خليل كالو
x.kalo59@hotmail.de
نيابة عن شرائح واسعة من الشعب الكردي وليس بصفتي الشخصية. للمرة الثانية وعلى عجل نحن نرد على مقال للسيد جان دوست عما بدر منه من إساءة للشعب الكردي بأكمله في مقاله جكرخوين أيقونة أم وثن والذي لا أعرفه شخصياً فقد كانت المرة الأولى منذ سنوات وحول نفس الموضوع (الشاعر الكبير جكرخوين) لمقال نشر له في إحدى الصحف الحزبية الناطقة بالكردية وها نحن نعيد الكرة مرة أخرى ونحن لا نكن لأي كائن من كان من كره أو بغضاء أو حقد دفين ولكن هو من رمى نفسه أمام فوهة المدفع من جديد والأمر أثقل على كاهلنا من ثقل جبل باكوك لأن مثل هذه الأساليب والمنهج في التفكير في الكتابة لا تأتي بنتائج ايجابية على الثقافة الكردية والمجتمع والقارئ والمثقف.
في هذه المرة قد تجاوز كل الحدود وسبق السيف العزل عند قيام المذكور أعلاه بمداهمته القبور في وضح النهار مرة ثانية وتجاوزه حدود اللباقة والأدب والأخلاق تجاه الشعب الكردي من دون أن يستثني أحد عندما يشبه احترام الكرد لشخصياته كاحترام بني حنيفة من القبائل العربية لأصنامها المصنوعة من التمر وفي هذا التشبيه قذف وشتيمة للكرد ونعتهم بالجهل والضلال والسذاجة ونظرة استعلاء للانتقام من الكل بدون وجه حق عندما قال (لقد صنع الكرد لأنفسهم الصنم على طريقة بني حنيفة) و قيامه بنبش القبور مرة أخرى لعله يشفي غليله انتقاما لعدم بث الحلقة الثانية من المقابلة التلفزيونية ـ فهو كمن يلعن عمر لا حباً بعلي كما يقول العرب ـ فهو ينتقد الشعر لينال من الشاعر لا للنقد البناء والفائدة كما فهم من مقاله ونحن نقول لك أنتقد كما تشاء ولسنا عنا بصدد ما تنتقد ولكنه أراد أن يبث الحلقة الثانية من مقابلته على الانترنيت بطريقته الكردية القديمة كما نساء حارتنا عندما تجتمع عند ظل أحد الحيطان عصراً في صيفنا الحار والمغبر هذه السنة يتكلمن والحديث عن فلانة وفلانة وهكذا بدا لنا عما يقوله السيد عن الشخصيات التي وردت أسمائها في المقال بغض النظر من أن هؤلاء شعراء أم شيئاً آخر فهم في نظر ووجدان الناس وعقولهم أصنام وطواطم مقدسة شئنا أم أبينا ولا أحد يستطيع أن يزيل صور وحقيقة هؤلاء وبسهولة بجرة قلم باسم النقد الأدبي أو الأدب أو الحداثة المزيفة فلا نعتقد أن هناك من أساليب مكر وخداع للبصر والتفكير حالياً في متناول اليد لكي يطمئن جان دوست ومن يلف لفه وحتى نحن أن يحيد وجدان الكرد عن شخصياته التاريخية مقارنة مع من هم الآن في الساحة من أمثالنا النرجسيين الذين ليس لديهن الهم والغم سوى الذات الأنانية والاسترزاق من وراء حبر القلم دون انجاز عمل خلاق. لقد خدم هؤلاء المنقودين شعبهم بالطريقة و الأدوات التي امتلكوها وغنوا لقضيتم بأجمل القصائد ووجدوا في ذلك واجب لا لأجل كسب مال ولا جاه كلا حسب قدرته وموهبته ولم يكن لهؤلاء الرجال من سعي لأن يشكرهم أحد ولا ينتظرون في قبورهم الآن من أحد كلمة شكر أو باقة ورد توضع على قبورهم في ذكرى مماتهم منا نحن الفاسقون فقد ماتوا ورحلوا عنا جميعاً دون تقدير واحترام أثناء وجودهم في الحياة من قبل