إنقلاب..

محمد إدريس

كلمني رئيس تحرير إحدى المجلات الثقافية يوماً، فقال:
– أريدك أن تبعث لي بأجمل قصائدك، لكي أختار إحداها للنشر في مجلتنا.
استغربت هذا الطلب وقلت له، الذي أعرفه عنك، أنك لا تعترف بقصيدة النثر، فما الذي جرى !
قال، لقد نشرنا الكثير من القصائد الكلاسيكية والتفعيلية، وآن الآوان لكي نتيح الفرصة لقصيدة  النثر، كي تطل على قراننا الأعزاء من خلال قصائدك الجميلة.
المهم، بعد أن نشر لي إحدى قصائدي،  أصبحنا أصدقاء، وصرنا نلتقي باستمرار في”  الكوفي شوب “وقد اعترف لي في أكثر من مناسبة بأنه كان من المعجبين بي، وبقصائدي النثرية منذ زمن طويل.
في إحدى المناسبات فوجئت به وهو يقدمني قائلأ:
مع الشاعر الكبير الأستاذ محمد إدريس.
كثيرة هي المفاجآت التي تحصل لنا في هذه الحياة، وفي هذا العالم المتقلب، حيث تتبدل المواقف، وتتغير المفاهيم، ويصبح القمرُ بدراً، والنجومُ كواكبا !

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

 

فراس حج محمد| فلسطين

تتعرّض أفكار الكتّاب أحياناً إلى سوء الفهم، وهذه مشكلة ذات صلة بمقدرة الشخص على إدراك المعاني وتوجيهها. تُعرف وتدرّس وتُلاحظ تحت مفهوم “مهارات فهم المقروء”، وهذه الظاهرة سلبيّة وإيجابيّة؛ لأنّ النصوص الأدبيّة تُبنى على قاعدة من تعدّد الأفهام، لا إغلاق النصّ على فهم أحادي، لكنّ ما هو سلبيّ منها يُدرج…

عمران علي

 

كمن يمشي رفقة ظلّه وإذ به يتفاجئ بنور يبصره الطريق، فيضحك هازئاً من قلة الحيلة وعلى أثرها يتبرم من إيعاقات المبادرة، ويمضي غير مبال إلى ضفاف الكلمات، ليكون الدفق عبر صور مشتهاة ووفق منهج النهر وليس بانتهاء تَدُّرج الجرار إلى مرافق الماء .

 

“لتسكن امرأةً راقيةً ودؤوبةً

تأنَسُ أنتَ بواقعها وتنامُ هي في متخيلك

تأخذُ بعض بداوتكَ…

 

محمد إدريس *

 

في ذلك المشهد الإماراتي الباذخ، حيث تلتقي الأصالة بالحداثة، يبرز اسم إبراهيم جمعة كأنه موجة قادمة من عمق البحر، أو وترٌ قديم ما زال يلمع في ذاكرة الأغنية الخليجية. ليس مجرد ملحن أو باحث في التراث، بل حالة فنية تفيض حضورًا، وتمنح الفن المحلي روحه المتجددة؛ جذورٌ تمتد في التراب، وأغصانٌ…

 

شيرين الحسن

كانت الأيام تتسرب كحبات الرمل من بين أصابع الزمن، ولكن لحظة الغروب كانت بالنسبة لهما نقطة ثبات، مرسى ترسو فيه كل الأفكار المتعبة. لم يكن لقاؤهما مجرد موعد عادي، بل كان طقسًا مقدسًا يُقام كل مساء على شرفة مقهى صغير يطل على الأفق.

في كل مرة، كانا يجدان مقعديهما المعتادين، مقعدين يحملان آثار…