فَرَمَزْ حسينْ
خَمسُ سنواتٍ مُتَواصِلَةٍ وَ هُوَ لايَزَالُ في أَطْرَافِ القَرْيَةِ جَالِسَاً هُنَاكْ مُسْنِدَاً ظَهْرَهُ إِلَى جَذْعِ شَجَرَةِ التُوتِ الْهَرِمَةِ… يَرْفَعُ بَصَرَهُ بَيْنَ الْفَينَةِ وَ الأُخْرَى مُوَزِعَاً نَظَرَاتً خَاطِفَةً عَلى المَسَافَاتِ مِنْ حَوْلِهِ… يَعُودُ بَعْدَهَا فَيُطَأطِئُ بِرَأْسِهِ المُثْقَلِ بِأَرْقَامٍ لا تَسْتَقِرُّ عَلى عَدَدٍ بَيْنَ رُكْبَتَيِه ….يُغْمِضُ عَيْنَيهِ الإِثْنَتَينْ هُنَيهَةً قَبْلَ أَنْ يَعُودَ مِنْ جَدِيدٍ للإِلْتِفاَتِ يُمْنَةً وَ يُسْرَةً… يَتَوَقَفُ…
رشاد شرف – سويسرا
نظر من نافذة منزله المطلة على الشارع. انغرزت أشعة الشمس المتعاكسةعلى خد الثلج عيونه. عاد خطوتين إلى الوراء، أمعن في حركة المارة يروحون و يغدون غير آبهين بتراكم الثلوج، هو وحده لم يألف هذا المشهد. تذكر كيف كان المشهد في وطنه لما كانت الثلج يسقط، حيث تتعطل المدارس، و ينقطع التيار الكهربائي. الأطفال و الشباب ينزلون إلى الشوارع، و يقذفون…
بقلم : يوسف فضل فائض حيويةلا تهدأ حركة السائق . يقتنص فسحة من الوقت ليلتقط كناشته ويقلب قلمه بين أنامله ويضيف إليها بعض كلمات لفكرة تغني مشروع روايته . الأهم في حياته ؛كسب قوت يومه الذي يمتص ملامح جسده والإخلاص للكتابة في البوح وقت فراغه. روعوقع الوطن بين إقبال وإدبار المصائب !توحد الناس في فقدان كيفية الشعور…
يوسف فضل انحرافلبس نظارته الطبية الجديدة. أَحَسَّ بِدَوْخَة . تبدَّى له كل ما يراه زالا عن استوائه. أعاد الطبيب فحص العدسات وبصره . قال:” كل شيء صحيح وسليم . ما تراه انعكاس لصدق الواقع المفجع. ستعتاد عليه “. القتال بالموترفيق دربه الكتاب لواقع ملفق . أحاطت به أسراب الخفافيش،أُغرق في وحشية سلطة طائشة. مفاصل الحياة؛ متاهة الدولة قبل الحرية، فتشبعت خلاياه…
قصة قصيرة
القَذًائِفْ كَانَتْ تَنْهَمِرُ بِغَزَارَةٍ مِنْ جِهَةِ الجَنوبْ فَمَا كَانَ أَمَامَ أَهْلِّ الحَيِّ إِلّا أَنْ يِتّجِهُوا دُفْعَةً واحِدَةً شَمَالاً, هَائِمينَ عَلى وجوهِهمْ في القِفارِ بَعْدَ أَنْ تَحوّلَتْ مُعْظَمَ أَحْياءِ مَدِينَتِهِمْ إِلى رُكامْ , عائلةْ الجيرانْ التي أَخَذَتْ على عاتقِها التَكَفُلَ بِهِ على الرَغمِ مِنْ أَعباءِهمْ الثِقيلة انضمَّتْ إِلى قَوافِلِ الناسِ الهارِبَةِ مِنْ جَحيمِ المَدينةْ. هُناكَ في…
جــودت هوشيار
قصة ” الفجر طوال الليل ” رائعة أخرى من روائع أيفان بونين ترجمناها من الأصل الروسي ولم يسبق نشرها باللغة العربية . قصة تعد نموذجاً لا يجارى في فن القصة القصيرة . ليس ثمة كاتب آخر استطاع أن يعبر بعمق ورهافة عن المشاعر المتناقضة التى تنتاب فتاة شابة والأحلام التي تراودها في ليلة مصيرية من حياتها ،…
محمد باقي محمد أطلق القطار صفارته الأخيرة إيذانا بالانطلاق ، لتمتص ّالفضاءات الوسيعة الظمأى عويله المترع برعشات الوداع ، ثمّ تململ متحركاً ببطء ، فأغلق جوان عينيه ، وانسحب نحو الأغوار السحيقة للنفس متمترسا بجدرانها الكتيمة ، على أمل الهرب من التفاصيل المحكومة بلوعة الغياب ، فيما انسربت أفكاره خلف الأيام الهاربة ،…
أحمد اسماعيل اسماعيل
حين أصبح في الشارع وهو يلهث، وقلبه ينبض كقرع طبل، شكر، ولأول مرة، تدبير الأقدار على خلِّو هذا البيت بالذات من أصحابه.كان صوت التفجير الذي هزَّ كلَّ ركن من أركان بيته، وحيِّه، في ذلك الوقت المتأخر من الليل، قد جعله يقفز هلعاً من فراشه ويهرع إلى الشارع ليشاهدَ، مع جمع غفير من أهالي…
رشاد شرف
سلك جاندار, شارع الجسر و في قلبه أكثر من سؤال. استدار يمنة و شمالاً كالخائف من شيءٍ عتيقٍ ما.. فكر بإرتباك.. تردد في خطواته.. شعر بثقل في جسمه.حاول جاهداً العثور على عربة أبيه.. رأى اصطفاف العربات بانتظام و قد استولت على حرم الأرصفة.. كان الجمع هائجاً.. و الصياح يصم الآذان..يالا كيلو بندورة ب…يا عسل يا…