الموسيقار غني ميرزو العازف البارع على ألة العود يعمل بشكل أساسي في التلحين الموسيقي والغنائي مع التوزيع الآلي، ينهج في تأليفه الموسيقي منهجاً جديداً يعتمد على طريقة المزج بين الموسيقا الشرقية والموسيقا الغربية، اذ نجد جمل كردية ممزوجة بنغمات الجاز والفلامنكو والحان شرقية وذلك على نحو فني، مما ينتج مولوداً موسيقياً يتسم بالغرابة من جانب، ويتمتع بطابع الحداثة من جانب أخر. وهذا ما دفع عدد من النقاد الموسيقيين الأسبان للوقوف عند أعماله وبيان رأيهم فيها[1]، وأعتقد أن هذه العملية في المزج الموسيقي يوحي إلى إمكانية التفاعل الحضاري بين شعوب العالم عكس الرأي الداعي إلى التركيز على الخصوصية القومية التي يتشدق بها غلاة القومويون أو دعاة الفكر القومي بين بعض الشعوب التي تمتلك دولة قومية مستقلة ذات سيادة وطنية، والتخندق في حفرة الذات المتخلفة التي لا ترى الآخر ولا تعترف به، ويتمسكون بسياسة الإقصاء.
منذ عام 1993 – 1994 وهو يرأس فرقة موسيقية مكونة من عدة عازفين على الألات الموسيقية التالية: العود، البزق، الغيتار الأسباني، السيتار الهندي، والات ايقاعية. وتم تطوير الفرقة مؤخراً بإضافة الات موسيقية أخرى مثل الفيولونسيل، والكلارينيت، وألات ايقاعية جديدة. ولازالت الفرقة قائمة باسم فرقة (غني ميرزو) الموسيقية، ومستمرة في تقديم أعمالها ونشاطاتها الفنية في المهرجانات الموسيقية التي تقام في أسبانيا وأوربا، حيث يقدم الفنان غني ميرزو أعمال ومعزوفات موسيقية نالت إعجاب الأسبان، وهذا ما جعلته أن يكتسب شهرة عالية في الوسط الموسيقي الأسباني حيث يقدم عروضه الموسيقية (كونسرتو) في أرقى وأشهر صالات برشلونة مثل لاوديتوريو . ومن ناحية أخرى نجد أنه يقدم عروضه الموسيقية في معظم المدن الاوربية، وخاصة في مدريد، وبرشلونة، وباريس، وبرلين، ولندن، وامستردام.
وفي شباط عام 2006 بالاشتراك مع الفنانين الكرديين دلشاد سعيد (عازف كمان) وحسين زهاوي (عازف ايقاع) قدم سميناراً في أكاديمية (شفان برور) بمدينة فرانكفورت، وكانت محاضرته تدور حول أوجه التشابه والاختلاف بين الموسيقا الكردية وموسيقا الفلامنكو.
وبعد أن أستمعت الى معظم أعمال ميرزو الموسيقية، رأيت أنها تتسم بالحداثة في طابعها وجملها النغمية التي تتكون من مزج فني وهارموني بين عناصر الفولكلور الكردي وعناصر من موسيقا الفلامنكو الأسبانية مع ايقاعات الجاز الكردية. وهي في معظمها موسيقا آلية تتدرج بين الطابع التأملي في بعض أجزائها، والايقاع العالي في سلسلة نغمية يتم نسجها هارمونياً. يمكن أن نحصر أعماله في أربع البومات موسيقية “Roni” و “Totîco” و 1001 nights مطبوعة على ديسكات أنتجتها شركات اسبانية وفرنسية. ويمكن تعريفها بايجاز:
1. النتاج الموسيقي الأول في عام 1998- 1999 مطبوعة في البوم باسم (روني) “Roni”، وهو عمل موسيقي آلي يمزج بين الموسيقا الكردية وموسيقا شعوب أخرى، وخاصة الأسبانية والهندية حيث استعمل الة السيتار الهندي والغيتار الأسباني في اطار تلوينة موسيقية تحاول أن تتخطى حدود الخصوصية القومية باكتسابها أبعاد عولمية تعبر عن مزاج العصر بطابعها المعلوماتي التي تكسر قيود الخصوصية الوهمية التي تعشعش في أذهان أشخاص دونكيشوتية الفكر.
