لستُ على ما يرام! فقد تذكرتُ فجأة والديَّ! قالها الكهل على عجل، ثم أکمل بحشرجة ثقيلة: منذ أن رحلت أمي قبل عقد من الآن انكسرتُ من الداخل! وبعد رحيل والدي صرتُ كمن تاه في صحراء لا ظلال فيها، ولا حتى سراب! فما عدتُ أنا، أنا! فأردتُ أن أتمشى قليلاً لأنسى! ثم أجهش بالبكاء!
أمسك الشاب بكفّه” بحنّية” طفل يمسك بيد جدّه، وقال: دعنا نمض لحانتنا القريبة.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

دريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…