شيلان فتحي: «كردسات» نافذة بين العرب والأكراد

  السليمانية (كردستان العراق) – شيرزاد اليزيدي

تعد شيلان فتحي من ابرز الاعلاميات الكرديات حيث تعمل منذ 2001 في القسم العربي لفضائية «كردسات» مقدمة اخبار وبرامج بعدما كانت تعمل في صحيفة «الاتحاد» البغدادية. ولعل اكثر ما يميزها على الشاشة وقارها ولغتها العربية السليمة في حين ان الكثير من مذيعي الاقسام العربية في الفضائيات الكردية يطلون على الناس بلغة عربية ركيكة الامر الذي لا نجده في فضائية «كردسات» حيث يتميز كادر قسمها العربي بإتقان لغة الضاد وحبها واحترامها كما يلحظ المشاهد على محيا مذيعي القسم وطريقة لفظهم مخارج الحروف بطريقة صحيحة اثناء التقديم والاطلال عبر الشاشة.
«الحياة» حاورت شيلان فتحي وسألتها عن الاعلامية الكردية ما يميزها وما ينقصها؟ فأجابت: «اذا كنت تقصد ما يميزها عن زملائها الاعلاميين فيتمثل في روح المثابرة والتحدي في محيط اعلامي وعر وصعب بالنسبة للرجال، فما بالك بالنساء. أما اذا كنت تقصد المقارنة مع الاعلاميات من الجنسيات الاخرى، فالاعلامية الكردية تحمل الى جانب رسالتها المهنية رسالة اخرى تتضمن هموم ومعاناة شعبها وتطلعاته الى الحرية والاستقرار. أما ما ينقصها فيتركز في قلة فرص الانفتاح والاطلاع على تجارب الآخرين بغية كسب المزيد من الخبرة وعدم الاكتفاء بالتجربة الذاتية التي مهما اتسمت بالثراء والتميز تظل بحاجة الى الغرف من تجارب الاخرين كي تكسب التجدد والمواكبة والانفتاح».

> هل يمكن أن نرى شيلان فتحي في قناة عربية ولو كانت حتى غير عراقية بمعنى هل يمكن ان تنتقلي من «كردسات»؟

– عملي في «كردسات» هو أداء لرسالة اعلامية وقومية في الوقت ذاته، فأنا أعمل في القسم العربي لقناة ناطقة باللغة الكردية. وفترة بثنا باللغة العربية هي بمثابة جسر للتواصل مع باقي فئات الشعب العراقي والعالم العربي، لاطلاعه خبرياً ومعلوماتياً على رسالة الشعب الكردي وواقعه السياسي والمعيشي الراهن في كردستان وتطلعات الناس هناك ورؤاهم. ولا شك ان العمل في قناة أخرى سيثري كثيراً من تجربتي الاعلامية وسيكون لي الشرف بلا شك ان تمكنت من العمل في احدى الفضائيات العربية، حيث ان تجربة الاعلام العربي تتميز بالثراء والخبرة التي اطمح الى اكتسابها، إلا ان «كردسات» ستظل نقطة انطلاقي التي افتخر بها وستظل في مستوى طموحي في المنظور القريب على الأقل.

> كثيراً ما يشار الى ان الانتماءات والولاءات السياسية والحزبية وليس الكفاءة هي الأهم في الوسط الاعلامي في كردستان والعراق عامة بخاصة وان ثمة من يشير الى ان الحريات الاعلامية في بغداد اوسع منها في الاقليم؟

