ريبر هبون
ترهل يحيط بدماغي، أحسه يتآكل في ذهني كأنه كتاب قديم تآكلت
صفحاته،بسبب الحرق، وبالفعل فإن حرائق المغول والتتر والمقدونيين تنشب في قلبي فأحس بكرات النار تنطلق من منجنيقات روحي لترتطم بأكواخ ذاكرتي فتزيد الاحتراق أواراً
هذه الذات انكوت وأصبحت ملاذاً للجحيم، نعم انه السعير يفترسني
من رأسي لأخمص قدمي، يلتهمني، بعد أن كنت لحبيبي الناكر .حصنه ورخامه
. وقلعته وجيشه
صرت الآن شجرة يابسة بلا أوراق تنظر لنظيراتها من الشجر فتقول
لماذا تهتز برياح شباط الثائرة، وأنا لا يهتز لي غصن، لماذا بدأت تزهر أما أنا لا يولد مني عرق أخضر،شعرت هنا برهبة في مكاشفة ضعفي ،كأن السطور رادارات تسجل بجودة عالية دموعي البليدة وصراخي خائر القوى
ًالسطور الخبيثة تسخر من تدوين الضعفاء لاعترافاتهم، ،سآخذ حماماً ساخنا
ًأو ليكن فاتراً ،الفاتر وسطي يعتدل في نظرته للحريق الذي يتظاهر، وتمشي جموع عيدان الثقاب على أرصفة الشرايين وترفع شعاراتها المناهضة للذاكرة والعار الذي تلبّسها،في خضم انسكاب الماء الفاتر على كامل عريي،أطيل الوقوف تحت الصنبور، كأني أحس أن الاستحمام ختان للروح ،وتطهير لما علق
. بالجسد من دم وشرور
:الصنبور شبه المعطوب يقول
لا يطهرك ماء أو دم ،مالم تكوني ذلك الماء ،ذلك الصفاء ،ذلك النقاء –
تنهمر دموعي تهطل أرطالاً من أحداقي التي أخذت وضعية الصنبور في التهاطل فراحت تقاطع سخريات الصنبور
كف عن شخيرك أيها المأفون-
أنظر بتمعن للبالوعة فيخيل لي أنها انسدت بإحكام فقد خرج من داخلها جلدة واقٍ ذكري.،ضحكت،تذكرت آخر عشيق ،كان الواقي الذكري أصغر من مقاس قضيبه ،فخرج الواقي من قضيبه وعلق داخل مهبلي ،خرجت من الحمام، دون أن أنشف جسدي، أجزاء المكان تطاردني كعربات الشرطة تتبعها سيارات الإطفاء..
لتمسكني شرطة العار متلبسة بجنوني ،ولتحاول الأخرى إطفاءي.
ظللت لساعات أدس فمي في الوسادة مستلقية على بطني، اهتز ركن الشعور؛ كما تقوضت أسوار القبلة، حتى الشهوة صارت مشاعاً، فلماذا أظل سجينة العابرين، لماذا أتوهم الحب في ماخورة العبور المؤقت ،كل اللاتي أحببن ندمن
كل اللاتي عشقن بعناد سخرن من أنفسهن وبذخهن وانتظارهن لسراب، لظل لبصاق ،سأبصق بملء قوتي أين ،فوق أم تحت ،جهة اليمين ،أم جهة اليسار ،سأبصق للأعلى ،الآن ،واحد اثنان ثلاثة ،بكل قوة ،آه ،آه ه ه ،ارتد علي بصاقي ،تربع كعنكبوتة منزلية على عيني اليسرى جهة قلبي المحطم
لقد حاولت تلك صديقتي أخذه مني اذ بالغت بغنجها أمامه دون أن تحترم،غيرتي الحيوانية حد الجنون عليه،لأتوقف ،كفي أيتها الهواجس عن
. سحبي للماضي!
