شعر

فواز الأوسي

تمددَ القهرُ على حنجرتي
وتهاوتْ صرختي إلى سَديم العدمْ
تلكَ يدي تصرُخ
وذاكَ المنديلُ لازالَ مضرجاً
يُلوّحُ للموتِ نداء القلم
هناالكَ, على ناصية الجَسدِ المُتعبِ
تهالكتُ أنتحِبُ صَديد الألم

هناالك على مقربةٍ من وطنِ الدماء
ثمةَ صبيةٌ تلعقُ مرارةَ اليُتم
وهناالك الكثير الكثير من عهر الزمن
مابال الظلام لا يُغادر
ولا الليلُ يُبادر إلى سلام
أم أنها الرعونةُ الحمقاء
أصابتْ الفجرَ في عُقم ؟
كلا وألفُ لا…

فدوى كيلاني

-1-

الطفلة الصغيرة
التي خجلت على قاتلها
فمسحت آثار أصابعه
وسكينه
عن روحها ودمها
عيناها
ظلتا مفتوحتين
على صباح
سوريا الجديد …

-2-

أسأل أمي
عن حارتنا وأشجارها
عن الأطفال والأحلام المدماة
عن جارتنا الشقراء
تحكي قصة فراق زوجها
بعد أن راح ….ولم يعد …
عن الفرح المصلوب
في هذا العيد
على الشرفات وأمام الأبواب
عن الوجوه
الأحلام المنكسرة
أسألك عن كل شيء
وأسأل عنك …عنك …يا أمي .

-3-
صديقتي
الحمامة المذعورة نفسها
حطت هذا اليوم
على باب السجن الكبير
في…

أحمد حيدر

هنا
يحبُّ ويحلمُ وبصرخُ ويسهرُ
وإذا ما توفّر لديه ثمن العرق يسكر
يتذكرُ في غمرة صحوه ماضّيعه
بلا فائدة
مغفورةٌ هفواتهُ هتافاتهُ هلوساته

هنا
يكتبُ الشّعر ويستمع للموسيقا الهادئة
يقطف الياسمين لصديقته التي تداري حسراته
يتمشى في شارع القوتلي
او يستلقي فوق حشيش الحديقة العامة
وقلبه يخفق بشدّة كعصفور ًمكسورالخاطر
يذرفُ عشه…

دهام حسن

لك معشوقُ ســلامــا
لم تزلْ فينا إمامــا
زعـم الناعـي أسيفا
قُضي الأمــرُ تماما
فبكى الأهلُ، وحتّى
كدرَ الجوُّ وغاما

إنْ تهاوى فينا نجمٌ
ألفُ نجم ٍ يتسامى
لم يـزلْ يسـطعُ نـورا
هاديا ينـعي الظـلاما
في رحاب الخلد يمشي
فاض حبا ووئاما
قـد سـما حتى سهيلٌ
فـاتـَه الشيخُ مقـامــا
ارتقــى بالعلــم حتّى
ناشـد العـدلَ مرامـا
ما اكتفى بالدين يوما
إن صلاة ً أو صياما
من…

أحمد حيدر

كثيرٌعليه ِ
كثيرٌ جداً
انتشارُ ظلالها
كعناق ٍمتأخرٍ
في نظراتهِ السقيمة
رذاذ ُمآذنها
كسماءٍ متلألئة
بالغفران الأكيد
(في ذنوبهِ البريئة )

شجرةٌ أخرى
بلا عدوات
بمنتهى الرزانة
لا تغيبُ عن حسراتهِ
تَتَمسكُ بنومه ِ
كأملٍ ضائع
تذرفُ أصابعه
تحتَ المطر
وترتجفُ لصداعه
في حُمّى الغيابْ
تغطي فوضاه
بلمسة ٍعابرة
– بالأحرى –
تضبطهُ تماماً
وتبوحُ للريح ِ
نرجس حنينه
كأربعاءٍ للتوبةِ
في نزهة ِالرسلْ
تَهزُّ الأصنام
ولا ينهار سواهْ
ولا ينهار سواهْ

