شعر

محمد علي علي

كانت تحلم بعيد ميلادها مع العصافير،
أشعلت شمعة فرح من قوس وقزح ،
أطفأتها دمعة حزن و أزيز الرصاص
أخترقت صدرها ،
قتلت ربيعا وزهرة ،
سال الورد من وجنتيها ،
سقطت تحت ظل الياسمين ،
وارتدت كفنا أحمرا
من قرنفل وشقائق النعمان .
كانت تنتظر فرحها !

فوق التلال والروابي ،
فوق هامات الرجال والجبال ،
في عيون الحسان ،
وعلى شفاه الأطفال
كانت تنتظر…

جوان كدو

في حرم نوروز
و العيد من جديد
يلتحف السواد
يا ويحهم
من يقتل السنونوة
في مطلع الربيع
***

قتلوك يا محمد
ومحمد محتفل
ومحمد أعزل
والقاتل القناص
يقبل الرصاص
ويقتل الامل
ومحمد أعزل
***
قتلوك يا محمد
وانت تحتفل
وشمعة مضيئة
في يدك البيضاء
وفي شفاه محمد
أنشودة الربيع
والقاتل الشجاع
والقاتل المريع
لا يحتمل سمعة
أنشودة الربيع…

نارين عمر

كتوحّدِ فرحنا وحزننا
كتوحّدِ أملنا وألمنا
كتماثلِ شفائنا وجرحنا
توحّدتْ أسماؤكم :
محمد زكي رمضان…
محمد محمود حسين…
محمد يحيى خليل
يا مَنْ أبكتكم عيونُ نوروز…
أبكتكم دماً ودمعاً
متوحّدين في نبض الفرحِ الكرديّ

واهٍ…آذارُ…واهٍ
وألفُ آهٍ على وفائك وغدرك للكردِ
على عطائك وبخلك
على سلامك وانتقامك
وعلى وَرَعك وإلحادك
آهٍ آذارُ
ما كان ضرّهم
لو دعوا القلوبَ المنتشية
بسكرِ نوروز تتراقصُ حتى الثمالة
حتى الجنون
على أنغامِ…

فوزي الاتروشي

(1)
عند الظهيرةِ عند منتصفِ النهارْ
عند الظهيرةِ حين كانت حزمةُ الشمس الجميلةِ
تقدحُ جمرَ نارْ
عند الظهيرةِ والنساءُ قوافلٌ
تطوي الدروبَ تشقُّ أرديةِ المدى
تمضي إلى جني الثمارْ
تمضي إلى حيث الينابيع التي..
من أجل نوروز إستحالت كالبحارْ
عند الظهيرةِ كان طفلٌ في حلبجة يقتفي أَثر
الفراشاتِ الملوّنةِ الجناحْ
كانت ضفائره الجميلةُ كالسنابلِ
حين تلفحها الرياحْ

الوردُ كان مشوَّشاً … أيَّ المعاطف يرتدي
أيَّ المفارق…

ريزان كوباني

لهيبها يروي قوافل من أجساد الليل المنحني
لتنزف ألم النرجس في آذار …. آذار الإنسان
الربيع يتنادى في المدى التائه على الآذان ..
بأغنية لم تمت …

حلبجة …
تدلف الدماء على جسد الثلج .. فيذوب
أنين أناس تغنوا بقصص الورد و الشجر
ولم يعرفوا أن من جنس البشر آكلو لحوم الملائكة ..
على موائد من عظام الأطفال ..

حلبجة…

جميل داري

قصة القصيدة :
عمر هذه القصيدة عشرون جرحا”1988″ كتبتها وأنا في ريعان شعري و قهري… وكانت فيها مباغتات وتنبؤات لم أنتبه إليها إلا بعد سنوات عجاف.. علما إن القصيدة نشرت في بعض المجلات وقتها.. منها مجلة” الوحدة “المغربية المتوقفة عن الحياة منذ موت بعيد.. وهي نفسها عنوان ديواني الثاني الصادر عام 1993 وها أنشرها…

(من الأرض التي هي أمهاتنا, هي أنتم و أنا…اليكم و إلينا يا شهداء و جرحى و معتقلي
آذار قامشلو الدامي)

بيوار إبراهيم

ها انا ذا اعود اليكم من زمن النار الذي لن ينطفئ.
أنا أرضي و أرضي أنا.
أعود إليكم من زمن الماء الذي لن يجف او ينحسر.
دم الربيع هو البداية بيننا و بينكم.
من ربيع جالديران و حلقات ذكر…

عبدالرحمن عفيف

حبّ من الغبار
رأسه على تلّ شرمولا
رجلاه صفراوان
في الآبار.

في الشبّاك رأيتك
ذات ربيع
الرّبيع كان الولد الصّغير
يشتري العلكة لك
ويبقى في الشّارع
أمّا شعرك
في النّافذة
إلى الصّباح.

إلى العصر غنّى مؤذن
كهل وردة العبّاد
الخضراء
الصيف الحار
وشمّر العصفور ريشة
والحمّال
أخذ عصفوره
حصان يركب على كتفيه
وبندورة خضراء.

يا أمينة
في النيروز
شبهتك بأمينة
قبل ثلاث سنوات
والفتاة في الشبّاك
صارت عانسا
لم يخطبها
لقلق ولا…

افين شكاكي

كنت أرسم على وجعي
تفاصيل الحزن….
لم أكن أناسب وجه الغياب
.. كانت حروفي مكسورة
بفوضى الوجوه
حاولت كثيراً
أن أنهي سيمفونية الذبول..
كان موعدي
مع شجرة التوت
لا يزال على قيد الحب…

و كان قلبي
مثقلاً بالأرصفة العاشقة
غريب أمرك….
كيف يتسنى لك التسلل إلى دمي
و أنا بكل هذا الحبق
فكلما ترمي بأثقال حنينك
على غيابي
ينفرط من بين أصابعي
عقد عصافير
فلم لا تنزع فجرك عني
و تمنحني صمتك
لأكسو…

فوزي الاتروشي

أَخبرَوني أَنها بعد إن عدتُ إلى أربيل
أَصبحت أنقى من القمرْ …
وأن قلبها هاجرَ الجرح
وعيناها تَخلتَّا عن السهرْ
وأَن شجيرةَ الزيتونِِ ِ على أكتافها …
صارتِ الآن حبُلى بالثمرْ
لكنَّهم لم يعرفوا إنني ….
على تخومِ الحدود إليها…
فّقدتُ جوازَ السفرْ

أخبَروني أَنَّ ضفائرها …
تَزدهرُ الآن بآلافِ السنابلْ
وأَن صوتَها المبحوح صار مزيجاً
من زقزقةِ…