الموسيقار الكردي الشاب غني ميرزو يتألق نجمه في أفضل عمل موسيقي للتصوير المسرحي لعام 2006 في أسبانيا

حاز الموسيقار الكردي الشاب على جائزة ماكس في مسابقة أجرتها جمعية الفنانين والملحنين الأسبان لأفضل ثلاث أعمال موسيقية للتأليف المسرحي حققت المرتبة الاولى لعام 2006 في أسبانيا، وذلك من خلال استفتاء اراء معظم النقاد لهذا العمل من جانب، ومدى اعجاب الجمهور المشاهد له في مدن اسبانيا من جانب أخر.
الموسيقار الكردي الشاب غني ميرزو من مواليد 1968 بمدينة القامشلي، يقيم في اسبانيا منذ عام 1993. فبعد أن حصل على شهادة البكالوريا السورية درس الموسيقا في المعهد الموسيقي في مدينة حلب في عام 1988 وعام 1989. وبعد أن تخرج منها توجه إلى أسبانيا حيث تابع دراسته الموسيقية (ليسيو) Liceo Consevatoire, for flamenco classes لمدة ست سنوات في المعهد العالي بمدينة برشلونة بدءاً من عام 1994 حتى عام 2000 حيث تخصص في موسيقا الفلامنكو وأبدع فيها من خلال أعمال ونتاجات ظهرت له فيما بعد، وأنبهر بها الأسبان إلى حد كبير. 

