شعر

إبراهيم اليوسف

ليست هدنة
من معجم النَّار
يقدحها حجرا صوان

ولا حومة من رذاذ
أياريٍّ
ماتراه
يلي فرحتي

متيبسةً على غصن الوقت
يلي اصفرارحقول الشعير
وبأس الحنطة في الحقل المصادر
لاتزال القطاة الأنيقة
ترقد فوق احتمالات الفراخ
تسلس الكهرباء
في هذه الجهة العرجاء
كمصيدة قراصنة بدائيين
تدحرجهم تواريخ وكتب خاطئة
لحاهم كثَّة الأبالسة

ماؤهم دم الجوار
مائدتهم لحوم الآدميين
هواؤهم صنانيرالخديعة
هذا كل ماأبصره
وأنا أستوي على جودي
في انتظارسفينة لجدي النائم
هناك
هذا كل ما لم…

أحمد حيدر

راسخُ في أحزانه ِ
يزاولُ صراخ الذبيحة
تحار الأصنام في رخام (آخاته) )
من لون صوته / وصمته / وصبره
ولا يلوم قلق النرجس في دموعه
يشفقُ على روحه التي تعذبت
هرمت / انفرطت/ طقت
في الطرقات التي لا تصل

في مديح ورقة التوت التي تعفنت
وسقطت بلا مغزى
( في أول هبة…

شهناز شيخه

يغادرونَ بصمت
كسحابِ الربيع
يغادرونَ00
..خريفاً رمى قُبَّعته
وتناثر !
..الَّذين أحبهم !

يتركونَ خلفهم
أوراقَ الشَّاي
..الخبزَ الساخن
وأحذيةً قديمة
..يتركونَ القناديل
الأقلام
.. الأرواحَ الطيِّبة
وأنا أقفُ00كعلمٍ حزين
أعدُّ ظلالهم الرمادية
… بين خطِّ الأفق
وشمسٍ تنـزفُ كفلقة برتقالة
أنتظر أن يلتفتوا نحوي برهةً
ليلوِّحوا بأيديهم البيضاء
..أنتظر كثيراً
تسقط الشمس
يغيب الأفق ليودِّعهم
أنتظر كثيراً000
..و لا يفعلون !

كريمة رشكو

سلامتك يا وطن من الألم
ياوطن . . .؟؟
أكنت لنا وطن سوريتي
وأي وطن كنت . .
وقد شردتنا الآهات والألم
إقتلعت الأعين والحناجر
ونحن نبحث عنك ياوطن
لست أدري ياحمزة

لو كان لي وطن
أكنت أصرخ سورية
ودمع العين تسبق صرختي ياحمزة
لست أدري يا زينت
لو كان لي وطن
أكنت أهتف لحمص ودرعا
إنهض يا مشعل
حدثني عن الوطن
حدثني عن درعا وبانياس
ياللألم يا مشعل
لست أدري…

شهناز شيخه

يا قادماً من المستحيل
بعينين تملؤهما الأحزان
.. والحجارة
وحيدٌ أنتَ
يحدِّق فيك الضياع

..وحيدٌ أنا 000

تحدِّق فيَّ سماؤكَ
وحيدٌ أنا 00
ونجمكَ قنديل ذاكرتي
يا قادماً من المستحيل
من حارات قلوبنا المتسخة
بالكهنة والعاهرات
من حيث أدمنتَ الخردل
قدْ آنَ لِسَوْسَنِكَ البريّ
أنْ ينمو في حضنِ الموت
والموتُ00 هنديٌّ أحمر
يرقصُ في نشوةِ أحزانكَ
.. يرقصُ كالريح 000
القزمُ سيلفظُ عملاقاً
منْ بحرِ يديكَ
والخردلُ يغدو إعصاراً
… كالنار 00
أَحْرِقْ دمكَ 00
وتدفًّقْ كدموعنا…

ريوي كربري

لا تَقتَلِعوا أفكَاريَ الناعِسَة
ولا تُوقِظوا الزَيزَفُون
لِتَبقَى السَفَرجلَةُ القَصيرةْ عَطِشَة
فَأدْمعُ أميْ تَسقي الجِبَالَ العَارِيَة
ومِنَ التُوتِ الحَامِضْ
أعتّقُوا ريقِيَ الناشِف،
لتَكُنْ زُقاقاتُ قَريَتي مَليئةٌ بِالوَحَل

