شعر

إبراهيم اليوسف

لم أغادركي أعود
وحدك كنت بعيداً
خطواتي تلجم الهواء
وترتج بياض الجهات
كقلانس مرتبكة
في شهوة للعويل البرونزي
قبل أن تفاجىء بوابة المدينة
كانت دمشق قريبة

كرنين عربة بائع الحليب الصباحي
كشرنقة من دماء
كجبل محفوف بالخوف
وياسمين ينام تحت وطأة البارود
ونهرظامىء
كان الهواء في مصيدة الوقت
أعمى
كخلد
ذهبيّ
وكنت تشد إليك أربطة الحكمة
في ميزان العمامة
لم أغادركي أعود
أجرُّ الأمكنة
كإبهام يدي اليمنى
وأنا في الصلاة الأخيرة
كقامشلو في فلقتين
أوثلاث
في المخطوط…

سلمان ابراهيم الخليل

أعود تحملني أشجاني
أعود حاملا أحزاني
وخطوات الزمن المترهلة
تطأ أحلامي ….. تثقل كل أيامي
أعود فافتحي ذراعيك
ضميني .. ضميني حتى الثمالة
أحرقيني … وانثري أحلامي
لتنبت … براعم … ورود … زهرة
حديقة أقحوان

ضميني … لا تخذليني
فأني متيم أعاده الهوى
لا أبغي .. لؤلؤ ولا مرجان
ورائحة خرنوبة برية
ترحل بي تضعني فوق لأحزاني

إبراهيم اليوسف

ليس من نبأ غيره….!
ليس من سبيل إلى مبعث الأزيز
ورعدة الوقت
ليس من سدرة نحو الأهلين
ليس من خلاص من خيوط الوثاق
ليس من ذبذبات بين الأصابع المنفردة
قرب آلة الطنبور المرتمية

ليس من أذان هذا الصباح
في ثوب الغرباء
شرر من كل جهة
ودم
حساسين ذاهلة
على مقربة من الأجساد
هامدة
والبيوت مهدمة
كأسطورة لا تصدق
اطلعي يا شجرة من جلد الاخضرار
وتوضئي بصيف ليس على مايرام
قناديل الأمس…

صالح جانكو

ابكي كلَّ مدينةٍ حين يغادرها طفلٌ
بأشلائهِ الموزعةِ على قبور الآخرين
أضحك من فرط البكاء
على الرهانات الخاسرةِ
والطعن في الخاصرةِ

اُرثي بشريتي وأغني بعض المواويل
لآثبت بأني مازلتُ بشراً أجيد البكاءَ
وأذرف الضحكات والآهات
في أزقةِ المدن التي لم تصحوا من موتها بَعْد
وأدفنُ موتايَّ على عَجلٍ
كي أدرك من سيموتونَ بعدي
وأسردُ لهم الحكايةَ…

هيفي جانكو

مازلتُ أصرخُ استنجدُ
بدموعِ نجمةٍ تشاكسني
أنتظر صدى صراخيَ الصّامت
في زحمةِ نشازِ أصواتٍ
كأنّي أنادي وهماً
بدا لي حلماً لِحُبِّ عاشقةٍ

تُمطرُ روحنا
بوابلٍ منَ الأملِ
حُبّاً يُبشّرنا بنهايتهِ
قادماً من عصر البدايات
مُرقَّعاً بالجرائمِ و الندبات
يمرُّ في حياتنا
كبراءة غيمةٍ تلاعبها
أصابعُ ريحٍ شَقيّة
لكنّيِ…
سئمتُ البحثَ عن وهمٍ
يوحي بالبدايةِ المزروعةِ
بينَ أشواكِ النهاية.

إبراهيم اليوسف

ليست هدنة
من معجم النَّار
يقدحها حجرا صوان

ولا حومة من رذاذ
أياريٍّ
ماتراه
يلي فرحتي

متيبسةً على غصن الوقت
يلي اصفرارحقول الشعير
وبأس الحنطة في الحقل المصادر
لاتزال القطاة الأنيقة
ترقد فوق احتمالات الفراخ
تسلس الكهرباء
في هذه الجهة العرجاء
كمصيدة قراصنة بدائيين
تدحرجهم تواريخ وكتب خاطئة
لحاهم كثَّة الأبالسة

ماؤهم دم الجوار
مائدتهم لحوم الآدميين
هواؤهم صنانيرالخديعة
هذا كل ماأبصره
وأنا أستوي على جودي
في انتظارسفينة لجدي النائم
هناك
هذا كل ما لم…

أحمد حيدر

راسخُ في أحزانه ِ
يزاولُ صراخ الذبيحة
تحار الأصنام في رخام (آخاته) )
من لون صوته / وصمته / وصبره
ولا يلوم قلق النرجس في دموعه
يشفقُ على روحه التي تعذبت
هرمت / انفرطت/ طقت
في الطرقات التي لا تصل

في مديح ورقة التوت التي تعفنت
وسقطت بلا مغزى
( في أول هبة…

شهناز شيخه

يغادرونَ بصمت
كسحابِ الربيع
يغادرونَ00
..خريفاً رمى قُبَّعته
وتناثر !
..الَّذين أحبهم !

يتركونَ خلفهم
أوراقَ الشَّاي
..الخبزَ الساخن
وأحذيةً قديمة
..يتركونَ القناديل
الأقلام
.. الأرواحَ الطيِّبة
وأنا أقفُ00كعلمٍ حزين
أعدُّ ظلالهم الرمادية
… بين خطِّ الأفق
وشمسٍ تنـزفُ كفلقة برتقالة
أنتظر أن يلتفتوا نحوي برهةً
ليلوِّحوا بأيديهم البيضاء
..أنتظر كثيراً
تسقط الشمس
يغيب الأفق ليودِّعهم
أنتظر كثيراً000
..و لا يفعلون !

كريمة رشكو

سلامتك يا وطن من الألم
ياوطن . . .؟؟
أكنت لنا وطن سوريتي
وأي وطن كنت . .
وقد شردتنا الآهات والألم
إقتلعت الأعين والحناجر
ونحن نبحث عنك ياوطن
لست أدري ياحمزة

لو كان لي وطن
أكنت أصرخ سورية
ودمع العين تسبق صرختي ياحمزة
لست أدري يا زينت
لو كان لي وطن
أكنت أهتف لحمص ودرعا
إنهض يا مشعل
حدثني عن الوطن
حدثني عن درعا وبانياس
ياللألم يا مشعل
لست أدري…

شهناز شيخه

يا قادماً من المستحيل
بعينين تملؤهما الأحزان
.. والحجارة
وحيدٌ أنتَ
يحدِّق فيك الضياع

..وحيدٌ أنا 000

تحدِّق فيَّ سماؤكَ
وحيدٌ أنا 00
ونجمكَ قنديل ذاكرتي
يا قادماً من المستحيل
من حارات قلوبنا المتسخة
بالكهنة والعاهرات
من حيث أدمنتَ الخردل
قدْ آنَ لِسَوْسَنِكَ البريّ
أنْ ينمو في حضنِ الموت
والموتُ00 هنديٌّ أحمر
يرقصُ في نشوةِ أحزانكَ
.. يرقصُ كالريح 000
القزمُ سيلفظُ عملاقاً
منْ بحرِ يديكَ
والخردلُ يغدو إعصاراً
… كالنار 00
أَحْرِقْ دمكَ 00
وتدفًّقْ كدموعنا…