الكرد ربما حظي البعض منهم بعد الممات على بعض الثناء كما يثني عليهم الآن الأستاذ جان بأسلوب العصبية العشائرية وهو ليس بعشائري الذي استمد تلك الثقافة من السلف وها نحن نأتي من بعدهم ننبش القبور لنسرق أكفانهم أيضاً باسم النقد الأدبي وما إلى ذلك من ترهات حتى نطفو على السطح ونتسلق على النعوش والتوابيت للوصول إلى الأنا النرجسية أيضاً . المبدع مبدع بذاته لا بغيره لا بكتابة هذا المقال أو تلك المقابلة التلفزيونية الحكم حكم الناس لا حكم الناقد أبداً والذي يدخل التاريخ يكون بإذن من الجماعة ومدى خدمة هذا الشخص لها فأعظم ميدالية وهدية ومكسب يناله المبدع والمثقف هو كلمة شكر ورسالة ترحيب وثناء من فم بائس مظلوم ومتعثر في هذا الحياة وقد ناله الشاعر الكبير جكرخوين عن استحقاق وبجدارة ومبروك عليه. أما ما أثاره السيد جان دوست في مقاله جكرخوين أيقونة أم صنم فهو الاثنتين معاُ عند الشعب الكردي ونحن لا نبالغ وهذه هي الحقيقة فليعتبرنا الأستاذ جان أننا متخلفون أليس تخلفنا هو الذي أبقانا على نحن عليه من ضياع الثقافات الغريبة وسياسات الانصهار ومشاريع الذوبان صحيح كان الثمن هو تعاستنا وبؤسنا ولن هو الأول والأخير فمثله كثيرون حتى وصل بهم الغرور إلى عقدة العظمة فيدنون رويدا رويدا من حفرة الانتحار. حتى يكون المرء عظيماً عليه أن يسلك طريق العظمة فكل عظيم جميل كما فعله جكرخوين في سنوات العجاف والزمن الذي كان جدي وجدك غارقان في ضلال مبين من ثقافة الفكر المجرد البالي وموروث التراث العربي الاسلامي .إذا كان التفكير والمنهج الفكري لأحدهم بقول كلمة حق يراد بها باطل فمن الحري به أن يسكت ويولي الدبر خير من يشوه صورته أمام العامة أو الدهماء وينتحر لغريزة ونفس أمارة بالسوء وغضب شخصي فهذا ليس من قيم وشيم الأدباء ممن لهم قضية .
لقد استطرد السيد في كلامه واقتحم الأسوار كحصان جامح وكسح الجميع دون أدنى احترام ممن يكن لهن الكرد من احترام وتقدير دعك من الشعر و الشعراء والأدب والنقد والكلام الفارغ ـ انتقد كما تشاء فلن يحاسبك أحد عما تقوله ـ فلكل شعب مهما كانت درجة تطوره الثقافي والحضاري له ثوابته وقيمه الإنسانية الروحية يعبر عن هويته وشخصيته كمتحد وقومية أما الأسلوب الذي استخدمه جان ليعالج به هكذا أمور ليست من صلاحيته أبدأ والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو المؤهل العلمي والدراسي والأكاديمي كاختصاصي في هذا المجال والمؤسسة التي خولته بأن أعطت صلاحية التقييم والنقد وهل مطلوب منه أصلاً فعل ذلك بهذا الشكل ألا انضباطي والفوضوي ليثير البلبلة والامتعاض من النفوس لا شيء بل من أجل عدم بث حلقة تلفزيونية له أليس هذا السلوك ينم وبشكل صارخ لنموذج المثقف البائس الذي يبحث عن ذاته المغتربة والضائعة فإذا كان أمثال هؤلاء المثقفين يأكلون الحلاوة بعقولنا مستغلين أمية المجتمع وعدم قدرة الناس على التعبير عن آرائهم باللغة العربية أو غيرها من اللغات فهذا لا يعني أبداً أن لأحدهم الحق القيام بمثل هكذا تصرف كما يحلو له وقذف شعب بأكمله ومن دون وجه حق.