وَعَلى عَتَبةِ بَابٍ خَشَبي
لا يَعرِفُ الإقْفالْ
لتَكُنْ شَاهِدَةُ قَبْري
منَ اللَّبِنَةِ مَنْحوتَة
كَبَيارِقِ وَطَنيَ المُجَزَّأ
فَتَسقُطُ حُبَيبَاتُ المَطَرِ عَليها
كَحَباتِ القَمْحِ الأصْفَر
في سّنابِلٍ طَويلَة
أو لِتَدلَفَ عَلَيهِ الماء
كَسَقفِ بَيتٍ مِنَ القَشِّ..
فَلا تَقْتَلِعوا أفكاري
لَعَلّها تَحلَمُ بِوَطَن
كَثيرَةٌ هيَ كَرائِحةِ النَرجِس الأصْفَرْ
كأغصانِ…

نبيل عمر

بلا مواربة
يتقدم الموت جريئاً
من شرفاتنا
نحن أنصاف الأموات
وأنصاف الأنصاف
ينتقي منا أكثرنا قرباً من الحياة
و أقلنا ارتباكاً

لا شروق للفرح على بعد أميالٍ من الدمع
ولا أثر للورود التي تنهي قافلة الجثامين
القادمة من قلاع الطين والغبار

تتبخر الصلوات
على لهيب الرصاص
ولا أثر لنبيٍ
أو حتى دجالٍ يوقف قليلاً صهيل السلاح

هنا في وطني
يقام حفل الوداع لإنسانية الإنسان
و هنا تقسَم أحزاننا بيننا…

فواز أوسي

اِعْتراني…من فَقْدِكَ وجدٌ بهِ أَثَرُ
والطّيرُ باكٍ أتاني …ودمع العينِ
مُعتصرُ
الّليلُ ثَمل ٌيتخبَّط بوحْشَتهِ…
فاض التُّقى ….فُقِدَ اللقى
جادت سماء العينِ والمطرُ

حينَ قالوا …رحلْ
وكيفَ يرحل القمرُ
واراهُ الثّرى…
فيا لِلثّرى ما وارى من الذّكر ِ..
ليس مِثلهُ بشَرُ
أثَرٌ قدْ جَلَّ من لا يعرفُهُ…
هيهااتَ أنْ ينمحي ذلكَ الأثرُ…
فكيفَ ننسى..
وابتسامُ ثَغْرِكَ
ينبوعٌ في…

جلنك الأوسي

بَدَأَتْ بالظُهورِ
عَلى أوراقي الغَرَّاء
تَجاعيدٌ مِنْ الحَنين
غائِبَةٌ هي كَطُفولَتي
هي الفُصولُ
تتلاعبُ بنا
تِلكَ التي اجتمَعَتْ
أوجهُها الأربعة

في مَلامِحِ أيَّارَ يومَاً
كانَتْ وَرَقَةً
مِنْ آخرِ الأوراقِ
المُتساقِطة
في خَريفِ أيَّارَ الإستِثنائي
و لِسوءِ حَظّي أنَّ الريحَ
لَمْ ترمِ بي فوراً في الهَاوية
بلْ مَرَّت بي بينَ عَينَيها
و مِنْ فوقِ نَمَشِها
مِنْ فوقِ مُثَلَّثِ
الحُبّ الأخير
جرَّدَني مُثلَّثُ حُبّها
مِنْ روحي
و تركَ عَلى عِظامِ ذَاكِرتي
تجاعيدَ حنينٍ
لا يدَثّرُها الزَمَنُ
ها أنا ذا…

أحمد حاج داود

أخدعة أنت؟
أم بياضٌ مزخرفٌ بضياعٍ من أبجدية النور, أنت؟
يا ذا البداية المجهولة
أيها اللون..
أبرهانٌ أنت على اليقين , وأنت المدوّنُ في الأسفار غائباً
عارياً من كلّ يقين..
أبرهانٌ أنت على الزمان ؟
أبرهانٌ أنت على المكان ؟
و أنت المنفيّ في كلّ الأشياء
يا ذا البداية المثلومة
أيُّها اللون..

امسح عن ماضيك الغبار..
و تعال معي نهب الأشياء
معانٍ من نور…
ارم…