لغتي الأم

دلخاز اسماعيل

نظراً لأهمية لغة الأم اعتبر 21 فبراير من كل عام اليوم العالمي للغة الأم، عندما أعلن للمرة الأولى من قبل منظمة اليونسكو في 17 نوفمبر 1999م.كانت فكرة الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم مبادرة من بنجلاديش، وهو ذكرى اليوم الذي قاتل فيه البنجلاديشيون من أجل الأعتراف بلغة البنغالي، يعد يوم 21فبراير عطلة وطنية في بنجلاديش.
لغة الأم : تعرف بأسم اللغة الشريانية هي التي تعرض لها الشخص منذ الولادة، أو كما عرفها عالم اللغات الأمريكي ليونارد بلومفيلد عام 1933م، لغة الأم : على أنها تعلم المرء على ركبة أمه. يقدرعدد اللغات حول العالم ب6 إلى 7 ألآف لغة متوزعة حول العالم، ويرجع السبب الرئيسي إلى عدم القدرة على تحديد رقم محدد وأكثر دقة ، إلاَ أنه توجد صعوبة في التفريق بين اللهجة و اللغة في بعض الدول. إن تأثير الاحداث الكبيرة مثل : الغزو، والحروب، الهجرات وانتشار الدين كان سبباً للانتشار السريع للغات، حيث إن اللغة العربية انتشرت بسبب الدين الاسلامي واللغة الإسبانية انتشرت في معظم الأمريكيتين بسبب الغزوات و التوسع، بالإضافة إلى الأمبراطورية البريطانية بشكل خاص كانت مسؤولة عن أنتشار اللغة الإنجليزية، كما أثرت التجارة أيضاً في مختلف المناطق على انتشار اللغة بالإضافة إلى تأثير التغيرات الثقافية، لا بدَ من اللإشارة إلى أن المدارس لها دورفي انتشار اللغات كونها تعلم اللغة الرسمية و العالمية .
كوني كردياً، فمن البديهي أن تكون لغتي الأم اللغة الكردية، اللغة : كالتاريخ و الجغرافية، هي الجسد الذي تعيش فيه الروح وبدون هذا الجسد لاحياة للروح ؟ لذا فإن اللغة الكردية هي الجسد الذي تعيش فيه الكردايتي : وبسبب تلك الحقيقة وجه أعداء الكرد سهامهم المسمومة إلى جسد الأمة الكردية وفي المقدمة إلى روحها حيث اللغة الكردية، بحيث حاولوا مراراً و تكراراً و بكل الوسائل الاإنسانية على طمسها وإنكارها بدءً من جذورها المتعمقة في التاريخ، ذلك ماحدث وما يحدث مع الشعب الكردي بشكل عام و مع لغته بشكل خاص . الروائي و الشاعر و الأديب الكردي السوري سليم بركات يقول:
 كل الدول المحيطة بكردستان …
تتلمس ذبح الكردي …
رقبة الكردي …
تاريخ الكردي …
اسماء آبائه …
بفضل الحجم الكبير للوجود الكردي وعدده الهائل وغناه الثقافي و تراثه الدفين و العريق وبجهود المخلصين تمكنت اللغة الكردية في الحفاظ على وجودها، وأمكن للكرد من إزالة جزءٍ من الغشاوة التي صنعتها الأنظمة و العنصريون عن اللغة الكردية و التاريخ الكردي، فأخذت المصادر تكثرهنا و هناك للبحث فيهما، كما أن المصادر تصل إلى قدم تارخ الكتابة الكردية الطويل الذي يعود إلى إكثر من أربعة آلاف سنة ق.م . يعود اللغة الكردية من حيث النطق والكلام إلى زمن الإنسان العاقل ( هوموسبيانس ) في كردستان . أما عند الأكراد يعد يوم 15 أيار 1932م،عيداً للغة الكردية، حيث تمكن العلامة اللغوي الكردي جلادت عالي بدرخان بأيجاد أبجدية كردية بمساعدة المستشرق الفرنسي روجيرلسكو ليتمكن من وضع أبجدية لاتينية عددها 31 حرفاً، وقد تكلل نجاحها بأستخدامها لأول مرة في مجلة هاوار التي صدرت في دمشق بتاريخ 15 إيار 1932م . لذلك يعد هذا اليوم عيداً للغة الكردية، ولكن الكرد الذين يتكلمون اللهجة الصورانية في جنوب و شرق كردستان لا يحتفلون في هذا اليوم وهم يعتبرون الحروف الصورانية الأبجدية الكردية الأصيلة .
المصادر :
1ـ أسباب أنتشار السريع للغات، ( موضوع ) هو أكبرموقع عربي بالعالم .
2ـ عدد اللغات في العالم ، موقع موضوع . خلود أبو حسين 28 نوفمبر 2018 .
 . GREELANE.COM3ـ ما هي اللغة الأم، مقالة على موقع 
4ـ أحمد منصور مقالة، موقع اليوم السابع 21 فبراير 2020 .
5ـ لغة الأم، مقال الموسوعة الحرة، ويكيبيديا .
xeber6ـ  في عيد اللغة الكردية بقلم المؤرخ ( برادوست ميتاني ) . موقع خبر   
 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

