هل من استعادة للكردي القتيل من قاتله ؟

 ابراهيم محمود  

  
  
أتُراه الكُردي الذي قُتل بالأمس ؟ 
أتراه الكردي الذي يُقتَل اليوم ؟ 
أتراه الكردي الذي سيُقتَل غداً ؟ 
واحد هو القتيل: الكردي 
واحد هو القاتل: غريمه التاريخي 
***** 
لعلَّه الكردي الذي قُتل بالأمس 
لعله الكردي الذي يقتَل اليوم 
لعله الكردي الذي سيقتَل غداً 
واحد هو القتيل: الكردي 
واحد هوالقاتل: غريمه التاريخي 
******* 
لا بد أنه الكردي الذي قتِل بالأمس 
لا بد أنه الكردي الذي يقتَل اليوم 
لا بد أنه الكردي الذي سيقتَل غداً 
واحد هو القتيل: الكردي 
واحد هو القاتل: غريمه التاريخي 
****** 
هل يعقَل أن يكون الكردي الذي قُتِل بالأمس ؟ 
هل يعقَل أن يكون الكردي الذي يقتَل اليوم ؟ 
هل يعقل أن يكون الكردي الذي سيقتَل غداً ؟ 
واحد هو القتيل: الكردي 
واحد هو القاتل: غريمه التاريخي 
****** 
من يمكنه أن يكون من قتِل سوى الكردي بالأمس
؟ 
من يمكنه أن يكون من يقتَل سوى الكردي اليوم
؟ 
من يمكنه أن يكون من سيقتَل سوى الكردي غداً
؟ 
واحد هو القتيل: الكردي 
واحد هو القاتل: غريمه التاريخي 
********* 
إنه الكردي الذي قد قتِل بالأمس 
إنه الكردي الذي قد يقتَل اليوم 
إنه الكردي الذي قد يقتل غداً 
واحد هو القتيل: الكردي 
واحد هو القاتل: غريمه التاريخي 
******** 
يجب أن يكون الكردي الذي قتل بالأمس 
يجب أن يكون الكردي الذي قد يقتَل اليوم 
يجب أن يكون الكردي قد يقتَل غداً 
واحد هو القتيل: الكردي 
واحد هو القاتل: غريمه التاريخي 
******** 
من المؤكّد أن الذي قتل بالأمس هو الكردي 
من المؤكد أن الذي يقتل اليوم هو الكردي 
من المؤكد أن الذي سيقتل غداً هو الكردي 
واحد هو القتيل: الكردي 
واحد هو القاتل: غريمه التاريخي 
********* 
لا مفر أن يكون الذي قتل بالأمس هو الكردي 
لا مفر أن يكون الذي يقتل اليوم هو الكردي 
لا مفر أن يكون الذي سيقتل غداً هو الكردي 
واحد هو القتيل: الكردي 
واحد هو القاتل: غريمه التاريخي 
******** 
مقرَّر أن يكون الذي قتل بالأمس هو الكردي 
مقرر أن يكون الذي يقتل اليوم هو الكردي 
مقرر أن يكون الذي سيقتل غداً هو الكردي 
واحد هو القتيل: الكردي 
واحد هو القاتل: غريمه التاريخي 
********** 
ليس سوى الكردي من قتِل بالأمس 
ليس سوى الكردي من يقتل اليوم 
ليس الكردي من سيقتَل غداً 
واحد هو القتيل: الكردي 
واحد هو القاتل: غريمه التاريخي 
******** 
يستحيل أن يكون الذي قتِل سوى الكردي بالأمس 
يستحيل أن يكون الذي يقتَل سوى الكردي اليوم 
يستحيل أن يكون الذي سقتَل سوى الكردي غداً 
واحد هو القتيل: الكردي 
واحد هو القاتل: غريمه التاريخي 
********* 
الكردي مقرَّر أن يكون الذي قتل بالأمس 
الكردي مقرر أن يكون الذي يقتل اليوم 
الكردي مقرر أن يكون الذي سيقتَل غداً 
واحد هو القتيل: الكردي 
