بورتريه: إبراهيم اليوسف
لم يكن الأمر
كما رواه مذيع نشرة الأخبار
ولا كما تكهنه المحلل السياسي
ثمة ما هو مختلف
كنت أرتب كل شيء
عقد الخرزات الزرقاء في جيدي
المشط
زجاجة العطر
الرِّسالة الأخيرة
هسيس الأصوات في موبايلي
لم أجد ضرورة لألتقط صورة لي
وأنا أوارب العدَّ التنازلي لخطواتي
يا إلهي لقد اقتربت…!
عيناي
استحضرتا العالم كله
في ومضة فضيَّة
أمِّي
أبي
أخوتي
أشجار الزيتون
الطفولة
الحلم
الجبل
ولم أسهُ عن المهمة
كما رسمتها بنفسي
وها أصل كما ترون
في صورة لا تتحملها كاميرا الصحفي
ولا رواية لحكَّاء
ولا قصيدة لشاعر
لا بأس
أستطيع أن أصفني الآن
في ساعة يدي
تستنفر العتمة
المتأخرة
في تلك الأمسية
وأنا أمضي الهوينى
حيث كل شيء على ما يرام
قبل أن أحول ذلك الرَّتل الطويل
إلى ركام
وأجمع أشلائي سريعاً
قبل أن أعود….!
من مخطوط: بورتريهات” وجوه وأمكنة”:
نصوص في أعلام مؤكدين وثورة أكيدة”