مُنَمْنَمَةٌ لفعلِ النّصر

فراس حج محمد/ فلسطين

قبلَ بضعةٍ وسبعينَ عاماً
كنت قريباً من الريحِ
صديقاً لأبي النّحسِ سعيدِ “المتشائل”
عارياً مثلَ شجْرةِ لوزٍ في الخريفْ
وأغصاني معذّبةٌ تُكسّرها المعاولْ
بعدَ بضعةٍ وسبعينَ عاماً
صرتُ صديقاً للسنابلْ
وقويّاً مثل فأسْ
بل رفيقاً للمناجلْ
ومضيئاً كالقنابلْ
وفسيحاً في سماءٍ اللهِ
حرفاً إلهيَّ السُّلالة لا يخاتلْ
ولدتُ مبتسماً في العامِ الواحدِ والعشرينَ بعد الألفينِ
شبابي أخضرٌ نَضِرٌ
وأوراقي جداولْ
وأنفاسي مواويلٌ يُكَوّن لحنها وجهٌ مناضلْ
خرجتُ من جدراني الصُّلبةِ مارداً
لا أعرفُ الموتَ
ولا أنامْ
وأعيدُ كتابةَ “الأسفارَ” في وَضَحِ الدلائلْ
“فهلّي يا بشائرْنا”
وعُدْ يا مجدَنا المسروقْ
فالأرضُ كلُّ الأرضِ تهتفُ:
“جاءَ نصرُ اللهِ جاءْ”
والشمسُ تفرحُ في امتدادِ شعاعِها
والضوءُ مولودُ المُقاتلْ

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

مصدق عاشور

مصلوبةً بخيوطِ شمسِ محبتك

يا من كشفتِ لي

سرَّ التجلّي

ووشمَ الحنين على جبينِ الانتظار

أنتِ ميناءُ روحي

قولي: متى؟

قولي: لِمَ البُعادُ

في حضرةِ ثالوثِكِ السرّي؟

رياحُكِ تعبرُني

كأنّي فرسُ الطقوس

وفي قلبي

تخفقُ فراشةُ المعنى

قولي لي متى؟

قولي إنكِ

فراشةُ رؤياي

وساعةُ الكشف

أرسِميني في معموديّتكِ

بقداسةِ روحكِ

يا من نفختِ الحياةَ في طينِ جسدي

حنينٌ

كمطرٍ أولِ الخلق

كموجِ الأزمنةِ الأولى

يتدلّى من ظلالِ أناملكِ

 

سيماڤ خالد محمد

مررتُ ذات مرةٍ بسؤالٍ على إحدى صفحات التواصل الإجتماعي، بدا بسيطاً في صياغته لكنه كان عميقاً في معناه، سؤالاً لا يُطرح ليُجاب عنه سريعاً بل ليبقى معلّقاً في الداخل: لماذا نولد بوجوهٍ، ولماذا نولد بقلوب؟

لم أبحث عن إجابة جاهزة تركت السؤال يقودني بهدوء إلى الذاكرة، إلى الإحساس الأول…

خالد بهلوي

بحضور جمهور غفير من الأخوات والإخوة الكتّاب والشعراء والسياسيين والمثقفين المهتمين بالأدب والشعر، أقام الاتحاد العام للكتّاب والصحفيين الكُرد في سوريا واتحاد كردستان سوريا، بتاريخ 20 كانون الأول 2025، في مدينة إيسين الألمانية، ندوةً بمناسبة الذكرى الخمسين لرحيل الأديب الشاعر سيدايي ملا أحمد نامي.

أدار الجلسة الأخ علوان شفان، ثم ألقى كلمة الاتحاد الأخ/ …

فراس حج محمد| فلسطين

لست أدري كم سيلزمني لأعبر شطّها الممتدّ إيغالاً إلى الصحراءْ
من سيمسك بي لأرى طريقي؟
من سيسقيني قطرة ماء في حرّ ذاك الصيف؟
من سيوصلني إلى شجرة الحور والطلع والنخلة السامقةْ؟
من سيطعمني رطباً على سغب طويلْ؟
من سيقرأ في ذاك الخراب ملامحي؟
من سيمحو آخر حرف من حروفي الأربعةْ؟
أو سيمحو أوّل حرفها لتصير مثل الزوبعة؟
من سيفتح آخر…