عبداللطيف الحسينيّ . برلين.
أجرُّ خلفي نصفَ قرنٍ لأصلَ إلى بيتٍ من الطّين ، من بيتٍ من الطّين إلى
غرفٍ من الطّين ،يتراءى لي الآن كأنّه ..كأنّها من الملح و قد ذابت ،
لكنّ الذكرياتِ مطمورةٌ…..ولم تزل ، عزائي أن تبقى مخبأةً لتمدَّ لي
لسانَها الآنَ وأنا أتلو حواراً مع الشاعر أحمد الحسينيّ.
كنتُ أمرُّ بتلك الحارة المغبرّة صيفاً ..الموحلة شتاءً، ثمّةَ زُقاقٌ
يتجهُ شرقاً تطلُّ عليه نافذةٌ خشبيّة بإمكان المارّ أن يمدّ رأسَه ليرى
مَنْ في الداخل ، أو ليخفض رأسَه تحتَ النافذة ليسمع حتّى تنفّسَ مَنْ
خارج النافذة تلك المطليّة بلونٍ أخضرَ باتَ إلى لون التّراب أقربَ، قضتْ
شمسُ تموزَ على يخضورِها.
” البيوتُ أسرارٌ” مقولةٌ لا قيمةَ لها لبيتٍ تخفقُ الألحانُ والأشعارُ فيه.
رفقةَ أحمد الحسينيّ أقفُ بجانب حقيبة التنك التي تضمُّ دفاترَ حسابات
قديمة و تاريخاً مذهلاً للانكسارات والهزائم، في تلك الحقيبة كُتيّبٌ
دونَ غلافٍ قرضَه فأرٌ من هوامشه، اسمُه ” ممي آلان”.
…..
لو كنتُ أحمد لقلتُ :”لا زلتُ أحتفظُ بذاك الكتاب مطموراً تحت تراب
المنزل اﻷوّل في عامودا”
لو كنتُ أحمد …لو كنتُه .
….
رابط الحوار الذي أجراه الشاعر محمد نور الحسينيّ مع أحمد الحسينيّ.