– بالنسبة لي لا أحبذ الاحكام المطلقة، ولكن في تصوري، المحاباة أو الولاءات موجودة في جميع ميادين العمل وفي كل وسط اعلامي. والاعلام الكردي لا يشذ عن هذه القاعدة. إلا أنني اعتقد ان كفاءة المرء وقدراته المهنية هي التي ستمكنه في النهاية من ارتقاء سلم التفوق في مجال عمله، لأن الحكم والقرار في يد المشاهد أو الجمهور الذي لا يرضى بأقل منهما معيارا للتقييم. أما بالنسبة للحريات الاعلامية، فلا أتصور وجود بون شاسع بين بغداد والاقليم، فالحالة واحدة وتحكمنا قوانين وظروف واحدة وان حدثت اخفاقات في جانب ما ونجاحات في جوانب اخرى. كما ان حرية الاعلام هي مسألة نسبية والتجربة العراقية والكردستانية في هذا المضمار تخضع لهذه القاعدة، ولكن علينا مواصلة العمل من اجل تعزيز مقومات الحرية الاعلامية وتوسيع نطاقها دفعا لأي انتكاس.

> لكن الى أي حد تمكنت كامرأة كردية من تحقيق شيء ملموس لصالح قضية تمكين المرأة وتحررها في كردستان والعراق عامة كتقديم برنامج نسائي مثلاً، وهل بالضرورة ان يكون للاعلامي رسالة ما يحملها للناس والا يطعن هذا في مهنيته؟

– رسالتي المهنية هي جزء من رسالة «كردسات» ولا تنفصل عنها، وفي اعتقادي ان الرسالة يجب ان توجه الى المجتمع ككل وليس الى المرأة وحدها لأن هموم المرأة لا تنفصل عن مشاكل المجتمع بل تتقاطع معها، وتنعكس آثارها عليها بشكلٍ أعمق، وعليه ارتأيت ان تكون رسالتي الاعلامية موجهة الى المجتمع ككل، والعبرة تبقى في طريقة تقديم هذه الرسالة بلغة تعزز المهنية ولا تفقد الصدقية، وافتخر بأنني تمكنت من تقديم سلسلة برامج سياسية بعنوان «كي لا ننسى» عبرت عن مآسي الشعب العراقي إبان العهد البعثي البائد، ومن ضمنها معاناة المرأة العراقية والكردية، وسلسلة برامج بعنوان «نافذة من كركوك» عنت بهموم ومشاكل المناطق الكردستانية المعربة، وأود لفت النظر هنا الى ان «كردسات» كانت رائدة في تقديم برنامج سياسي حواري مباشر تقدمه امرأة وذلك من خلال برنامجي «كي لا ننسى»، حيث كانت هذه البرامج حكرا على الاعلاميين الرجال فحسب، وأتمنى بطبيعة الحال ان تسنح لي فرصة تقديم برنامج يهتم بقضايا المرأة وتطلعاتها وتسليط الضوء على قصص نجاحاتها.

> من هي المذيعة العربية التي تأثرت بها أكثر وكمقارنة بين التلفزيونات الكردية والعربية أيها أكثر تطوراً وحرفية ولماذا؟ وألا تعتقدين ان الاقسام العربية في التلفزيونات الكردية لا تحظى بأي مشاهدة تذكر وألا يزعجك هذا الواقع كونك تعملين في أحد هذه الاقسام؟

– كثيرات هن المذيعات العربيات اللائي شكلن بالنسبة لي ولزميلاتي بتجربتهن وقدراتهن المهنية العالية نماذج للتفوق والاقتدار نحاول الاقتداء بهن، محاولين النأي بأنفسنا عن الوقوع في فلك التقليد.
ومن المؤكد ان كل مذيعة وحتى كل قناة تلفزيونية تطمح الى ان تحظى بأكبر نسبة للمشاهدين وقلة المتابعين ليست هاجساً يؤرقنا وحدنا، بل هاجس كل قناة في ظل هذا التنافس والازدحام الاعلاميين وكثرة القنوات الترفيهية التي أثرت حتماً على نسبة المشاهدين للقنوات الاخبارية، ولكن بالنسبة لنا ولأن رسالة القسم العربي في قناتنا موجهة الى العالم والمجتمع العربيين، فنسبة مشاهدينا ثابتة تقريباً، وذلك لأن أي مشاهد يريد الاطلاع على الواقع الكردستاني من المؤكد سيطل عبر نافذتنا الاعلامية».

الإثنين, 01 نوفمبر 2010

دار الحياة

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…