تعالوا إلى لُعبةٍ أُخرى

صالح جانكو

هل سأخطئُ …؟
إن قلتُ لكم 
تعالوا إلى لعبةٍ أخرى غير هذهِ ،
فهذهِ لم تكن من السَّلامة ما يكفي،
لإيصال السائرين على دربٍ
لم يُفضي إلّا إلى موتٍ 
مازال يدثرنا…!
حين كنتُ اهدهدُ حفيدي ،  
في مهدٍ 
طالما هدهدني فيهِ جَدي
حين كان جدي يصغرني بعامٍ من الآن
انا الآن اكبر من جدي …!
حين كان يسردُ لنا من الحكاياتِ 
ما يكفي اناساً غيرنا 
حين يصغون الى حكمةٍ
لها ان تلملم ما بعثرتهُ 
حماقةٌ 
هي الأخرى كانت تكفي 
لبعثرةِ أحلام وطنٍ على قارعة التاريخ
ينزفُ من أَثَر مشارطِ الطُّغاةِ 
حين تقاسموا الخرائط على عجلٍ،
وأَلْبَسوا التّاريخ عباءتَهُمْ 
هنا سأترك الحلبةَ لسواي 
عساهُ يكتب حكاية لعبتنا القادمة 
ويسردها لأحفادهِ 
فلا التاريخُ انصفني…! 
ولا أنا كنتُ أهلاَ لكتابةِ حاضري…! 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ادريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…