اولمبياد باريس 2024 والصراع على اللقب

ا . د . قاسم المندلاوي 
اذا كانت جائحة كورونا سببا في تاجيل اولمبياد طوكيو 2020 الى عام 2021 وكان لهذا ( الوباء العالمي ) اكبر تاثير على المنظمين والحكام و الرياضين وحتى المتفرجين ، فماذا عن   اولمبياد باريس 2024 والتي تبدأ  في 26 تموز ولغاية 11 اب  المقبل والعالم مثقل و مضطرب بالحروب و المظاهرات و الاحتجاجات و الزلازل و الفيضانات و العواصف و الاعاصير والحرائق المدمرة للانسان و الطبيعة .. ولا ننسى خطورة المجموعات الارهابية المتوحشة والمنتشرة في جميع انحاء العالم على الامن و السلام العالمي ؟؟ هذا من جانب ومن جانب آخر التنافس الشديد بين الرياضين و الدول على ( اللقب الاولمبي ) وكان هذا الصراع في بداية الالعاب الاولمبية اثينا 1896 بين امريكا ودول اوربا الغربية  وخصوصا  ( فرنسا التي فازت باللقب في دورة باريس  1900 و انكلترا فازت  في دورة لندن  1908 و المانيا فازت في دورة برلين 1936 ) ..
 كانت كفة الفوز الاولمبي لامريكا قبل ظهور المنافس الجديد ( الاتحاد السوفيتي ) الذي بدا اول مشاركة في دورة هلسنكي 1952 واعتبارا من هذه الدورة انتقل الصراع على ( اللقب الاولمبي ) بين معسكرين ( الغربي – الراس مالي – بقيادة امريكا + دول اوربا الغربية ) و ( الشرقي الاشتراكي – بقيادة الاتحاد السوفيتي + دول اوربا الشرقية الاشتراكية ) و فازت السوفيت على اللقب الاولمبي في 6 دورات من مجموع 10 مشاركات اولمبية ( اخر مشاركة لها في دورة سيئول 1988 ( كوريا الجنوبية ) وحصلت بمجموع مشاركاتها على 1010ميدالية اولمبية ( 395 ذهبية + 319 فضية + 296 برونزية ) ، وبعد انهيار وانفكاك الاتحاد السوفيتي عام 1991 لم يبقى اي وجود للاتحاد السوفيتي في الالعاب الاولمبية ، و اصبحت الجمهوريات التي حصلت على استقلالها ومن ضمنها ” روسيا ” تشترك بشكل مستقل في الدورات الاولمبية ، واصبحت امريكا هي المسيطرة على اللقب الاولمبي حتى دورة بكين 2008 وفي هذه الدورة فازت الصين على اللقب ولاول مرة ( برصيد 51 ميدالية ذهبية )  وحصلت امريكا على ( 36 ميدالية ذهبية ) وجاءت بالمركز الثاني ، و روسيا حصلت على ( 22 ميدالية ذهبية )  وجاءت  بالمركز الثالث ، وبعد هذه الدورة تراجعت الصين لاسباب ( غير معروفة ) ثم ظهرت من جديد لتنافس امريكا على اللقب في دورة طوكيو 2020 وفي هذه الدورة فازت امريكا وبصعوبة على اللقب برصيد (39 ميدالية ذهبية ) ، مقابل ( 38 ميدالية ذهبية  للصين ) اي بفارق ميدلية ذهبية واحدة ”  و حصلت اليابان ( 27 ميدالية ذهبية ) و احتلت المركز الثالث و جاءت  بريطانيا التي حصلت على ( 22 ميدالية ذهبية )  بالمركز الرابع و تراجعت روسيا بسبب ” المنشطاط المحذورة ” حيث سمح لعدد معين لابطال وبطلات الروس الاشتراك في المسابقات وتحت العلم الاولمبي و ليس علم دولتهم واحتلت روسيا  المركز الخامس من خلال ( 20 ميدالية ذهبية ) ، ولا ننسى ظهور ابطال وبطلات القارة السمراء ” افريقيا ” وخصوصا من جمايكا ” في سباقات المسافات القصيرة بالعاب القوى امثال يوسين بولت صاحب الرقم القياسي الاولمبي و العالمي في 100 م و 200 م  وفريق جمايكا صاحب الرقم القياسي ايضا  في سباق 100م تتابع رجال فضلا عن بطلات جمايكا في سباقات السرعة و حصولهن على ميداليات ذهبية ( في ميزان المنافسة الشديدة على الاوسمة الذهبية ).. واذا كان ابطال و بطلات  الصين قد احتكروا العاب تنس الريشه وتنس الطاولة و رفع الاثقال ، فان ابطال وبطلات امريكا على العاب القوى  و السباحة  وكرة السلة و الروس على الجمباز و المصارعة والاثقال وكرة الطائرة وبعض فعاليات اخرى وتركيا وايران على الاثقال و المصارعة  .. والسؤال الذي يطرح نفسه و المهم : لمن سيكون ” اللقب الاولمبي الجديد   باريس 2024  ؟؟؟  .. وفي راينا فان ميزان المنافسة بين العملاقة وفي المقدم ( امريكا الفائزة على 19 لقب اولمبي ) و كل من الصين ( المنافس الجديد ) و فرنسا والمانيا و انكلترا كل فازت مرة واحدة على اللقب الاولمبي و حتى روسيا على الرغم من جرحها الشديد تعتبر منافس كبير في المعادلة الجديدة .. من هنا  يصعب علينا الاجابة الدقيقة حاليا و التكهن لمن سيكون اللقب الاولمبي الجديد ااا  ، ولا ننسى ان كل دولة تخطط وبكل سرية تامة لاحراز اكثر ميدالية ذهبية للفوز بهذا الهدف الكبير  .. يبقى الشيء الاكثر اهمية للانسان و الانسانية في هذا الحدث الرياضي العالمي ، ان تكون هذه الدورة ( باريس 2024 ) مبادرة خير ومحبة بين شعوب العالم  وفي المقدمة ( وقف فوري  للحروب ) واحلال الامن والسلام على كوكبنا الجميلة   .. انشاء الله .
المصادر  :  1 –  قاسم المندلاوي  ” السياسة وتاثيرها على الدورات و البطولات الاولمبية و العالمية ”  يناير  2010 جريدة التاخي  بغداد  2  – قاسم المندلاوي  ” ابطال و بطلات امريكا يستعدون للهيمنة ”  تموز 2012  صوت العراق  3  – قاسم المندلاوي ” وتبقى امريكا مهيمنة على الالعاب الاولمبية  1 – 2 ” اكتوبر 2012  صوت العراق  4  – قاسم المندلاوي ” الارقام الاولمبية و العالمية بالعاب القوى في دورة لندن 2012  1 – 2 ”  نوفمبر 2012  صوت العراق    5  –  قاسم المندلاوي ”  فيروس كورونا و الالعاب الاولمبية  1 -4 ” مايو 2020  صوت كوردستان   6  – ” الاتحاد السوفيتي في الالعاب الاولمبية ” فبراير 2023  ويكيبيديا – الموسوعة الحرة ، يوتيوب .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ا. د. قاسم المندلاوي

