شعر

حسن اسماعيل اسماعيل

عندما تبدأ القصة
باندثار المعاول
فوق قبور الآلهة
عندما يقلمون أغصان مدينتي
ويطعمونها بهجائن لا تثمر
ويمنعون النسغ من أن يتم دورته
لا بد أن تنطلق الهوادج لتهاجر

اللبلاب قيد أشلاء مدينتي المبعثرة
وتاهت ضحكات أطفالها المسائية
وهم يلاحقون الجراد ونور الحباحب
غزوات براءتهم الظافرة
إلى حقول البطيخ والقاوون والحمص الأخضر
لم تعد سوى شرائط في الذاكرة

تلاحقني طيور الخفاش
وأنا أتصفح شوارع…

جان بيت خورتو

(1)
هو الغيثُ يا سيدتي
هو الصَّمت الحازِمُ لحمقي
هو شفقٌ لا أكثر
للسَّابقِ المتلعثمِ نزقاً على مُجُونِ الحرامِ من النَّسَقِ
فلا ترعدي .. بالجَّفْلِ
فإنَّ نزوعهم للرِّيح نفحٌ غانمٌ بالنَّفْسِ
ولا .. لا تبسطي الحلمَ الجارفَ بالمثلِ
فللجزءِ الحائرِ عنفٌ
لا يجتريه نسقُ .

(2)
هو المتشرزمُ يا سيدتي
على ضلعِ الذّكر الواهي بفسقهِ
مؤنساً سُكرَالقناديل بعزفهِ
على الرَّملِ المُخطَّى بعشقهِ
مُلحِداً استباقاتهم رُسُلاً من الَّلحِدِ…

دهام حسن

أبي..
لماذا نجوع ونعرى..
بدنيانا التي رحبت كما ترى.؟
أبي..
لماذا الله أفقرنا ترى .؟
شتان ما بيننا وبينهم
بين من أصاب الثراء
وبين من عاش في الثرى

أبي..
أراك تغدو كل يوم ..
وتروح القهقرى….ا
( يد من قدام ويد من ورا )
ودموع العجز من مآقيك أبي..
تكاد ترى
وغيرك بالتخمة سعيه
ينام هانئا دون هم
يلتذ بأحلام الكرى..

أبي..
لماذا أخرجتني من المدرسة
وأتبعتني بأخي الثاني
ثم بأختي الصغرى..
وأسكنتنا كوخا …

دهام حسن

سلاما سيّدتي الجميلة ..
وحبـّا
أثرت معك مسـألة
فثرت زعلا غضبى.
فليس والله بيدي
فغيرتي عليك سيـّدتي ..
تنهشني غصبا

أتحرد منـّي حبيبتي
وإنـّي على الهجر لا أقوى
تمــرّ من أمامي..
كأنـّها لا تعرفني..
فأشيـّعــها بألحاظ..
تبثّ الوجــد والشكوى
***
أنـّى استرحت ..
يقض مضجعي المثوى
فلا عادت لي دونها
في الدنيا..
لا خلّ..ولا مأوى
وأضحت حياتي بعدها
صفحة بدأت تطوى

أعلنت على يديها توبة
وألعنت الغيرة البلوى

وتمهلني صديقتها
بإلطاف..لأيام
وأيام..
وأخشى ما أخشى..
إلى صديقتها…
تميل النفس وتهوى..!

فغيرتها…..

ريوي كربري

أوراقٌ صفراءٌ شاحبة
خبايا أيامٍ مقفرة
أيلول …
حين أثمرت بقايا صرخة
شهيق وحدتي
وفي لحظة المخاض الأليمة
كُتبَ عليَ شقوتي
وبدأت وريقات نَفَسي
تسقط..!

