أخطأنا واعتذرنا «العبرة في الفعل وليس في القول» هل سيُنصِفونَ المُلحن محمد علي شاكر بعد رحيلِهِ؟

شيرين شاكر

مُصطلح الملكية الفكرية قد يكون مصطلحاً جديداً في مجتمعنا الكُردي، على الرغم أنَّهُ ظهر بالقرن الخامس عشر في أوروبا، تُؤكد تعريفات الملكية الفكرية إلى أنَّها إبداعات العقل من اختراعات علمية ونتاجات أدبية وفنية بِمُختلف صنوفِها، والملكية الفكرية محمية قانونياً ببراءات الاختراع وحقوق المؤلف.
حق المؤلف، مُصطلح قانوني يشمُل نتاجات المبدعين العلمية والأدبية والفنية، كما تشمل المصنفات المحمية للمؤلف أنواعاً كثيرة؛ منها: الكتب والموسيقى واللوحات الزيتية والمنحوتات والأفلام، وصولاً إلى البرامج الحاسوبية وقواعد البيانات والإعلانات والخرائط والرسوم التقنية.
هُنا لستُ بصدد سرد تاريخي لهذا الموضوع الهام، بقدر رغبتي في اطلاع الرأي العام الكُردي والمثقفين والموسيقيين والمهتمين بهكذا أنواع من القضايا، إلى السرقة التي حدثت قبل ما يُقارب ٢٥ عاماً بحق أغاني  الفنان الخالد محمد علي شاكر، والظلم الذي تعرض لهُ من أبناء جلدَتِهِ، وذلك بتسجيل مجموعة من أغانيه، وبالالتفاف على القانون باسم الفنان الراحل محمد شيخو في تركيا؛ هذا التسجيل تم استناداً إلى شهادة أخيه بهاء شيخو وكتابِهِ المُعد بالاشتراك مع الكاتب قادو شيرين سنة ١٩٩٥.
أود أن أذكُر في هذا السياق، أنَّهُ تم تشكيل لجنة بمدينة قامشلو في التسعينيات، وتحديداً بعد صدور الكتاب المشترك لِبهاء شيخو وقادو شيرين، لمُناقشة وتصحيح الأخطاء الفادحة في ذلك الكتاب، الذي هضم حقوق ملحنين وفنانين وشُعراء كُثر؛ حضرَ اللقاء كُلاً من الفنان محمد علي شاكر والفنان محمود عزيز شاكر كطرف، والفنان بهاء شيخو مع الكاتب قادو شيرين كطرف ثانٍ، وبإشراف لجنة من مجموعة كُتاب ومثقفين، نتيجة النقاش والتداول ثُبتت صحة أقوال محمد ومحمود شاكر، واعتذرا كُلاٍّ من الفنان بهاء شيخو والكاتب قادو شيرين ووعدا بتصحيح الأخطاء؛ إلاَّ أنَّهُما تصرفا عكس ذلك تماماً، فقاما بتقييد الأغاني لحناً وكتابةً في تركيا باسم الراحل محمد شيخو.
ما يُؤسف لَهُ هو الاستمرار في التضليل والخداع والتشويش بأساليب ملتوية كالقول: «الفنان محمد شيخو، فنان قومي ولا نعرف لمن غنى ومن لحن لهُ …الخ».
أتوجه إلى أصحاب الضمير الحي أعضاء اللجنة الوسيطة بين الطرفين، بالخروج عن صمتهم وإعلان الحقيقة للرأي العام الكُردي، وفي نفس الوقت أتمنى من عائلة الفنان القومي الراحل محمد شيخو التوقف عن عمليات السطو على نتاجات الآخرين، وإعادة الحقوق لأصحابِها، كي يتم إغلاق هذا الملف بأخلاق كُردية، وأن نُساهم معاً في خدمة الثقافة الكُردية، بعيداً عن الصراع والخلاف.
هذا غيضٌ من فيض، فالظُلم لم يلحق الفنان محمد علي شاكر فقط، بل لُحِقَ بمجموعة كبيرة من الشعراء والموسيقيين الكُرد في جميع أجزاء كُردستان؛ ما يُثير استغرابي هو الصمت الذي لا معنى لَهُ من قبل الفنانين على هكذا أعمال سرقة وسطو، قد يأتي يوماً ما دورهم، وتتم فيه سرقة ألحانهم أو أغانيهم أيضاً؛ حيثُ نشهد مثل هكذا قضايا بين الفينة والأخرى،  لذلك أناشد الجميع من مثقفين وكتاب وفنانين إلى الوقوف في وجه هكذا سرقات لا أخلاقية.
أياً كانت الدوافع خلف هكذا أعمال، فهي تصرُفات غير أخلاقية ولا تصب سوى في صالح المستفيد الأكبر، ألا وهم عائلة المرحوم محمد شيخو الذينَ كتبوا وقيدوا تلكَ النتاجات باسمِ الفنان محمد شيخو، أولاً- كتابة تاريخ وهمي للراحل على حساب أعمال وابداعات الآخرين من الفنانين والشعراء. وثانياً: الاستفادة المادية التي يقطفون ثمارَ سطوِهُم يومياً بمساعدة الشركات الفنية التركية، تحت اسم حقوق الملكية والنشر، والتي سُجِلت على ما أعتقد منذ عام ٢٠١٧ أو ٢٠١٨، باسم ابن الراحل محمد شيخو السيد إبراهيم شيخو.
 أتوجه هنا بالسؤال للدكتور إبراهيم شيخو، كيف تُحضر للدكتوراه في الموسيقا، وأنت الذي قمت بالتوقيع لهذه الشركات مُدعياً على أن الأغاني التي غناها والدك هي من تأليفِهِ وألحانِهِ، وأنت تعلم علم اليقين بأنَّها ليست لهُ، مع العلم أنَّ مجموع تلك الأغاني كثيرة، حسب ما نشره الأستاذ بشير بوتاني على صفحته في الفيس بوك؛ حيثُ أشار في منشورِهِ الأول إلى ٥٥ أُغنية لمؤلفين وملحنين من كافة أجزاء كُردستان؛ ونحنُ بانتظار نشره للقسم الثاني من الأغاني المسروقة.
أنَّ تمثيليتِكُم الفاشلة بدأت تنكشف خيوطَها للرأي العام، واستجدائِكُم لبعض البُسطاء من أبناءِ شعبِنا لن تجديكُم نفعاً مهما حاولتُم الظهور بالمظهر القومي والادعاءات والاتهامات الباطلة بحق الآخرين؛ لا يُمكن للظُلمِ أن يدوم، وأنتُم تدرونَ ذلك جيداً، ولإنقاذ أنفُسكُم وبالأخص السيد إبراهيم شيخو (نجل الفنان الراحل محمد شيخو) ليس أمامكُم سوى الكف عن التطبيل والتزمير لعلمية السطو والسرقة، وتعديل أخطاءَكُم التي ارتكبتموها في الكتاب وفي تقييد المُلكية قبل ٢5 عاماً ولليوم.
23 آب 2022
السويد- استكهولم

