قصة

أحمد اسماعيل اسماعيل

خيبة:

من نافذة في أعلى بناء شاهق لاحت لنحلة قادمة من البراري العذراء زهرات جميلات.
ضربت النحلة الهواء بجناحيها الرقيقين، وحلقت صوبها عالياً، أحست بالتعب يثقل جناحيها، وخشيت أن تهوي من شدة ما أصابها من إرهاق.. لكنها تماسكت وراحت تحلم برحيق تلك الزهرات الجميلات.
فاض قلبها بالسعادة والسرور وهي تحط إلى جانب زهرات حمراء، وصفراء، وبيضاء..التفت…

نارين عمر

كان يعتدّ بنفسه كثيراً, ويذكرُ أمام رفاق دربه ومعارفه دوماً انّه ولِدَ وفي فمه ملعقة من الأدبِ الخالص النّفيس.
إنّ الكونَ احتفلَ بضيافته تيمّناً بالخصبِ المقروء في عمق فؤاده, لذا فقد جعله نبضاً دفاقاً في شراراتِ الأدبِ والثقافة. فهو خيّالٌ يصولُ ويجولُ في معمعانه دون رادع, صيّادٌ لا يُشقّ له نَفَسٌ أو تنفس.
خشبة المسرح عرينه,…

أحمد اسماعيل اسماعيل

مقايضــة

يقف قبالة المرآة بوجهه الأسمر ،يطالعه وجه مطاطي ،يستدير الوجه ،يتربع، يستطيل ،..وتجري المقايضة بين الوجهين سريعاً .
يستدير الوجه لبنت الجيران.. فتبتسم له.
ويتربع لشيخ الجامع.. فيبارك به.
ويستطيل لصديقه..فيهلل له.
ويتثلث لرب العمل..فيثني عليه.
وإن نسيَّ اللعبة يوماً.. تعبس الوجوه كلها، وتشيح عنه بجفاء.
وحين يلعن شؤم ا ليوم .. يطالعه الوجه المطاطي في المرآة: يستدير، يتربع،…

محمود عبدو عبدو

 
-1-

نـُور

ضـَوءُ النساء ِ …. عتمة ْ
يُحبّ أمثالي
استعمالها …كمصباح ٍ لحياتهم .

-2-
حـَرف

لـَنْ أزورَ ذاك َ القاموس ْ
دعـني
….هنا اكسرُ الفـَراغ ْ.

-3-
عـَراء

العـَراء ذاكَ المكانُ الوحيدُ , الـّذي يُمكنكَ
فيهِ أنْ تـَلـفـظ َ
……….. وجـُوهـُكَ الكثيرة .

-4-
نـُمو

رغم أنف الموت , نـَمتْ
بنفسجاتُ البراري
واشتعلتْ
بنقش ِ الحياة ِ…

نارين عمر

ذاكرةُ الإحساس

نظرتْ إليه بعينيها تعثرتْ خطواته صفعته بابتسامة اختلّ توازنه…… لوّحتْ إليه بيدها مسّه نوعٌ من الجنون قابلته…حدّثته…صارحته… وهبته حياتها قرباناً لأبجديات العشق…؟؟
أحسّ بنشوةِ النّصر…افترقا…التقيا…؟؟
نصف لقاء,ثمّ ربعه…ومن ثمّ فقد كلّ ما ابتدعته ذاكرةُ الإنسان من الحسّ ومشتقاته.
مصارحات

ارتمى في حضن أمّه بعدما جرفته تياراتُ الغربة والاغتراب بأنواعه وأجناسه وهو يحاولُ أن يبرّرَ لها مفرزاتُ ما…

نارين عمر

حينما كانتِ الشّمسُ منشغلة بتثبيتِ أجهزةِ الرّادار لديها صوبَ كلّ اتجاهٍ التقى بها في تلك الزّاوية المعتمة التي تعجزُ كلّ راداراتِ الشّمس رصدها,أو التّسرّب إليها.
كان الحديثُ مقتضباً, سريعاً, لِمَا للشّمس من سطوةٍ ومهابة وإن لم تخترق إشعاعاتها جدار العتمة.
قالَ:
الشّمسُ تفضحُ الأسرار, لنلتقي حيثُ القمرُ يحط رحاله, فهو مخبأ الأسرار.
قبلَ وداعهِ أحاطها بهالةٍ من لآلئ…

عبد الستار ابراهيم

ما ان دفعت رئيسة الممرضات باب (غرفة الراحة) حتى واجهتها دفقة ضوء باذخة، مصدرها شمعات النيون الأربع الموزعة على الجدران باتساق.. وللتو خطر في ذهنها البون الجلي بين الاضاءة الكابية للممر بين الردهات، والاضاءة الساطعة لغرفة الاستراحة.. هنا، داخل الغرفة وعلى كل جدار اسطوانة نيون ترسل ضوءها الحليبي الوهاج.
وعلى النقيض من…

نارين عمر

انصهرت أحلامه كلهّا في حلمٍ وحيد طالماحَلمَ بتحقيقه تتلخّصُ في عودته إلى بيته أوّلَ كلّ شهرٍ وجزيئاتٌ من راتبه المرقّع تظلّ قابعة في جيبه فلا يطارده شبحُ البقّال,ولا يجرّ سترته السّاترة لكلوم تنتظرُ الآسَ بائعُ الألبسةِ العتيقة.
-أمعقول…؟لا…لا يجوز,يجب أن أجده في استقبالي,مرحّباً بي بحفاوة ما بعدها حفاوة.منادياً بدبلوماسيته المعتادة:
-كما تعلمُ يا جارنا(العين بصيرة واليدُ…