“كنتُ قصيدةً تائهة” – للشاعرة شيرين دريعي

هناك نصوص لا تُقرأ… بل تُرتَجَف

وقصائد لا تُنشَد… بل تُبكى في القلب.

“كنتُ قصيدةً تائهة”… ديوانٌ نسجته أنثى من خيوط الغربة، وبقايا الحنين، ونبض القلب حين يخذله الحب، وتخذله الحياة.

هنا، لا تكتب الشاعرة الشعر، بل تكتب نفسها، بكل ما فيها من شروخ وهمسات، من خوف واشتهاء، ومن ضياعٍ جميل يبحث…

عصمت شاهين الدوسكي

 

ربما هناك ما یرھب الشاعر عندما یكون شعره تحت مجھر الناقد وھذا لیس بالأمر الحقیقي ، فالشاعر یكتب القصیدة وينتهي منھا لیتحول إلى تجربة جدیدة ،حتى لو تصدى لھ ناقد وبرز لھ الایجابیات وأشار إلى السلبیات إن وجدت ، فلیس هناك غرابة ، فالتحلیل والتأویل یصب في أساس الواقع الشعري ،وكلما كتب الشاعر…

فيان دلي

 

أرحْتُ رأسي عندَ عُنقِ السماءْ،

أصغيْتُ لأنفاسِ المساءْ،

بحثْتُ فيها عن عُودٍ ثقاب،

عن فتيلٍ يُشعلُ جمرةَ فؤادي،

ناري الحبيسةَ خلفَ جدرانِ الجليد.

 

* * *

 

فوجدْتُه،

وجدْتُه يوقظُ ركودَ النظرةِ،

ويفكّكُ حيرةَ الفكرةِ.

وجدْتُه في سحابةٍ ملتهبةٍ،

متوهّجةٍ بغضبٍ قديم،

أحيَتْ غمامةَ فكري،

تلك التي أثقلَتْ كاهلَ الباطنِ،

وأغرقَتْ سماءَ مسائي

بعبءِ المعنى.

 

* * *

 

مساءٌ وسماء:

شراعٌ يترنّحُ،

بينَ ميمٍ وسين.

ميمُ المرسى، عشبٌ للتأمّلِ وبابٌ للخيال

سينُ السموّ، بذرةٌ للوحي…

ربحـان رمضان

بسعادة لاتوصف استلمت هدية رائعة أرسلها إلي الكاتب سمكو عمر العلي من كردستان العراق مع صديقي الدكتور صبري آميدي أسماه ” حلم الأمل ” .

قراته فتداخلت في نفسي ذكريات الاعتقال في غياهب معتقلات النظام البائد الذي كان يحكمه المقبور حافظ أسد .. نظام القمع والارهاب والعنصرية البغيضة حيث أنه كتب عن مجريات اعتقاله في…