قصيدة جلال زنكابادي

إبراهيم محمود

ستهربُ مني الجهات
ستهرب مني الوجوه التي قد رأتْك
وتلك التي قد نستك
ستهرب مني الزوايا التي حفظت منك بعْض ظل
وفيه حمتك
سيهرب مني السؤال
لكي ألتقيك جلال
لكي أستفيق
على ما كنت تطلقه من نزيف الشجون
فأرمي عليك شجوني
لعل خطاك تفصّل فيها
كما عهدتك مدارات حزني المعنَّى
وأصغي إليك بكامل روحي 
وأنت المعانق جرحَ الكتابة فيّ
وأنت.. وأنت الصديق
وأنت.. وأنت جلال
ستهرب مني الوجوه التي خالطتْك وما صادقتك
وما احتضنتك
وكنت الوئيد الجسدْ
وكنت تساوي بلد
وكنت نقيَّ الإرادة في الوعد والمقتصد
لذا استبعدوك بحكم المؤكَّد من يومهم
لذا استفظعوك  بحكم المؤكد في نومهم
لأنك كنت تسمّي الرصاص رصاصاً
وما كنت تجني على هامش شجريّ
ولا كنت ترمي الإجاص بعدوى الخِيار
أو كنت تغري الخيار ليغزو إجاصاً
وكنت تسمّي الصفيق الصفيق
لأنك ما كنت تخلط بين الضحى والرحى
كنت أنت تسمّي القناع كما هو باسمه
والوجه حيث يطل بألف قناع
لأنك كنت وما زلت عبر قصيدك 
عبر حضورك في مرتقى النثر
والظل ظلك وهو يشد النهار إليه
وينأى الظلام عن اسمه حيث يضاء
كما يشتهيه الأبد
أياابن الحقيقة حيث يسود الزبد
أياابن الطريقة حيث تنامى النقيق
ولدتَ وأنت كبير كبير بصيراً مضيئاً بقلب
كبرت وفي الشعر والنثر كان المدد
كم ِ استصغروك 
لكي يتلفوا الوقت طيَّ اسمه
لكي يطردوا النهر في رسمه 
لئلا يُرى عريُهم في الطريق
وإذ متَّ كم باركوا موتك السالف
وإذ غبت كم أدركوا صوتك العاصف
وهم يطمئنّون حُكْماً إلى يدهم
وهم يلهثون على غدهم
وهم في مدّهم لا أحد
***
جلال ..جلال وأي جلال ولدتَ
وأي جلال كبرت
وما كنتَ إلا سجلَّ الطريق الطويل الثقيل
إلى أصغريك
وما زلت تنبض بالشعر والنثر طي كتاب
يشد إليك
وأكثر منه كثيراً كثيراً
لأنك ما كنت تجني على أي حلْم 
لأنك حيث انطلقت نطقت 
وذقت المرارة أنّى انتشرتَ
ألا رحمة الله ألفاً على والديكْ
***
جلال بأي المعاني تقود إليك الجهات رؤاها
وتأتيك سوسنة في الضحى بالذي يشتهيك
ويرقى قصيدك صنو شذاها
ويخرج ظل حنينك صوب حياة
لكَم آلمتك مشاربها
كم غزتك مضاربها
بالذي أكبرَ الجرح فيك
وكم عشت ليل مداها
وكم سفحتك الجهات المسمّاة بالواجب الوطنيّ
وكم قتلتك الأيادي التي أشعت فيك نار أوزارها
وانتشت بلظاها
وتودِع أخبارها
أن مشتبهاً بالحياة
تجرَّدَ من خافق الورد في الحق
من خافق النبع في الشوق
من خافق الضوء في الشرق
من غده وتمادى هواها
***
جلال جلال جلال
لكم صافحوا فيك ورداً
ويصغون فيك
إلى ما تسمّيه أنت غداً
وليس سدىً
لئلا تفوتهمُ صحوة المبتغى
في يقين جبالك
إذ يحصرون ذراها
وهم ينظرون إلى نشوة الصخر
حين يؤشّر للنهر أنْ انطلقْ
كي يقيسوا قوى ضفتيه
ويمضوا إلى سُبُل ٍ كي 
يثيروا عليك جنون الطريق
بأرض تعيك
 تثير عليك ثراها
***
جلال جلال جلال
أسائل طي جهاتك مَن غيَّبوا لون صوتك في مرتقى جُبنهم
وسمّوا ذراهم ليوحوا بأنك نجم علاهم
يحبّونك إذ يكرهونك 
أو يكرهونك إذ ينصِبونك اسماً لهم
كي يسدّوا مداكْ
جلال جلال جلال
جلال الملاك الملاك
أقدّر في جرحك البحر والبر 
كنتَ أسطول شعرك
أسطول نثرك
حيث سجلات روحك
كم أُطلقت للجهات ” نداك “
وكنت مؤسس وجه 
أخاله نسْج فرادته
كنت طلعة صوت
وطلقة وعد بحكم المؤكد في مرتجاك
وفي مبتغاك
وكنت مدشّن معنى لمعنى الحياة
أخاله وهج ريادته 
كنت رفعة قلب
خياله مسرى سيادته
بين عمق وأفق تباعاً
وكنت بذلك هذا
وهذا بذلك دون اشتباك
***
جلال جلال جلال
جلال الصديق 
أياابن الطهارة فيما يقال
أيا ابن الحلال الحلال
أحيّ من القلب 
اسمك
باسمك
كم أفصحَ الشعر عن نشوة
في مدى دمه
أو مضى الشعر في شهوة
في صدى صوته
آخذاً بالزمان المكان
إلى حيث يعلو علاك
***
جلال جلال جلال
لعلي أطلت عليك الكلام
سوى أنني شغفاً بالسلام
نسيت البلاغة في دقة الوقت في راحتيك
سلاماً عليك
لأشعل باسمك قلباً
يشد يقيناً إليك
بأنك حيٌّ أبيّ صفيّ
إلى غده يرتقي في المحال