 

الفنان الراحل (صابر كوردستاني) واسمه الكامل “صابر محمد احمد كوردستاني” ولد سنة 1955 في مدينة كركوك منذ الصغر فقد عينيه واصبح ضريرا .. ولكن الله خالقنا العظيم وهبه صوتا جميلا وقدرة مميزة في الموسيقى والغناء ” فلكلور كوردي “، و اصبح معروفا في عموم كوردستان .. ومنذ بداية السبعينيات القرن الماضي…

فراس حج محمد| فلسطين

-1-

لا تعدّوا الوردْ

فما زالتِ الطريقُ طويلةً

لا نحن تعبنا

ولا هم يسأمون…

-2-

ثمّةَ أُناسٌ طيّبونَ ههنا

يغرّدونَ بما أوتوا من الوحيِ، السذاجةِ، الحبِّ الجميلْ

ويندمجون في المشهدْ

ويقاومون…

ويعترفون: الليلُ أجملُ ما فيه أنّ الجوّ باردْ

-3-

مع التغريدِ في صباحٍ أو مساءْ

عصرنة النداءْ

يقولُ الحرفُ أشياءً

ويُخفي

وتُخْتَصَرُ الحكايةُ كالهواءْ

يظلّ الملعبُ الكرويُّ

مدّاً

تُدَحْرِجُهُ الغِوايَةُ في العراءْ…

-4-

مهاجرٌ؛ لاجئٌ من هناك

التقيته صدفة هنا

مررتُ به عابراً في…

عبد الستار نورعلي

(بمناسبة عيد المرأة)

 

حين تكون المرأةُ الأحلامْ

تنسدلُ الستائرُ الحريرْ،

فلا نرى أبعدَ من أنوفنا،

وخافقٌ يضربُ في صدورنا،

فكلّ نبض امرأةٍ هديرْ

والمطر الغزيرْ،

 

نفتحُ حينها عقولَنا

أم نسرجُ الخيولْ

والسيفَ والرمحَ

وصوتَ الحلمِ الغريرْ؟

 

في حلمٍ

يُبرعمُ الربيعُ فوقَ صدرِها،

ينتظراللحظةَ كي يدخلَ في الفؤادْ،

يُعطّرُ الروحَ بدفء روحها،

يقتطفُ العشقَ

ويبدأ الحصادْ،

 

في كتبِ الروايةِ الأولى:

غزالةٌ تسلَقتْ تفاحةَ البقاءْ،

وانتزعتْ تفاحةً لتقضمَ الغرامَ

واللعنةَ، والدهاءْ،

 

امرأةُ العزيزِ راودَتْ فتاها

عنْ…

عبدالجابر حبيب

 

دور المسرح في المجتمع

المسرح ليس مجرد وسيلة ترفيه، بل هو فن يحمل رسالة، يعكس قضايا الناس، ويشكّل وعياً جمعياً. منذ نشأته، كان المسرح مساحةً للحوار، يسلط الضوء على المآسي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ويجسد الأحلام والآمال. فهو “مرآة تُعرض عليها الفضائل والرذائل”، كما وصفه الكاتب المسرحي شكسبير.

يقول جان فيلار: “المسرح مدرسة الشعب”، وهذه المقولة…