لقد دعته للرقص في ذلك البار الشيطاني مستغلة ثملي،اذ شربت وقتها سبع،كؤوس ،نسيت من خلالها اسمي ،وشكل وجهي ،ووجهه
ظننت حينها ان كل الرجال الذين في البار هم أزواجي المستنسخون عنه ذلك الخبيث
كفي أيتها الهواجس عن لعق كعب حذاء سهرتي-
حاولت لوهلة وفي عز الغيرة البلهاء تجربة قتله وذلك عبر استدراجه لمخدعي
كان معتادا ذلك الوغد على أن أدفع ثمن تحضير الليلة ،من الإعداد لطاولة الغداء إلى جلب مايلزم من ملابس ومشروبات وأوقية ،قلت له:
متى تأتي حبيبي-
أنا على الطريق ودقات قلبي لاتهدأ شوقا لفخذيك. –
سترى كل ماتحب وما تشتهي-.
حسناً أنا قادم على جناح الشهوة.
دموعي بعد ذلك لم تك لتفارقني، خطة قتلي إياه بسادية مفرطة لم تكن هكذا عن عبث ،تذكرت حينها ماكان يقوله له قبل أن يفض بكارتي أو يفكر في استدراجي لمنزله، كلماته وقت عرفته أول مرة
شغفي بك سيف حاد النصل-
الشوق مفتاحنا لنصل للشغف-
مد يده يخاصرني ،اللقيط كان رومانسياً للغاية ،كسارق حقائب ماهر يسحب حقيبة امرأة دون أن تشعر حتى، كأنما وخزها بإبرة مخدر قبل ذلك ،قلت له حين كنت أحضن به فارس حلمي:
شغفي اقحوانة تنازع بتلاتها لتزهر ربيعاً-
شغفي لشرب بسمتك المضادة لشتاءات الكآبة،طموح بعيد لاعتلاء منصات- الفرح
كغرسة زيتونة شرقية شغفة بعطرك النارنجي المتطاير في صدى صمتي-
أنا في الشرق ،روحي تسير في أزقتها وشوارعها غير المخدّمة خطواتي تقتفي- حبات زيتونك رائحة معصميك ذرات التراب الأحمر الممتزجة بساعديك روحي فقط لها الكلمة الفصل في تدبير أمر ملاقاتك
في الشرق مشيت في أزقتها ،مواقيتها في الركن الرابع من باب دارك ،ناجيت اقتفاء عطرك ،ليظل مزهواً في ثنايا روحي ،ملاقاة حرفك في صمت الكلمات
في الشرق كل الأشجار تقلد ظلالك المنسابة حتى الشمس تقتفي وجهك- المخترق للظلام، ليدك كم تنقش في مسامات كفي خرائط الحب الدفينة
تعال ، واجعل الأنامل تتشابك واجعلني كلي يعانق كلك فأناي تناجي صفوة نورك
قادم لأزلزل عرائش العنب وهي تدنو وتعلو فوقك –
وأنت منحنية متمايلة تحتها كأنك ابنة الحرير سليلة الأنهار كأنك من ربيت الغدير وانكمشت على تلالك الزرقاء قوافل الزعتر البري لتفوح بشتى العطور، وتنساب بلا هوادة لتغطي الغيمات البيض
انتظرك عند حافة التل كما كنا نراقص مراقص السنونوونشدو مع الغمام في- الربيع ،نعربد في كل الدروب ،وندق نواقيس الخطر في الحانات ،ومأذان الصباح،واجراس الكنائس في احتفالية الأعياد ،نحن لا نمل ولا نكل ،نطوف في حول بعض
– نتداخل ببعضنا دقيقاً وسكراً زيتاً وزعتراً، تعالي كلي طوع كلك وقلبي سرير قلبك ودمعي منديل يمسح دمعك كلانا وطن قسمه القدر ووزعه في تلك البراري الشاسعة
-أنا أنت وأنت أنا أقدارنا ، أيامنا الخوالي طفولتنا بين البيادر خبزنا سكّرنا أقلامنا الملونة تحت شجر التوت وغصة تتوسط بعدنا
لك أعمق صرخاتي المغمسة ببكاء أوتار البزق ياقصص العشق أجمع –
يا شهقة النعناع ويا مسقط رأس النار المستوطنة القمم كل نوروز أحياك دقيقة تعادل دهر أحياك سعادة تخلط الأرقام والتواريخ والعصور ببعضها كخلطة موالح.
