فراس حج محمد/ فلسطين
قبلَ بضعةٍ وسبعينَ عاماً
كنت قريباً من الريحِ
صديقاً لأبي النّحسِ سعيدِ “المتشائل”
عارياً مثلَ شجْرةِ لوزٍ في الخريفْ
وأغصاني معذّبةٌ تُكسّرها المعاولْ
بعدَ بضعةٍ وسبعينَ عاماً
صرتُ صديقاً للسنابلْ
وقويّاً مثل فأسْ
بل رفيقاً للمناجلْ
ومضيئاً كالقنابلْ
وفسيحاً في سماءٍ اللهِ
حرفاً إلهيَّ السُّلالة لا يخاتلْ
ولدتُ مبتسماً في العامِ الواحدِ والعشرينَ بعد الألفينِ
شبابي أخضرٌ نَضِرٌ
وأوراقي جداولْ
وأنفاسي مواويلٌ يُكَوّن لحنها وجهٌ مناضلْ
خرجتُ من جدراني الصُّلبةِ مارداً
لا أعرفُ الموتَ
ولا أنامْ
وأعيدُ كتابةَ “الأسفارَ” في وَضَحِ الدلائلْ
“فهلّي يا بشائرْنا”
وعُدْ يا مجدَنا المسروقْ
فالأرضُ كلُّ الأرضِ تهتفُ:
“جاءَ نصرُ اللهِ جاءْ”
والشمسُ تفرحُ في امتدادِ شعاعِها
والضوءُ مولودُ المُقاتلْ