أما مسألة الثقافة الكردية كسيحة والمثقفون الكرد كسيحون كونهم لم يدافعوا عنه ضد التصرف والإجراء التعسفي الفاشي بعدم بث الجزء الثاني من مقابلته فإذا كان هذا هو السبب الأساسي برأيه فنحن نفضل أن نكون كسحاء طوال الدهر فالكساح أفضل من التبجح والجحود لأهله وناسه. في نفس الوقت يضع نفسه في التناقض دون أن يدري بسبب انطلاقته الجنونية الجامحة المتسارعة فهو يذم ويعترض على تمجيد واحترام الكبار من شخصياتنا التاريخية الأدبية من جهة ويطلب من الآخرين أن يدافعوا عنه من أجل مسألة شخصية لا أكثر ولا أقل من جهة أخرى. فليحجب عنك كل القنوات التلفزيونية وكل منفذ إعلامي فما ذنب الشعب في ذلك بأن تنعته بالجهل والغوغاء وما الضرر في ذلك فهذا بالنسبة للشعب الكردي أمر غير هام فهل أزلت حيفاً وضيماً عنه يوم ما سوى الكتابة والعمل في الحقل الثقافي فهذا الجهد مشكور عليه فهذا واجب إن كنت تملك وجدان وضمير كردايتي ونحن لا نشك في كرديتك. أما بالنسبة لمسألة الخوف بأن يدفع بالأحزاب السياسية إلى منع النقد برمته لجوانب الحياتية المجتمع الكردي فهذا ما نوافقك الرأي وأنت مصيب ولك الحق إذا كان لهؤلاء يد في إساءة والحجب ولهم تجارب مسبوقة ومشهودة في هذا المجال في إقصاء الصوت الثقافي المسئول ومنذ زمن طويل. أما كيف تحول جكرخوين إلى صنم حول كعبة الفكر الكردي الجامد المتحجر فسببه أنا وأمثالك من الذين يدعون الثقافة بدون فكر وهوية ثقافية ونحن مغتربون عن فكر الكردايتي فوجد الكرد في روادهم الأولين أمثال جكرخوين وغيره الخير كأدلاء ورسل للقومية الكردية في زمن الاغتراب والضياع والسقوط وهم بالضرورة أصنامنا وكعباتنا النضالية وما العيب في ذلك وأين يكمن الخطأ أليس لكل شعب أصنامه وأوثانه وكعبته القومية والوطنية من الرجال العظماء والثقافة والقيم والعادات والتقاليد والأساطير فهل الشعب الياباني متخلف عندما يقدر أصحاب الجلالة من الأباطرة من تاريخه القومي ومن الرجال العظام ويعتز بأساطيره وقصص أبطاله القديمة من الرموز والشخصيات ويربي الأجيال تربية قومية ووطنية على ميراث هؤلاء ومثلهم الشعب الصيني العظيم وكل الشعوب قاطبة فلماذا نحن الكرد مستثنون فسيرة حياة أي شعب هو عملية تراكم تاريخي مما أنتجه من فكر وثقافة وإبداع في المجالات كافة يدخل فيها الصنم والطوطم وكل شيء ولا يعاب أبداً كوننا نعرف أسباب تخلفنا عن العصر وبقائنا بدون احترام من قبل الآخرين هو عدم احترامنا لذاتنا حتى الآن والسلوك الأناني والفردية والحب النرجسي الذي تلازم حياتنا كل يوم دون تغير في منهج التفكير.