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

“كنتُ قصيدةً تائهة” – للشاعرة شيرين دريعي

هناك نصوص لا تُقرأ… بل تُرتَجَف

وقصائد لا تُنشَد… بل تُبكى في القلب.

“كنتُ قصيدةً تائهة”… ديوانٌ نسجته أنثى من خيوط الغربة، وبقايا الحنين، ونبض القلب حين يخذله الحب، وتخذله الحياة.

هنا، لا تكتب الشاعرة الشعر، بل تكتب نفسها، بكل ما فيها من شروخ وهمسات، من خوف واشتهاء، ومن ضياعٍ جميل يبحث…

عصمت شاهين الدوسكي

 

ربما هناك ما یرھب الشاعر عندما یكون شعره تحت مجھر الناقد وھذا لیس بالأمر الحقیقي ، فالشاعر یكتب القصیدة وينتهي منھا لیتحول إلى تجربة جدیدة ،حتى لو تصدى لھ ناقد وبرز لھ الایجابیات وأشار إلى السلبیات إن وجدت ، فلیس هناك غرابة ، فالتحلیل والتأویل یصب في أساس الواقع الشعري ،وكلما كتب الشاعر…

فيان دلي

 

أرحْتُ رأسي عندَ عُنقِ السماءْ،

أصغيْتُ لأنفاسِ المساءْ،

بحثْتُ فيها عن عُودٍ ثقاب،

عن فتيلٍ يُشعلُ جمرةَ فؤادي،

ناري الحبيسةَ خلفَ جدرانِ الجليد.

 

* * *

 

فوجدْتُه،

وجدْتُه يوقظُ ركودَ النظرةِ،

ويفكّكُ حيرةَ الفكرةِ.

وجدْتُه في سحابةٍ ملتهبةٍ،

متوهّجةٍ بغضبٍ قديم،

أحيَتْ غمامةَ فكري،

تلك التي أثقلَتْ كاهلَ الباطنِ،

وأغرقَتْ سماءَ مسائي

بعبءِ المعنى.

 

* * *

 

مساءٌ وسماء:

شراعٌ يترنّحُ،

بينَ ميمٍ وسين.

ميمُ المرسى، عشبٌ للتأمّلِ وبابٌ للخيال

سينُ السموّ، بذرةٌ للوحي…

ربحـان رمضان

بسعادة لاتوصف استلمت هدية رائعة أرسلها إلي الكاتب سمكو عمر العلي من كردستان العراق مع صديقي الدكتور صبري آميدي أسماه ” حلم الأمل ” .

قراته فتداخلت في نفسي ذكريات الاعتقال في غياهب معتقلات النظام البائد الذي كان يحكمه المقبور حافظ أسد .. نظام القمع والارهاب والعنصرية البغيضة حيث أنه كتب عن مجريات اعتقاله في…