بدنا نقابة
ابو ياسر وفريقه الكبير الذي يفترش طرقات البرامكة التي تتفرع إلى العاصمة في البداية هربوا من الكاميرا ظناً إننا صحافة حكومية ونشر صورهم تعني قطع الأرزاق بطريقة وأخرى أقنعناهم إن البحث هو بقصد تسليط الضوء معاناتهم ومعرفة مطا ليبهم, بعضهم حمل عدته ولم يسمحوا لنا بالحديث معهم أو تركوا الأمتعة وذهبوا بعيدا خوفاً من التقاط صورة للصحافة
بدأنا مع العم أبو ياسر الذي يتكلم بلسان ثقيل ويبدو إنه لا يسمع كثيراً أيضا فتح شهية الآخرين ليقولوا مطالبهم ويتناسون معها المعاناة يقول هو فقر الحال الذي دفعني أن أمسح أحذية الآخرين أعمل في المهنة منذ سنوات طويلة وولديّ تركوا المدرسة ليرثوا المهنة, نريد أن تكف دوريات الشرطة عن ملاحقتنا يقولون إننا نسيئ للوجه الحضاري للعاصمة ونحن لا نريد أكثر من أن يخصصوا لنا أماكن معينة أو يساعدونا بفتح محلات صغيرة كي نتقي الملاحقة المتكررة لنا ونهرب بأمتعتنا أو نتركها في كثير من الأحيان خلفنا خوفاً من الاعتقال وكإننا حرامية أو نسرق بينما نبحث عما يسد جوعنا
أياد
شاب في ثلاثينيات عمره مقعد ,يلعن الظروف الغريبة التي دفعته للمدينة كي يعمل يويجي هرباً من البطالة والفقر التي شتت عائلته , لا يشعر بالاستقرار والامان فهو ملاحق من دوريات المرافق وصعوبة وضعه إنه مقعد وهي المرات الكثيرة التي أهين فيها أمام المارة بسبب مهنته من قبل المكافحة , يحمد الله على كل حال ويطالب بنقابة تضمن حقوقهم ويقول إن كنا نخجل من مهنتنا أو لم يكن كذلك هي لقمة العيش التي تجعل الإنسان يعمل في مهن أسوأ مما نقوم به, نحن لانسيئ لمظهر البلد والسياحة, في أوربا سمعت قبل فترة في إحدى الفضائيات إنها ستفتح متاجر خاصة للحفاظ على هذا التراث فلينظروا إلينا حتى كتراث نحن لا نعارض المهم أن يتركونا نعيش أو يجدوا هم البدائل التي تحفظ آدميتنا والعمل ليس ذلاً طالما هو كسب حلال ولا انتقص من الذي يمسح حذاءه عندنا طالما هو يعاملني كإنسان لا يفتح يده للغير بل يحصل على لقمته بعرق جبينه
ديار القادم من إحدى قرى حلب الفقيرة يتصبب من وجهه عرق كثيرو هو يعمل في صيفنا الملتهب دائماً ليدخر مصروف دراسته في الشتاء ويفكر بترك مقاعد الدراسة ليعيل والده الذي يصرف على عائلتين بالرغم من المعاملة السيئة من الكثيرين أبناء المجتمع وحتى من أصحاب المحلات أنفسهم, يطالب بنقابة أو سوق صغير يضم أرباب الحرفة صونا لهم ولكرامتهم
أما عماد الذي يصف نفسه بالمتشرد كون لامكان واحد يعمل فيه بشكل ثابت, يعمل مع أخوه في هذه المهنة بالرغم من قسوة الظروف التي مر بها كما يقول ووفاة والده المبكر ليعيل أسرة كبيرة والقدر الذي شاء أن يترك الدراسة ويتعلم وجد نفسه في شارع طويل عريض يرمقه المارة بنظرات مختلفة وآخرون يمدون له الحذاء ليلمعها لم يعد يجد حرجاً في ذلك كما البداية التي فكر أن يدفع حياته تحت عجلة إحدى السيارات الفارهة التي تمر في طريقه , هو الآن متفائل ويعمل ولو بقوت قليل لكن هذا القليل افضل من لاشيء وتراه يستفتح صباحه ليجذب الزبائن بوجه بشوش / صندلي يا صندلي يا صندالي بلمعلك كندرتك عبيلي جيبي …
أحلامهم والواقع
هم بشر مثلنا لم يلدوا على قارعة طريق ولم ينتشلهم أحد من زقاق ما , كرمهم الله كما كرم كل البشر , هي الظروف والقدر الذي غير حياتهم كي يمتهنوا مهنة وإن أدرجتها أية منظمة بأنها ممتهنة للكرامة الآدمية لكنها مصدر رزق الكثيرين وإن كانت هذه المهنة فقط في هذا البلد الشاسع المفتوح على كل شيئ هي التي تمتهن كرامة الإنسان فسلام عليك يا وطن وانت لا تبوح بما عندك كيف نعاني , مطا ليبهم هو نقابة تحميهم وتحفظ حقوقهم وتجد لهم بدائل أفضل وتلتفت الجهات الحكومية والمنظمات الحقوقية لمعاناتهم المزدوجة النفسية والجسدية معاً