أما مسالة انقلاب جكرخوين المروع على منظومته العقائدية الإسلامية وتركه الجبة والعمامة وتحديه المجتمع والقوم أليس هذا هجوما ونقد في غير محله يا سيدي ألم تقل في بداية الحديث في مقالك أنك تنقد شعر وقصيدة جكرخوين من الناحية الأدبية فقط لا غير لا شخصيته وأفكاره والسؤال لذي يطرح ذاته فتحت أي باب وبند يندرج هذا النقد والتشهير أم أنك أنسيت ما قلت في السابق بسبب الهيجان الذي أنتابك من حيث لا تدري وأنت مقبل على الانتحار. أم أنك تريد النيل من شموخ الجبل بإثارة مشاعر الروحية للناس البسطاء فقد مضى زمن الجهل بثقافة الصحراء فلا احد يعير الاهتمام لمثل هذه المسائل وتأكد تماماً لا أحد من هؤلاء الذين تناجيهم من المتعصبين للدين سوف يقرا مقالتك وأنت تكرر هذه الفكرة مراراً كأحد أدوات و أساليب النيل والتشهير كنهاز للفرص فالأفضل أن تهجرها أو أن تلبس بدل عن جكرخوين العمامة والجبة وأملأ الشاغر واعتلي المنبر وحدث الناس بالأساطير الأولين وأحاديث أبو هريرة وابن العباس واسترزق على آلام وبؤس الناس وتعاستهم ولكن أتدري سبب عظمة جكرخوين في رأينا واحترام الناس له هو ليس شعره بالدرجة الأولى فاغلب الناس لا يعرفون القراءة والكتابة باللغة الكردية بسبب أميتهم من معرفة لغتهم الأم بسبب الطبيعة الانتهازية للمثقف الكردي بل انقلابه هذا على الأفكار والثقافة البالية من فكر السلف المغترب عن حقيقة الكرد وهذا قبل الأيديولوجية الماركسية فأبى أكل خبزه لقاء قراءة التلقين على الموتى وتلبيس أكفانهم وقراءة الموالد وصنع الحجاب وفتح المندل والضحك على الناس وإعلان لآذان الصلاة والإمامة ككاهن دجال لأجل زكاة وصدقات وتقبيل اليد وما كل بلائنا إلى هذه اللحظة هو تلك الأيديولوجية المستوردة التي احتلت وجدان وضمير وعقول الناس خدمة للآخرين لا لذاتهم كمتحد وقومية. بل أصر أن يكون رسول القومية الكردية ودليل شعبه بطريقته الخاصة وأشعل ثورة ثقافية في المفاهيم والأفكار عندما قال في أحد أشعاره… أنا الدليل والرسول لأمتي والوحي من سماء وطني… هكذا تكون دائماً سجايا العظماء ورجال التاريخ من طبيعة الكرد أنهم يحبون كل من يحب قضيتهم وكل من يفعل شيء لأجلهم حتى من المحتال هذه هي الحقيقة فمن يريد أن يكون له مرشدا ودليلا فليتقدم ويحتل الصدارة ويصبح صنما مثل جكرخوين فنحن نحب الأصنام وما الضير في ذلك إذا كانت هذه الأصنام جامعة وعنصرية حاضنة للشعب الكردي فهنيئا لنا أصنامنا وهنيئا لكم ذواتكم الأنانية أليس ذلك المنحى من التفكير أفضل بالآلاف المرات ولا مجال للمقارنة والافتراض من التفكير والفكر الفردي والمنهج العبثي والتقسيمي والثقافة المغتربة عن الأصل والجذور وهدم القيم والثوابت التي أوجدت هذه الأمة وحافظت عليها من الذوبان والاضمحلال. ثم يستطرد كاتب المقال في سرد عدد الدواوين والكتب التي ألفها جكرخوين حتى يبين للقارئ مدى اهتمامه بمؤلفاته فإن كان القصد من ذلك هو المتابعة والاهتمام فهذا أمر جميل منه أما أن يدقق ويبحث ويفحص لأمر وغاية أخرى في نفسه فهذا ليس بجميل وهذا ما لا نستطيع التكهن وإثبات ذلك وما جعل بالفأر يلعب بعبنا هو خلطه النقد بالتشهير. وإذا لم يعجبك ترهات جكرخوين في بعض أشعاره فهات بأحسن منها وإلا فاسكت ودع الدال والنون والورود والزوالف والنهود وحمر الشفاه لنا ولكم نهود حسناوات أوربا وحمر شفاههن وسيقانهن البضة فنحن مقتنعون بنهودنا ونحبهم فلنا نهودنا ولكم نهودكم ولسنا عليكم بحاقدين.
أما خلطه شعبان برمضان ولا يعجبك العجب ولا الصيام برجب وحشر أسماء أخرى من الأدباء في مقاله يدل وهذا اعتقاد بأن لدى السيد عقدة من الكبار تقضي التضحية منهم والتشهير بهم ليمدوا له أجسادهم ليعبر إلى ما شاطئ أحلامه فما علاقة الشاعر تيريز وصالح حيدو وكلش وديلاور وغيرهم بهذا المسالة فأنت انتقدت شعر أحدهم وما علاقة الآخرين بمأساتك وهواجسك وعدم توازنك. فهل يمكن تربية الأجيال القادمة على ثقافة الفراغ والأنانية الإقصاء والتشهير والنقد غير المبرر وخلط العباس بالدباس .