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

محمد فتحي المقداد. سوريا

الأدبُ الوهَّاجُ المُتوهِّجُ سيبقى نافذةً نُطِلُّ منها على ذَواتِنا، وهو المرآةُ العاكسةُ لأحوالِنا، وفيما يُكتَبْ من نصوصٍ أدبيَّة شعريَّةٍ أو نثريَّةٍ أو مقالاتٍ أو خواطر، جميعها تتوخَّى المِصداقيَّة بمُقاربات، تقترب أو تبتعد عن الهدف، وجميعها خاضعة لقدرة ومهارة الكاتب.

الأمرُ الذي يدفعُنا كقُرَّاء أيضًا للتساؤل حول جدوى الكتابة، أمام آلة الموت القاسية التي…

مصدق عاشور

أناملي

تداعب أوتارَ الزمن،

حنينٌ لروحِ أمٍّ،

تراتيلُ نغمٍ،

إنها صدى الروح…

 

فمتى تتناغمُ النغماتُ،

يا ياسمينَ الأغاني؟

قُم، وحاكِ ذاتَك،

أما آنَ لك أن تُواكِبَ الأغنيات؟

 

اليومَ سماؤُنا بيضاءُ،

تتماوجُ فيها الأوتارُ،

فلا تهتمّ، ولا تحتجّ،

عُد من شواطئِ البحار،

 

أيّها البحّارُ العجوز،

اركبْ موجاتِكَ بالأوتار،

فهي حكاياتُ الزمن،

وتغريدةُ عصفورٍ

يُشعِلُ الصباحَ بالحبِّ والحنين.

أ. د. قاسم المندلاوي (1)

كرميان أو جرميان أو غرميان هي منطقة إدارية ضمن إقليم كوردستان وتسمى رسمياً إدارة كرميان المستقلة. تعتبر مدينة كلار مركزها، وكانت تابعة لمحافظة كركوك سابقاً، وقبل عام 2003 كانت ضمن محافظة السليمانية. وفي عام 2012 أصبحت إدارة مستقلة، وهي أكبر قضاء في إقليم كوردستان.

كانت مرشحة لتكون…

سلمى جمّو

 

– 1 –

والأسودُ

من حُسنك حسِدٌ

أنْ ما لك تسرقُ وقّارَك من كُلّي؟

والجهامةُ

من بسمة ثغرِك مكفهرّةٌ

أنْ من أين لك وهذا السحرُ الذي يلغيني؟

يا ويحَك!

يا بن هذا الكبدِ القطمير

رويداً عليّ، فالقلبُ أضناه السقمُ

امشِ هويناً

واخلعْ نعليّ الوساوسِ زاجرها

فأنت في حرم جسدٍ مباركٍ.

تغلغلْ فيه

شجرةَ تينٍ وزيتون

واسقِه عذباً فراتاً

من رُضابك العسل.

يا أنت الخرافيُّ الكينونةُ

يا مسيحَ المعجزاتِ

مسّدْ تشنّجاتِ توتّري بتراتيلك.

 

– 2…