تلويحة إلى عام 2009

   فدوى كيلاني

ثمة كف تلوح عالياً
طلعت من روحي
مودعة أشياء
عزيزة

عزيزة جدا علي
……………………………..

يابحيرة ….!
كم أمضيت من سنوات هنا
قربك
كم انكساراًفي دمي
كنت الشاهدة عليه
……………………………..

كانت البحيرة تنهض من سريرها
تقف على أرجلها
تداعبني أصابعها المائية
وتذكرني
بأكثر مما أعرفه
عني
عن خطواتي المنسية على أرصفتها
أنفاسي التي اشتعلت فيها عقارب الساعة
لا قهقرى
قالته البحيرة
وعادت إلى مكانها

……………………………..

لست أستطيع الاّن
أن أشرح لك أكثر مما تقوله
دمعاتي :
أب ساجٍ في اخضرار شجرة الرمان
أم تحرق خطواتها في الطريق إلى رائحته
وأنا قربك
بعيدة
بعيدة

……………………………..

لم يبق من ديرك
سوى ألوان تنام في محبرتي
وهي توقظني في أول كل ليلة
والتقط صورة لدجلة
للزرقة
والجبل
مسرعين صوب الخطوط المتعانقة
تهدهد الهواء معلقاً  من عرقوبه
في أعلى الذروة
أعلى الذروة
أعلى الذروة

……………………………..

أترك البحيرة
بقايا الدمعات
وأنا  أشيع اثنتي عشرة وردة
جفت فجأة
اثنتا عشرة وردة
طالما كنت ألفحها بلحظاتي
أسقيها
بالأغنيات
والهدهدات

……………………………..

لا تزال تلك اليد تلوح
وأنا أودع بعضاً مني …..

……………………………..

كانت البحيرة
لا تزال تقرأ قصيدتي
كي تربت على المكان
وأعود ألى بداية
أخرى …..!

أواخر كانون الثاني 2009

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماهين شيخاني

 

رجع “أبو شفان” إلى البيت في ساعةٍ متأخرة، يجرّ خطواته كما لو كانت أثقل من جسده المنهك. وجهه مكفهر، ملامحه كانت كمن ذاق مرارة أعوام دفعةً واحدة. ما إن فتح باب الدار، حتى لمح ابنه البكر “مصطفى” جالسًا في العتمة، ينتظره كأنه ينتظر مصيرًا لم يأتِ بعد.

– “أهلاً أبي… تأخرتَ الليلة”.

– “كنتُ في مشوار…

إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن

مَدرسةُ فرانكفورت ( 1923 _ 1970 ) هِيَ مَدرسة للنظرية الاجتماعية والفلسفةِ النَّقْدية ، مُرتبطة بمعهدِ الأبحاثِ الاجتماعية في جامعة غوتة في مَدينة فرانكفورت الألمانية ، ضَمَّتْ المُفكِّرين والأكاديميين والمُنشقين السِّياسيين غَير المُتَّفقين معَ الأنظمة الاقتصادية الاجتماعية المُعَاصِرَة ( الرأسماليَّة ، الفاشيَّة ، الشُّيوعيَّة ) في ثلاثينيات القرن…

عبدالاله اليوسف

 

لكن الهواءَ يحفظُ صوتكَ في الشقوق

بين تنهيدةٍ

ونَفَسٍ لم يُكمِلِ الطريق

 

قلبُكَ

ساعةٌ لا تُعيرُ الوقتَ اهتمامًا

تمرُّ عليها الأزمنةُ

ولا تشيخ

 

تخجلُ

من مرايا الوجوه

فتعيدُ تشكيلنا

كما تشاء

كأنك تصنعُنا من بُعدٍ

بحركةِ عينيك فقط

 

نلتفت

حولنا

أضيافك

نرتدي ظلالًا

ولا ندري

غريب ملا زلال

ليست سوى الحرب
تأكل أضواءنا
و رجالها
في دهاليز المملكة
يكيلون دماءنا
مُذ عرفت
أن الرب
في عليائه يستريح
كمحارب قديم
أتى تواً
من الجبل
و أحلامنا ..
آمالنا
تذهب في الريح
بحثاً عن أشلائنا
هل كانت الأمور
في السموات العشرة
على ما يرام
حين خلت المدينة
من أبنائها
إلا من بقي نائماً
تحت الركام
و زخات المطر
بعد القصف
هل كانت
دموع الرب في عليائه
على عباده
أم كانت
رذاذات صرخة
لطفل يبحث عن أمه
كل المعابد
لا تصلح لإطفاء الحريق
فالرب متعب
والكهان متعبون …