إن غالبية الشعب الكردي ترى والقضية أساساً متعلقة بالشعب لا بالفئة المتعلمة والمثقفة بأن لا ضرر من الإعوجاجات غير الضارة إذا ما أحب أحدهم ممن يحب أما الوصاية عليه بدون انجاز عمل حقيقي للإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تراث وثروات الأمة وحقيقة هذا الشعب من الضياع ولن يكون هناك أنت ولا أنا أو غيرنا يمكنهم أن يربوا الأجيال على مثل هكذا ثقافة ….
أخيراً نذكر بقول الشاعر الداغستاني رسول حمزاتوف الذي لا يشك أحد بوطنيته فكان مخلصاً لقضية شعبه كل الإخلاص حينما أطلق قوله المشهور بما معناه :
من يطلق نيران مسدسه إلى الماضي فإن المستقبل سيطلق عليه نيران مدافعه
فهذا أول قذيفة مدفع ……
لقد استطرد السيد في كلامه واقتحم الأسوار كحصان جامح وكسح الجميع دون أدنى احترام ممن يكن لهن الكرد من احترام وتقدير دعك من الشعر و الشعراء والأدب والنقد والكلام الفارغ ـ انتقد كما تشاء فلن يحاسبك أحد عما تقوله ـ فلكل شعب مهما كانت درجة تطوره الثقافي والحضاري له ثوابته وقيمه الإنسانية الروحية يعبر عن هويته وشخصيته كمتحد وقومية أما الأسلوب الذي استخدمه جان ليعالج به هكذا أمور ليست من صلاحيته أبدأ والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو المؤهل العلمي والدراسي والأكاديمي كاختصاصي في هذا المجال والمؤسسة التي خولته بأن أعطت صلاحية التقييم والنقد وهل مطلوب منه أصلاً فعل ذلك بهذا الشكل ألا انضباطي والفوضوي ليثير البلبلة والامتعاض من النفوس لا شيء بل من أجل عدم بث حلقة تلفزيونية له أليس هذا السلوك ينم وبشكل صارخ لنموذج المثقف البائس الذي يبحث عن ذاته المغتربة والضائعة فإذا كان أمثال هؤلاء المثقفين يأكلون الحلاوة بعقولنا مستغلين أمية المجتمع وعدم قدرة الناس على التعبير عن آرائهم باللغة العربية أو غيرها من اللغات فهذا لا يعني أبداً أن لأحدهم الحق القيام بمثل هكذا تصرف كما يحلو له وقذف شعب بأكمله ومن دون وجه حق.
أما مسألة الثقافة الكردية كسيحة والمثقفون الكرد كسيحون كونهم لم يدافعوا عنه ضد التصرف والإجراء التعسفي الفاشي بعدم بث الجزء الثاني من مقابلته فإذا كان هذا هو السبب الأساسي برأيه فنحن نفضل أن نكون كسحاء طوال الدهر فالكساح أفضل من التبجح والجحود لأهله وناسه. في نفس الوقت يضع نفسه في التناقض دون أن يدري بسبب انطلاقته الجنونية الجامحة المتسارعة فهو يذم ويعترض على تمجيد واحترام الكبار من شخصياتنا التاريخية الأدبية من جهة ويطلب من الآخرين أن يدافعوا عنه من أجل مسألة شخصية لا أكثر ولا أقل من جهة أخرى. فليحجب عنك كل القنوات التلفزيونية وكل منفذ إعلامي فما ذنب الشعب في ذلك بأن تنعته بالجهل والغوغاء وما الضرر في ذلك فهذا بالنسبة للشعب الكردي أمر غير هام فهل أزلت حيفاً وضيماً عنه يوم ما سوى الكتابة والعمل في الحقل الثقافي فهذا الجهد مشكور عليه فهذا واجب إن كنت تملك وجدان وضمير كردايتي ونحن لا نشك في كرديتك. أما بالنسبة لمسألة الخوف بأن يدفع بالأحزاب السياسية إلى منع النقد برمته لجوانب الحياتية المجتمع الكردي فهذا ما نوافقك