د. عبد الرحمن أداك ضيفاً على جمعية سوبارتو في قاملشو

 في مدينة قامشلو وفي مركز جمعية سوبارتو وبحضور عدد من الكتاب والسياسيين وممثلين عن منظمات المجتمع المدني والمهتمين بالشأن الثقافي الكردي ألقى الدكتور عبد الرحمن أداك رئيس قسم اللغة والأدب الكردي في جامعة ماردين محاضرة بعنوان: أضاءات على تاريخ الأدب الكردي (الكلاسيكي) ، وذلك يوم السبت 08- 08- 2015. 
أوضح الدكتور عبد الرحمن أداك خلال محاضرته جوانب هامة من تاريخ الأدب الكردي عموماً، والكلاسيكي خصوصاً ومنذ القرن التاسع وحتى القرن العشرين م. وبأسلوب علمي رصين، وبلغة واضحة، مؤكداً أن الأدب الكردي قديم جداً وإذا كان الشفاهي قد وصلنا منه الكثير إلا أن الكتابي للأسف تأخر ومازال الغموض يكتنف هذا الأدب خلال العهود التي سبقت الإسلام وحتى العهود الإسلامية الأولى إلى أن يأتي القرن التاسع الميلادي وخلال العصر العباسي الثاني حيث يذكر كاتب سرياني في كتابه (شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام)  أنه كان هناك أبجدية كردية وأنه شاهد 30 كتاباً مدوناً به، وأنه ترجم منه كتابين.

تطرقت المحاضرة بعد ذلك إلى بدايات ظهور الأدب الكردي بدءاً من كردستان الشرقية (إيران) حيث برزت شخصيات تركت أثراً هاماً في الأدب الكردي كالسيستاني وبابا طاهر الهمداني وشاه مير لوري وملا بريشاني دينوري وخاناي قبادي وألماس خان وغيرهم ….
أما الأدب الكردي (الكرمانجي) فقد كان له اتساع جغرافي أكثر وشملت مناطق شاسعة من كردستان، وقد كانت للحركات السياسية دورها في ظهور هذا الأدب وازدهاره لا سيما أنهم اي الكرد شكلوا حكوماتهم وعندما نصل غلى القرن السادس عشر نرى أن هذا الأدب مزدهر، وقد كان للصراع العثماني الصفوي أثره على الأدب الكردي، وخلال القرنين 16-17م ظهرت أسماء باتت معروفة لاحقاً في ساحة الأدب كملايي جزري الذي يتميز بديوانه الشعري الرائع، وفقيه تيرا الذي بدأ بكتابة الملاحم كـ (شيخي صنعاني)، وأيضاً علي حريري ثم لاحقاً شيخ شمسي خلاتي، ثم جاء أحمدي خاني الذي كتب ملحمته مم وزين، والتي تميزت نتاجاته ببوادر الوعي القومي، وانتقاد حالات الخلاف بين الامراء الكرد بدلاً من المدح. من الأدباء أيضاً مراد خان بايزيدي صاحب ملحمة زمبيل فروش.
خلال القرن الثامن عشر برزت اسماء عديدة وإن بقيوا تحت تأثير خاني كـ (حارسي بدليسي) صاحب كتابي ليلى ومجنون، ويوسف وزليخة، وملايي باتيي الذي كتب المولد النبوي لأول مرة باللغة الكردية، إضافة إلى العديد من أشعاره، ومن بهدينان ظهرت اسناء مثل ملا منصوري كركاشي، وبكربكي ايرسي، وشيخ خالدي زيباري صاحب ملحمة (قولي نوالا سيسفاني) وغيرهم…
ثم تطرقت المحاضرة إلى أحوال الأدب في بدايات القرن التاسع عشر حيث ظهور الطرق الصوفية الدينية التي ألقت بظلالها على الأدب الكردي كالنقشبندية والخالدية، ومن أشهر الأدباء في هذا الوقت برتوي هكاري، وداعي، شيخ نورالدين بريف كاني، سيابوش، ملا خليل سيرتي.    
بينت المحاضرة أيضاً أنه بزوال الإمارات الكردية تراجع الأدب الكردي لاعتبارات عديدة يطول شرح ذلك، كما أن المحاضرة تطرقت إلى أدباء منطقة سوران وذكر منهم نالي، محويي، حجي قادري كويي.
وفي ختام المحاضرة تم الاستطراق إلى الأدب الكردي في القرن العشرين، حيث انطلاقة الادب الحديث والمعاصر والتي شكلت المدن آمد ودمشق واستانبول وسليمانية مراكز هامة لها.
جدير بالذكر أن هذا اللقاء أعده إبراهيم عباس إبراهيم العضو المؤسس في جمعية سوبارتو، وذلك في مدينة ماردين، حيث تم تصويره وارساله إلى قامشلو لعرضه.

 

 

 

 

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…