2. النتاج الموسيقي الثاني باسم توتيكو “Totîco” وهو عمل موسيقي آلي يمزج بين الموسيقا الكردية وموسيقا الجاز الغربية والفلامنكو باستخدام الات موسيقية متعددة مثل العود والغيتار والكلارينيت والات ايقاعية.
3. النتاج الموسيقي الثالث ويتمثل بمشاركته في وضع موسيقا تصويرية لفيلم وثائقي باسم (فنديدا سانغ) من انتاج كندي واخراج مخرجة كردية عيلام كفتان. والفيلم عبارة عن قصة حزينة تدور حول معاناة فتاة. وقد عرض الفيلم في مهرجانات سينمائية أوروبية وكردية.
النتاج الموسيقي الرابع وهو موسيقا تصويرية لمسرحية الف ليلة وليلة الأسبانية المستوحاة من عوالم الف ليلة وليلة الشرقية، قامت به فرقة (اليس كوميديانتس) الكتلانية. وهذا العمل نال جائزة أفضل ثلاث أعمال موسيقية في مجال الموسيقا التصويرية، حيث نشر كبريات الصحف الأسبانية مثل الباييز، ولوموند، والبريوديكو، ولبنكلورديا خبراً مفاده أن العنصر الفني الأفضل في المسرحية هو الموسيقا التصويرية التي وضعها الموسيقار الكردي غني ميرزو.
وفي الختام سأعرض بعض المقتطفات باللغة الانكليزية من صفحات الويب الموجودة على الشبكة الانترنيتية، وهي تتناول بعض من أعماله وتقدم تعربفاً موجزاً للفنان:
Gani Mirzo Gani Mirzo was born in Kamichlo, Kurdistan. He studied in the superior conservatoire of Music, in Alepo (Syria), where he was ‘laüt’ and composition teacher. In 1993, he came to Barcelona to enter in Liceo Consevatoire, for flamenco classes. Gani Mirzo didn’t stop giving classes nor giving concerts. He directs the area of oriental music in Taller de Músics and give master classes all over the world. As musician, he went to various festivals in Cáceres, Madrid, Valencia, Córdoba, Gran Canarias, Santiago de Compostela.. Gani Mirzo worked with flamenco artists, music he studies and follow since his arrival in Spain. In 2002, he records with Taller de Músics collection, his last cd ‘Totîco’.
|
Gani Mirzo: 1001 Noches (World Village)
buy CD/hear samples Born in Qamishli, Kurdistan, Gani Mirzo now teaches at the Liceo Conservatory in Barcelona. In the wake of the sacking of the National Library of Iraq during the 2003 US invasion of Iraq, he collaborated with Comediants theater-troupe leader Joan Font to create a multimedia work. This is the soundtrack to that production, which revolves around an emblematic book. More than a million books were lost, among them thousands of copies of The Thousand and One Nights. This book, Font says, contains it all: “the abuse of power, travel, infidelity, the Baroque world, myths and legends that are still alive. … To deliberately erase the traces of a civilisation is a shameful act, however doing so for bastardly interests, under the guise of democratic ideals is a crime against humanity.” The music by Mirzo (oud), Neila Ben Bey (voice), Chandra Naraine (percussion), Juan Jose Barreda (flamenco guitar), and Sergio Menem (cello) is rich and haunting. Also mysterious, as the liner notes include no specific information on the 24 songs. An engaging work, but it makes me want to see the full production. Where””s the DVD?
|
الموسيقا التصويرية للمسرحية