العامل في عيد الأول من أياره السنوي العالمي

إبراهيم محمود

الزمن موقوف عن العمل
حيث العامل مفصول عن تاريخه
الساعة موقوفة عن العمل
حيث العامل مقصيٌّ عن تكتكاتها 
الصباح موقوف عن العمل
حيث العامل يتنفس خارجه
الشمس موقوفة عن العمل
حيث العامل لا يرتدي ضوءها
المساء موقوف عن العمل 
حيث العامل مغيَّب عن سهرته
القمر موقوف عن العمل
حيث العامل لا يسهر تحت هالته
الطريق موقوف عن العمل
حيث العامل محظور عليه سلوكه
النهر موقوف عن العمل
حيث العامل لا يصافح ماءه الجاري
البحر موقوف عن العمل
حيث العامل رهينة برّه
الورد موقوف عن العمل
حيث العامل منزوع الشم
البلبل موقوف عن العمل
حيث العامل لا يسمع تغريده
مقبض الباب موقوف عن العمل
حيث العامل محروم من طرْقه
الهواء العليل موقوف عن العمل
حيث العامل مقصيٌّ عن هبوبه
الشجر موقوف عن العمل
حيث العامل مطرود من ظله
الجبل موقوف عن العمل
حيث العامل ممنوع من رؤية الأعالي
الموسيقى موقوفة عن العمل
حيث العامل مبعَد عن الرقص
الفكر موقوف عن العمل
حيث العامل مسلوب القوى النفسية
القلب موقوف عن العمل
حيث العامل يتيمُ نبْضه 
الأمنية موقوفة عن العمل
حيث العامل لا موقع له في حساب الرغبات
الطموح موقوف عن العمل
حيث العامل مطرود من المستقبل
النوم موقوف عن العمل
حيث العامل مبعَد عن الحلم
الأرض موقوفة عن العمل
حيث العامل مثبَتٌ في المكان
الحياة موقوفة عن العمل
حيث العامل مفرَّغ من الجهات
الحرية موقوفة عن العمل
حيث العامل منذور للقيود
الاغتراب موصول العمل
حيث العامل معَّد لكل أصناف الموت
الأول من أيار موقوف كلياً عن العمل
حيث يُحتفى بشيئية العامل قانونياً إلى إشعار آخر

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالرزاق محمود عبدالرحمن

كان في صدري شرفة تطل على سماوات بعيدة،
أعلق عليها أمنياتي كفوانيس صغيرة،
حتى وإن كانت الحياة ضيقة، كنت أزيّنها بخيوط من الأمل،
أجمع فتات الفرح، وأصنع منه أحلامًا تكفيني لأبتسم.
كنت أعيش على فكرة التغيير، أتنفسها كل صباح،
وأخطط، وأتخيل، وأصدق أن الغد قد يجيء أجمل.

أما الآن…
فالنوافذ مغلقة، والستائر مثقلة بغبار الخيبات،
وألواني باهتة، وفرشاتي صارت ثقيلة بين…

عِصْمَتْ شَاهِينْ اَلدُّوسَكِي

وَدَعَتُ فِي نَفْسِي ضِيقَ الْحَيَاة

وَأَلَمَّ الْأحْزْانِ والْجِرَاحَات

أَذْرُفُ الدُّمُوعَ بِصَمْتٍ

كَأَنِّي أَعْرِفُ وَجَعَ الْعَبَرَات

أُصِيغُ مِنْ الْغُرْبَةِ وَحْدَتِي

بَيْنَ الْجُدْرَانِ أَرْسُمُ الْغُرْبَات

 

**********

يَا حِرمَاني الْمُكَوَّرِ فِي ظَلَامي

يَا حُلُمي التَّائِهِ فِي الْحَيَاة

كَمْ أشْتَاقُ إلَيْكَ وَالشَّوْقُ يُعَذِّبُنِي

آَهٍ مِنْ شَوْقٍ فِيه عَذَابَات

لَا تَلَّومْ عَاشِقَاً أَمْضَى بَيْن سَرَابٍ

وَتَرَكَ وَرَاءَهُ أَجْمَلَ الذِّكْرَيَات

**********

أَنَا الْمَلِكُ بِلَا تَاجٍ

أَنَا الرَّاهِبُ بِلَا بَلَاطٍ

أَنَا الْأَرْضُ بِلَا سَمَوَات

وَجَعِي مَدُّ الْبَحْرِ…

ميران أحمد

أصدرت دار ماشكي للطباعة والنشر والتوزيع مؤخراً المجموعة الشعرية الأولى، للشاعر الإيزيدي سرمد سليم، التي حملت عنوان: «ملاحظات من الصفحة 28»، وجاءت في 88 صفحة من القطع المتوسط.

تأتي هذه المجموعة بوصفها التجربة الأولى للشاعر، لتفتح باباً على صوت جديد من شنكال، يكتب من هوامش الألم والذاكرة الممزقة، بلغة جريئة تشبه اعترافاً مفتوحاً على الحياة…

حاوره: إدريس سالم

تنهض جميع نصوصي الروائية دون استثناء على أرضية واقعية، أعيشها حقيقة كسيرة حياة، إلا إن أسلوب الواقعية السحرية والكوابيس والهلوسات وأحلام اليقظة، هو ما ينقلها من واقعيتها ووثائقيتها المباشرة، إلى نصوص عبثية هلامية، تبدو كأنها منفصلة عن أصولها. لم أكتب في أيّ مرّة أبداً نصّاً متخيّلاً؛ فما يمدّني به الواقع هو أكبر من…