إبراهيم اليوسف

هذي قامشلو الليلة..فاقرأني..!
حسناً….
تقرأ من دفترها بعضَ أنين..هو وجهُك ذاتُه..
هو أنت..أنا
ممتزج باللحظة..كاملة..
متدلية في كِسر المرآة
ما كنت بعيداً عنك…
وأنا أمضي كغريب.. وطريد..
أمضي لموازنة الظل ِّ

يغوصُ إلى حدّ الأنة في دمك القاني
كالحلم الأشهى في أول ترجمة للطلع، وللأشجار
لاشيء هناك سواي
أخيط الجرح أكيداً
كي أمضي بالشهداء
على هدي العنوان
وقطاري ماض أبداً
من دون”السكة” و”القبطان”
ومن دون دويِّ جهاتي
وهي محاصرةٌ..
بالغرباء.. وبي
بمتاريس الهلع الموقوت
وبالمتسلل في…

صالح جانكو

ماذا ترك لي َّ الجنون
حين حاصرني الزمن من جهاتي
التي لا تُرى إلا مني,
ومن كلِّ من شابهني
فألبسوني كيفما شئتم ,
وإن كان الكفن !

فأنا لم أعُد أملكُ ماأهديهِ
لكلِ من غادرنا ,ومارس عشقاً
حين ناداهُ الوطن !
بالأمس :
كان لي إسمٌ ,ورغيفٌ ساخنٌ ,
وحقيبة
كانت لي أمٌ وفراشٌ دافئٌ
وحبيبة
كان لي موقدٌ يشتعل…

هيفي جانكو

لنا من مرورِ الأيامِ
من شَهقَةِ السنينِ نصيب ..!
من شُقرَةِ الأرصفَةِ المُضَرَّجةِ بالغروبِ
من اسمرار الضبابِ خلف
عشوائيَّةِ الملامحِ نصيب ..!
لَنا من اللَّيل
من افتراق الطُّرقِ
من الخَسارةِ نصيب..!

لنا من وقفَةِ سنونوَّةٍ على جذعٍ هَرِمٍ
من هَدهَدةِ الحَمام
على قبرٍ نصيب ..!
لنا من صِمت الأغنيةِ
من شيخوخةِ البراءة
وضياعها بينِ أنياب السنينِ نصيب..!
لنا من دموع الأمّهات
من زمنٍ تائهٍ,تعاكسُ أشرِعَتهُ الرّيح
من تلطّخِ السّنبلة…

أفين إبراهيم

حنين يحفر روحي …
حنين يمسك أطراف أصابعك الباردة….
يترك الليل يسبح على جدران تغص بصور زرقاء…
تهطل على كلّي كالمطر….

ولأن المطر قليل على فجواتي الليلة……
سأجرك …
سأجرك لحمّاي …
لصندوق كنز أضاعته الخرائط الحزينة ولسبع سماوات ترصع تعاريج زمن رسم خطوط عينيك…

سبع خطوط وقلبي
…قلبي الذي يقفز كفراشة لا تخاف أضوائك الشجية…يقفز دون أن يفكر بالسقوط….
وكطفل لا يعرف من الغواية…

كريمة رشكو

خيرتني
بين الموت و الرَحيل
وإرتمت لحضني
دقائق ويغدر بي الألم
أرسم ُ خارطة بأناملي
أبحث بين شعرها
عن حدود الأمل
تضاريس وجهها
أشبه بزمني

تتشبث بأصابعي
وتمزق أزرار قميصي
لاترحل !
تنزع عني الكلام
تلبسُني
بين نهديها قصيدة
ربما إسطورة الوداع
ألامس النشوة بين شفتيها
تمزق بقايا خارطتي
تلملم جسدي
وأزرار قميصي
المبعثرة هنا وهناك
تغادر
هي والقصيدة
خيرتني بين الموت والرحيل
وتركت على جسدي
عنوان عذريتها
وتركتُ على جسدها
خارطة ً حمراء
إكتبي ما تشائين
مزقي القمر
غادري البحر
ولكن …
كوني أنت…