تتهاوى جرحاً… جرحاً
فتقول:
هنيئاً لك
فقد رزقت بدمعة
وقد توجتَ ألماً
على مملكة سبتمبر..
وعين أمي مبتلة
تسيل فرحاً..!
فقد انجَبت طفلا
لا تدري ما تخبئهُ الأقدارُ لهُ
ولكن هي فرحة أم..
فتبتسمُ القبلات
على وجنتيَ الصغيرتين
أما…

ابراهيم حسو

لماذا تجلس الشرفة وحيدة أمامك بلا وردة ؟
هل تعرف النافذة
كم مرة تخفي حبيبتي رأسها عندما أمرُّ سريعاً
مبتلا بكلام عميق ؟
لماذا تشم الوردة حبيبتي
دون أن ترشها بمبيدات الحب ؟

حيناً كنا نقسِّم الصباح بيننا
حيناً كنا نحب الزهرات المشتعلة في الباحة الخلفية لمطبخنا
و حيناً و حيناً أحببنا الشهداء الصغار معاً…

أحمد حيدر

عليَ
أن أصدق
بأنك يا أبي
ياسند أيامي
الخاوية كالقصب
غادرت روحي
تلبي بتواضع
– كعادتك –
حنين التراب
لدفء يديك
حنين الجدَب
لغيم عينيك

وعليَ
أن أصدق
بأنك يا أبي
لن تهطل رذاذاً
ولن تهب نسيماً
على منفايَ
كسابق عهدك
تنقي جهاتي
تطمئن عليَ
وأطمئن عليَ !
بابُ غرفتك
لم يزل مفتوحا…

عباس عباس

صمتٌ , مزقه الرُّعبُ …
وصوتٍ, بدده الصدى…
أٌنادي…ومازلت أٌنادي…
وطنٍ وتربة لم تفتدى…
وبراعم أدرجتهم, نحو الهاوية…غدرا .
واستووا مع الحاشية نهجى….
من يغفر لي صمتِ؟…
أقبحُ قرارٍ…
أم جبين لم يرطب بالندى؟…

دعوني أتبصر غدِ…
فوا لله …
لا غدٌ لي ولا بعد غدِ…
لكن..
ليَّ قلبٌ…تحطمت أوصاله..
بين كرٍ وفرٍ…
لم يلقى في الديار حظوة…
ولا في الغربة من يداري…
رباه…رباه وألمي…
مُزق أحشائي وسفك دمي…
ياليتني باركت ذلك…
أمام…

سردار رشيد

-1-
يتيم ٌ أنا …
وأكره منطق التبني…
وصوتي مذبوح ٌ..
وعلى الرغم من ذلك..
أحب ُ أن أغني..
لا مكان دائم لي ..
لا زمان محدد لي..
فتي ٌجدا ً..
هذا كل ما أعني…

-2-
يكتبني الكثير ..
ويقرأني الكثير ..
ولا يمثلني أحد…
هكذا بدأنا..
ولازلنا يدا ً بيد في الأحلام نبني..
زرعتُ منذ زمن..
ولم ألقى ..صدرا ًمرحبا ً..
فلا أحد ..جاهزيتي يجني…
الكل مشغول ٌ..
والكل بلامبالاتهم..
حياتي ينفي ويفني…
-3-
دعوني أرى…

أدريان كاسنيتز

كان اليوم لا بأس به
1974- فورمديت
خليج كولن

النظرة على البحر
الساحل الذي بلا حراك
الأمواج المتحجّرة
التجوّل في الجبال
حصر أصوات
الغارقين في الفضاءات
الصدى من الوهاد
الصدى الذي يعجّل علينا.

•••
من فيستفالن المتجبّلة

في زمن ذوبان الثلج ماءٌ
بارد وصاف كما نداء
صوتك أردواز مأخوذ بالدوران
قبلة حيث يكون ممكنا مطبوعة على المعدن
عمود توتّر عال يجسّر الوادي
قاع بغير أيائل قصبيّة
تغنّي لي الغابةُ الوحدة
يذوب، يهطل ثانية…