أمي

د. آلان كيكاني

أمي ….
لعل الداية التي قطعت الحبل السري بيني وبينك اعتقدت أنني انفصلت عنك إلى الأبد مطلقة زغرودتها مبشرة بولادتي . لم تعلم تلك العجوز أن فصلا جديدا من الارتباط بدأ بقص ذلك الشريان , ارتباط أشد قوة من الأول عناصره روحانا المتعانقتان بأوثق العرى .
لا أدري يا أمي :
 لماذا عندما أتذكرك أخال نفسي طفلا في طور الحبو يبحث عن حلمتك كلما خويت معدته , وأنا الرجل البالغ والطبيب الراشد ؟

أو لماذا تنهمر الدموع من عيني عندما يزور طيفك خيالي في هذه الغربة  القاسية , وأنا الذي اختبرت نفسي في أحلك الظروف دون أن أذرف دمعة واحدة ؟
ترين …
لا أعلم ماذا أهديك في يوم عيدك ؟
هل أوفيك حقك إن فرشت لك سهول هذا الكوكب وردا تمشين عليه ؟
لا أعتقد يا أمي

 فهي بأي حال لا يمكن أن توازي مثقال ذرة من تراب الجنة التي وضعها النبي تحت قدميك . 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالعزيز قاسم

(كان من المقرر ان اقدم هذه المداخلة عن “اللغة الشعرية في القصيدة الكردية المعاصرة ـ ڕۆژاڤا” في مهرجان فولفسبورغ للشعر الكردي اليوم السبت ٢٥ اكتوبر، ولكن بسبب انشغالي بواجب اجتماعي قدمت بطاقة اعتذار إلى لجنة إعداد المهرجان).

وهذه هي نص المداخلة:

من خلال قراءتي لنتاجات العديد من الشعراء الكرد (الكرمانجية) المعاصرين من مناطق مختلفة “بادينان،…

إبراهيم محمود

 

تلويح خطي

كيف لرجل عاش بين عامي” 1916-2006 ” وفي مجتمع مضطرب في أوضاعه السياسية والاجتماعية، أن يكون شاهداً، أو في موقع الشاهد على أحداثه، ولو في حقبة منه، إنما بعد مضي عقود زمنية ثلاثة عليه، دون تجاهل المخاطر التي تتهدده وتتوعده؟ وتحديداً إذا كان في موقع اجتماعي مرصود بأكثر من معنى طبعً، كونه سياسياً…

د. محمود عباس

حين يمرض الضوء، تبقى الذاكرة سنده.

قبل فترةٍ ليست بعيدة، استوقفني غياب الأخت الكاتبة نسرين تيلو عن المشهد الثقافي، وانقطاع حضورها عن صفحات التواصل الاجتماعي، تلك التي كانت تملؤها بنصوصها القصصية المشرقة، وبأسلوبها المرهف الذي حمل إلينا عبر العقود نبض المجتمع الكوردي بخصوصيته، والمجتمع السوري بعموميته. كانت قصصها مرآةً للناس العاديين، تنبض بالصدق والعاطفة،…

خالد حسو

 

ثمة روايات تُكتب لتُروى.

وثمة روايات تُكتب لتُفجّر العالم من الداخل.

ورواية «الأوسلاندر» لخالد إبراهيم ليست رواية، بل صرخة وجودٍ في منفى يتنكّر لسكّانه، وثيقة ألمٍ لجيلٍ طُرد من المعنى، وتشريحٌ لجسد الغربة حين يتحول إلى قَدَرٍ لا شفاء منه.

كلّ جملةٍ في هذا العمل تخرج من لحمٍ يحترق، ومن وعيٍ لم يعد يحتمل الصمت.

فهو لا…