الرأي وأنت مصيب ولك الحق إذا كان لهؤلاء يد في إساءة والحجب ولهم تجارب مسبوقة ومشهودة في هذا المجال في إقصاء الصوت الثقافي المسئول ومنذ زمن طويل. أما كيف تحول جكرخوين إلى صنم حول كعبة الفكر الكردي الجامد المتحجر فسببه أنا وأمثالك من الذين يدعون الثقافة بدون فكر وهوية ثقافية ونحن مغتربون عن فكر الكردايتي فوجد الكرد في روادهم الأولين أمثال جكرخوين وغيره الخير كأدلاء ورسل للقومية الكردية في زمن الاغتراب والضياع والسقوط وهم بالضرورة أصنامنا وكعباتنا النضالية وما العيب في ذلك وأين يكمن الخطأ أليس لكل شعب أصنامه وأوثانه وكعبته القومية والوطنية من الرجال العظماء والثقافة والقيم والعادات والتقاليد والأساطير فهل الشعب الياباني متخلف عندما يقدر أصحاب الجلالة من الأباطرة من تاريخه القومي ومن الرجال العظام ويعتز بأساطيره وقصص أبطاله القديمة من الرموز والشخصيات ويربي الأجيال تربية قومية ووطنية على ميراث هؤلاء ومثلهم الشعب الصيني العظيم وكل الشعوب قاطبة فلماذا نحن الكرد مستثنون فسيرة حياة أي شعب هو عملية تراكم تاريخي مما أنتجه من فكر وثقافة وإبداع في المجالات كافة يدخل فيها الصنم والطوطم وكل شيء ولا يعاب أبداً كوننا نعرف أسباب تخلفنا عن العصر وبقائنا بدون احترام من قبل الآخرين هو عدم احترامنا لذاتنا حتى الآن والسلوك الأناني والفردية والحب النرجسي الذي تلازم حياتنا كل يوم دون تغير في منهج التفكير.
أما مسالة انقلاب جكرخوين المروع على منظومته العقائدية الإسلامية وتركه الجبة والعمامة وتحديه المجتمع والقوم أليس هذا هجوما ونقد في غير محله يا سيدي ألم تقل في بداية الحديث في مقالك أنك تنقد شعر وقصيدة جكرخوين من الناحية الأدبية فقط لا غير لا شخصيته وأفكاره والسؤال لذي يطرح ذاته فتحت أي باب وبند يندرج هذا النقد والتشهير أم أنك أنسيت ما قلت في السابق بسبب الهيجان الذي أنتابك من حيث لا تدري وأنت مقبل على الانتحار. أم أنك تريد النيل من شموخ الجبل بإثارة مشاعر الروحية للناس البسطاء فقد مضى زمن الجهل بثقافة الصحراء فلا احد يعير الاهتمام لمثل هذه المسائل وتأكد تماماً لا أحد من هؤلاء الذين تناجيهم من المتعصبين للدين سوف يقرا مقالتك وأنت تكرر هذه الفكرة مراراً كأحد أدوات و أساليب النيل والتشهير كنهاز للفرص فالأفضل أن تهجرها أو أن تلبس بدل عن جكرخوين العمامة والجبة وأملأ الشاغر واعتلي المنبر وحدث الناس بالأساطير الأولين وأحاديث أبو هريرة وابن العباس واسترزق على آلام وبؤس الناس وتعاستهم ولكن أتدري سبب عظمة جكرخوين في رأينا واحترام الناس له هو ليس شعره بالدرجة الأولى فاغلب الناس لا يعرفون القراءة والكتابة باللغة الكردية بسبب أميتهم من معرفة لغتهم الأم بسبب الطبيعة الانتهازية للمثقف الكردي بل انقلابه هذا على الأفكار والثقافة البالية من فكر السلف المغترب عن حقيقة الكرد وهذا قبل الأيديولوجية الماركسية فأبى أكل خبزه لقاء قراءة التلقين على الموتى وتلبيس أكفانهم وقراءة الموالد وصنع الحجاب وفتح المندل والضحك على الناس وإعلان لآذان الصلاة والإمامة