الموسيقار غني ميرزو العازف البارع على ألة العود يعمل بشكل أساسي في التلحين الموسيقي والغنائي مع التوزيع الآلي، ينهج في تأليفه الموسيقي منهجاً جديداً يعتمد على طريقة المزج بين الموسيقا الشرقية والموسيقا الغربية، اذ نجد جمل كردية ممزوجة بنغمات الجاز والفلامنكو والحان شرقية وذلك على نحو فني، مما ينتج مولوداً موسيقياً يتسم بالغرابة من جانب، ويتمتع بطابع الحداثة من جانب أخر. وهذا ما دفع عدد من النقاد الموسيقيين الأسبان للوقوف عند أعماله وبيان رأيهم فيها[1]، وأعتقد أن هذه العملية في المزج الموسيقي يوحي إلى إمكانية التفاعل الحضاري بين شعوب العالم عكس الرأي الداعي إلى التركيز على الخصوصية القومية التي يتشدق بها غلاة القومويون أو دعاة الفكر القومي بين بعض الشعوب التي تمتلك دولة قومية مستقلة ذات سيادة  وطنية، والتخندق في حفرة الذات المتخلفة التي لا ترى الآخر ولا تعترف به، ويتمسكون بسياسة الإقصاء.    
منذ عام 1993 – 1994 وهو يرأس فرقة موسيقية مكونة من عدة عازفين على الألات الموسيقية التالية: العود، البزق، الغيتار الأسباني، السيتار الهندي، والات ايقاعية. وتم تطوير الفرقة مؤخراً بإضافة الات موسيقية أخرى مثل الفيولونسيل، والكلارينيت، وألات ايقاعية جديدة. ولازالت الفرقة قائمة باسم فرقة (غني ميرزو) الموسيقية، ومستمرة في تقديم أعمالها ونشاطاتها الفنية في المهرجانات الموسيقية التي تقام في أسبانيا وأوربا، حيث يقدم الفنان غني ميرزو أعمال ومعزوفات موسيقية نالت إعجاب الأسبان، وهذا ما جعلته أن يكتسب شهرة عالية في الوسط الموسيقي الأسباني حيث يقدم عروضه الموسيقية (كونسرتو) في أرقى وأشهر صالات برشلونة مثل لاوديتوريو . ومن ناحية أخرى نجد أنه يقدم عروضه الموسيقية في معظم المدن الاوربية، وخاصة في مدريد، وبرشلونة، وباريس، وبرلين، ولندن، وامستردام.
وفي شباط عام 2006 بالاشتراك مع الفنانين الكرديين دلشاد سعيد (عازف كمان) وحسين زهاوي (عازف ايقاع) قدم سميناراً في أكاديمية (شفان برور) بمدينة فرانكفورت، وكانت محاضرته تدور حول أوجه التشابه والاختلاف بين الموسيقا الكردية وموسيقا الفلامنكو.  
  وبعد أن أستمعت الى معظم أعمال ميرزو الموسيقية، رأيت أنها تتسم بالحداثة في طابعها وجملها النغمية التي تتكون من مزج فني وهارموني بين عناصر الفولكلور الكردي وعناصر من موسيقا الفلامنكو الأسبانية مع ايقاعات الجاز الكردية. وهي في معظمها موسيقا آلية تتدرج بين الطابع التأملي في بعض أجزائها، والايقاع العالي في سلسلة نغمية يتم نسجها هارمونياً. يمكن أن نحصر أعماله في أربع البومات موسيقية “Roni”  و “Totîco”   و 1001 nights   مطبوعة على ديسكات أنتجتها شركات اسبانية وفرنسية. ويمكن تعريفها بايجاز: 
1. النتاج الموسيقي الأول في عام 1998- 1999 مطبوعة في البوم باسم (روني) “Roni”، وهو عمل موسيقي آلي يمزج بين الموسيقا الكردية وموسيقا شعوب أخرى، وخاصة الأسبانية والهندية حيث استعمل الة السيتار الهندي والغيتار الأسباني في اطار تلوينة موسيقية تحاول أن تتخطى حدود الخصوصية القومية باكتسابها أبعاد عولمية تعبر عن مزاج العصر بطابعها المعلوماتي التي تكسر قيود الخصوصية الوهمية التي تعشعش في أذهان أشخاص دونكيشوتية الفكر.
2. النتاج الموسيقي الثاني باسم توتيكو “Totîco” وهو عمل موسيقي آلي يمزج بين الموسيقا الكردية وموسيقا الجاز الغربية  والفلامنكو باستخدام  الات موسيقية متعددة مثل العود والغيتار والكلارينيت والات ايقاعية.
 3. النتاج الموسيقي الثالث ويتمثل بمشاركته في وضع موسيقا تصويرية لفيلم وثائقي باسم (فنديدا سانغ) من انتاج كندي واخراج مخرجة كردية عيلام كفتان. والفيلم عبارة عن قصة حزينة تدور حول معاناة فتاة. وقد عرض الفيلم في مهرجانات سينمائية أوروبية وكردية.        
النتاج الموسيقي الرابع وهو موسيقا تصويرية لمسرحية الف ليلة وليلة الأسبانية المستوحاة من عوالم الف ليلة وليلة الشرقية، قامت به فرقة (اليس كوميديانتس) الكتلانية. وهذا العمل نال جائزة أفضل ثلاث أعمال موسيقية في مجال الموسيقا التصويرية، حيث نشر كبريات الصحف الأسبانية مثل الباييز، ولوموند، والبريوديكو، ولبنكلورديا خبراً مفاده أن العنصر الفني الأفضل في المسرحية هو الموسيقا التصويرية التي وضعها الموسيقار الكردي غني ميرزو.     
  وفي الختام سأعرض بعض المقتطفات باللغة الانكليزية من صفحات الويب الموجودة على الشبكة الانترنيتية، وهي تتناول بعض من أعماله وتقدم تعربفاً موجزاً للفنان:

Gani Mirzo
Gani Mirzo was born in Kamichlo, Kurdistan. He studied in the superior conservatoire of Music, in Alepo (Syria), where he was ‘laüt’ and composition teacher. In 1993, he came to Barcelona to enter in Liceo Consevatoire, for flamenco classes.
Gani Mirzo didn’t stop giving classes nor giving concerts. He directs the area of oriental music in Taller de Músics and give master classes all over the world. As musician, he went to various festivals in Cáceres, Madrid, Valencia, Córdoba, Gran Canarias, Santiago de Compostela..
Gani Mirzo worked with flamenco artists, music he studies and follow since his arrival in Spain.
In 2002, he records with Taller de Músics collection, his last cd ‘Totîco’.