وتفتح كوة نور في الظلام الكالح. يا سكر عمري في هذا الزمان المالح
توقف المخ-
توقف على أعتابك المخ والمخيخ ونسي الأرض نفسه في المريخ ونام لأجلك- التاريخ أهوى فيك جنوني أهوى فيك حنيني لزمن تكون فيه للموسيقا والكلمات زمام قيادة الدنيا
أصابعي ماعادت تحملني-
أصابعك تماهت بأصابعي صرنا شكل الروح وبات الجسد طوع نبضنا-
قلبي معلق بأصفاد الحديد،الشرق كبلني ونهش مني العرف غدي –
بالعرف قيدني ،العادات تحيط عنقي ،أصبحت أسيرة عزلتي
قلبك نقش أسطوري فيه تواريخ بؤساء ينهضون من مراقدهم كل فجر ليتماهوا- مع العصافير فاستردي مجدداً عرش النقاء فالكون دون عطرك محض ابتلاء
خذ بيدي واجعلني أعبر أطياف المستحيل ،فكل التواريخ ابتذلت ودقت على- عرش صدري أغنية اللقاء خذ بيدي وأغرقني بطوفان غدك اجعلني أحيا بك
ها أنذا أتوالد منك سحائباً وأمطاراً.وأنبع من صدرك ينابيعاً وأنهاراً، الجرح- أنجبنا موسيقا وأينعنا قصة عشق تدق على أعتاب قامتها الممشوقة طبول
. الحياة.
سكين المطبخ جعلته حاداً كان احتكاكه بآلة تجعله أكثر حدة كفيلة بأن تغرز في الجسد بيسر كأنها إبرة لحاف ًما إن وصل وجدني مخمورة جداً شربت حينها لدرجة ظل عقلي معي ولم أكن حينها في درجة من الثمل تمنعني من مقاضاته في محكمة العشق التي كانت جدران غرفة النوم والسرير الأحمر والجوري الأحمر المنثور عليه كانا مقصلة الذبح ،تمدد قبلي ظناً من أني سأتعرى بعدها وأجلس بين فخذيه ما إن تعرى وتمدد حتى استيقظت في دمي جحافل قبائل الفايكنغ
أحببت طريقتهم في القصاص من الخائن بما يسمى نسر الدم نيتي ان أكسر ضلوعه ومن ثم أخرجها ثم خطرت ببالي أن أشق صدره وأخرج قلبه وأعلكه بفمي كعلكة لكني ولأقطع دابر هذه الأفكار حرصت أن يكون انتقامي مميزا
لم يأتي العقل الإجرامي عن عبث لو لم تكن سماؤنا وأرضنا معجونة بالشرور
رحت أغرس السكين المسنون في كافة أنحاء جسده الذي عليه لعاب ألف عاهرة وشبه عاهرة انتقمت لشرف كل النسوة اللاتي اغتصبن عبر التاريخ باسم العشق. وها أنذا أستحم وما زال السرير مخضباً بدمه ومزيناً بالجوري وأخيراً “لا يعنيني ان يأتي الشرطة ويحققوا ويشنقوني، حاكمت وعاقبت، قبل أن أحاكم وأعاقب فقضاء الشرطة في كل مكان في العالم يعجز عن معاقبة الكثيرين الفارين من
. جرائم اقترفوها وصارت طبعهم. وحياتهم، العدالة نكتة،بل بالوعة معطوبة.