ككاهن دجال لأجل زكاة وصدقات وتقبيل اليد وما كل بلائنا إلى هذه اللحظة هو تلك الأيديولوجية المستوردة التي احتلت وجدان وضمير وعقول الناس خدمة للآخرين لا لذاتهم كمتحد وقومية. بل أصر أن يكون رسول القومية الكردية ودليل شعبه بطريقته الخاصة وأشعل ثورة ثقافية في المفاهيم والأفكار عندما قال في أحد أشعاره… أنا الدليل والرسول لأمتي والوحي من سماء وطني… هكذا تكون دائماً سجايا العظماء ورجال التاريخ من طبيعة الكرد أنهم يحبون كل من يحب قضيتهم وكل من يفعل شيء لأجلهم حتى من المحتال هذه هي الحقيقة فمن يريد أن يكون له مرشدا ودليلا فليتقدم ويحتل الصدارة ويصبح صنما مثل جكرخوين فنحن نحب الأصنام وما الضير في ذلك إذا كانت هذه الأصنام جامعة وعنصرية حاضنة للشعب الكردي فهنيئا لنا أصنامنا وهنيئا لكم ذواتكم الأنانية أليس ذلك المنحى من التفكير أفضل بالآلاف المرات ولا مجال للمقارنة والافتراض من التفكير والفكر الفردي والمنهج العبثي والتقسيمي والثقافة المغتربة عن الأصل والجذور وهدم القيم والثوابت التي أوجدت هذه الأمة وحافظت عليها من الذوبان والاضمحلال. ثم يستطرد كاتب المقال في سرد عدد الدواوين والكتب التي ألفها جكرخوين حتى يبين للقارئ مدى اهتمامه بمؤلفاته فإن كان القصد من ذلك هو المتابعة والاهتمام فهذا أمر جميل منه أما أن يدقق ويبحث ويفحص لأمر وغاية أخرى في نفسه فهذا ليس بجميل وهذا ما لا نستطيع التكهن وإثبات ذلك وما جعل بالفأر يلعب بعبنا هو خلطه النقد بالتشهير. وإذا لم يعجبك ترهات جكرخوين في بعض أشعاره فهات بأحسن منها وإلا فاسكت ودع الدال والنون والورود والزوالف والنهود وحمر الشفاه لنا ولكم نهود حسناوات أوربا وحمر شفاههن وسيقانهن البضة فنحن مقتنعون بنهودنا ونحبهم فلنا نهودنا ولكم نهودكم ولسنا عليكم بحاقدين.
أما خلطه شعبان برمضان ولا يعجبك العجب ولا الصيام برجب وحشر أسماء أخرى من الأدباء في مقاله يدل وهذا اعتقاد بأن لدى السيد عقدة من الكبار تقضي التضحية منهم والتشهير بهم ليمدوا له أجسادهم ليعبر إلى ما شاطئ أحلامه فما علاقة الشاعر تيريز وصالح حيدو وكلش وديلاور وغيرهم بهذا المسالة فأنت انتقدت شعر أحدهم وما علاقة الآخرين بمأساتك وهواجسك وعدم توازنك. فهل يمكن تربية الأجيال القادمة على ثقافة الفراغ والأنانية الإقصاء والتشهير والنقد غير المبرر وخلط العباس بالدباس .
إن غالبية الشعب الكردي ترى والقضية أساساً متعلقة بالشعب لا بالفئة المتعلمة والمثقفة بأن لا ضرر من الإعوجاجات غير الضارة إذا ما أحب أحدهم ممن يحب أما الوصاية عليه بدون انجاز عمل حقيقي للإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تراث وثروات الأمة وحقيقة هذا الشعب من الضياع ولن يكون هناك أنت ولا أنا أو غيرنا يمكنهم أن يربوا الأجيال على مثل هكذا ثقافة ….
أخيراً نذكر بقول الشاعر الداغستاني رسول حمزاتوف الذي لا يشك أحد بوطنيته فكان مخلصاً لقضية شعبه كل الإخلاص حينما أطلق قوله المشهور بما معناه :
من يطلق نيران مسدسه إلى الماضي فإن المستقبل سيطلق عليه نيران مدافعه
فهذا أول قذيفة مدفع ……