Gani Mirzo laud & tambour
Juan José Barreda flamenca guitar
Robert Merryman double bass
Jordi Rallo tablas & drums
Tapan hindi drum

Gani Mirzo: 1001 Noches (World Village)
buy CD/hear samples

Born in Qamishli, Kurdistan, Gani Mirzo now teaches at the Liceo Conservatory in Barcelona. In the wake of the sacking of the National Library of Iraq during the 2003 US invasion of Iraq, he collaborated with Comediants theater-troupe leader Joan Font to create a multimedia work. This is the soundtrack to that production, which revolves around an emblematic book. More than a million books were lost, among them thousands of copies of The Thousand and One Nights. This book, Font says, contains it all: “the abuse of power, travel, infidelity, the Baroque world, myths and legends that are still alive. … To deliberately erase the traces of a civilisation is a shameful act, however doing so for bastardly interests, under the guise of democratic ideals is a crime against humanity.” The music by Mirzo (oud), Neila Ben Bey (voice), Chandra Naraine (percussion), Juan Jose Barreda (flamenco guitar), and Sergio Menem (cello) is rich and haunting. Also mysterious, as the liner notes include no specific information on the 24 songs. An engaging work, but it makes me want to see the full production. Where””s the DVD?

الموسيقا التصويرية للمسرحية

1 CD Seal WORLD VILLAGE Style WORLD MUSIC
GANI MIRZO
1001 Nights
Music of the Spectacle of Comediants
– Gani Mirzo has been a virtuous composer and of laúd Eastern of Kurd origin, settled down in Barcelona for many years, city where it has developed a shining musical race.
– Its score for the spectacle the 1001 nights combines instruments of as different origins successfully as laúd Eastern, the flamenco guitar, violonchelo and the percussion.

– Gani Mirzo and its musicians accompanied to Comediants in more than 70 representations of the work that the group of Catalan theater will make in first half of the 2006.

[1] بالاضافة إلى نقد الصحافة وإجراء مقابلات صحفية معه في عدد غير قليل من الوسائل الإعلامية كالقناة الثانية الاسبانية، والقناة الفضائية الثالثة الكتلانية، وراديو الشرق من باريس، والقناة الكردية روزتفي، وكوردسات، وميزوبوتاميا، وتيشك. كما نشر صحيفة أورونيوز ريبورتاجاً حول موسيقا غني ميرزو، كما تناولته جريدة الحياة اللندنية.    

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…

عبدالرزاق عبدالرحمن

مسنة نال منها الكبر…مسكينة علمتها الزمان العبر..

بشوق وألم حملت سماعة الهاتف ترد:بني أأنت بخير؟ فداك روحي ياعمري

-أمي …اشتقت إليك…اشتقت لبيتنا وبلدي …لخبز التنور والزيتون…

ألو أمي …أمي …

لم تستطع الرد….أحست بحرارة في عينيها…رفعت رأسها حتى لا ينزل دمعها،فقد وعدت ابنها في عيد ميلاده الأخير أن لا تبكي ،وتراءى أمام عينيها سحابة بيضاء أعادتها ست سنوات…

فراس حج محمد| فلسطين

في قراءتي لكتاب صبحي حديدي “مستقرّ محمود درويش- الملحمة الغنائية وإلحاح التاريخ” ثمة ما يشدّ القارئ إلى لغة الكتاب النقدية المنحازة بالكلية إلى منجز ومستقرّ الراحل، الموصف في تلك اللغة بأنه “الشاعر النبيّ” و”الفنان الكبير” “بحسه الإنساني الاشتمالي”، و”الشاعر المعلم الماهر الكبير” “بعد أن استكمل الكثير من أسباب شعرية كونية رفيعة”. و”المنتمي…

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…