واحد هو القاتل: غريمه التاريخي 
********* 
مجدداً 
الكردي الذي قتل بالأمس 
الكردي الذي يقتَل اليوم 
الكردي الذي سيقتَل غداً 
واحد هو القتيل: الكردي 
واحد 
هو القاتل: غريمه التاريخي 
******** 
أما من نهاية لقتل الكردي الذي كان بالأمس ؟ 
أما من نهاية لقتل الكردي الذي يكون اليوم ؟ 
أما من نهاية لقتل الكردي الذي سيقتَل غداً ؟ 
واحد هو القتيل: الكردي 
واحد هو القاتل: غريمه التاريخي 
******** 
هل من استعادة للكردي القتيل من قاتله 
الذي كان 
الذي يكون 
الذي سيكون ؟ 
هل..؟ 
واحد هو القتيل: الكردي 
واحد هو القاتل: غريمه التاريخي 
******** 
كان يمكن للمشهد أن يتوقف هنا 
مشهد الكردي الذي كان ويكون وسيكون 
لكنه عصي على الإحاطة به 
المسألة ليست لعبة لغوية 
لا دخل للنحاة فيها 
إنما هي صنعة الطغاة والحماة وجناة الأزمنة
المسفوحة 
لاحظ مثلاً، هناك المزيد من هذه الأزمنة المتداعية
الطحلبية: 
أمس، الذي قتِل كان الكردي 
الذي قتِل بالأمس، كان الكردي 
الذي قتِل كان الكردي بالأمس 
بالأمس قتِل الكردي 
بالأمس يقتَل الكردي 
بالأمس سيقتَل الكردي 
” لاحظ أننا دخلنا لعبة لغوية أخرى،
لكنها فعلية 
المسألة تحتاج إلى بعض من تجاوزات اللغة المعتادة
” 
وإن ألححت في المساءلة اللغوي 
فلك أن تبحث في هذا القتل المكثف والمركّز
على الكردي 
واحد هو القتيل: الكردي 
واحد هو القاتل: غريمه التاريخي 
******* 
لماذا الذي قتل بالأمس كان الكردي 
كان الكردي الذي قتِل بالأمس، لماذا 
بالأمس، لماذا كان الكردي الذي قتِل 
لماذا قتل الكردي بالأمس 
بالأمس، لماذا،  يقتل الكردي 
سيقتَل الكردي بالأمس لماذا 
واحد هو القتيل: الكردي 
واحد هو القاتل: غريمه التاريخي 
******* 
لا مناص من أن الذي قتل بالأمس هو الكردي 
هو الكردي الذي يقتَل بالأمس لامناص 
الذي سيقتَل هو الكردي، لا مناص، بالأمس 
واحد هو القتيل: الكردي 
واحد هو القاتل: غريمه التاريخي 
********** 
في حال الاعتراض 
يمكن الإضافة بمرونة متاحة: 
الذي قتل بالأمس مع الكردي هو أنت 
بالأمس الذي يقتل هو أنت مع الكردي 
هو أنت بالأمس، الذي سيقتَل مع الكردي 
واحد هو القتيل: الكردي 
واحد هو القاتل: غريمه التاريخي 
****** 
إلى متى قتِل الكردي بالأمس 
بالأمس إلى متى يقتَل الكردي 
سيقتَل الكردي بالأمس إلى متى 
أرأيت كيف أن اللغة آهلة بما لا يقاس بقتل
الكردي 
أرأيت، أترى، سترى 
الأمس اليوم غداً 
غداً اليوم الأمس 
اليوم الأمس غداً 
لا فرق لا فرق 
تنبَّه قليلاً أيها الكردي تنبَّه 
هو أنت الذي قتِل بالأمس 
الذي يقتَل بالأمس هو أنت 
بالأمس هو أنت الذي سيقتَل 
هذا بالأمس فقط 
هل ستدوم لتعيش قتلك في الحالات الأخرى 
العب قليلاً 
بمرونة نسبية 
ستعيش قتلك 
لأنك قتيل قبل الغد 
قبل اليوم 
قبل الأمس 
تمرَّن على اللغة 
لعلك تكتشف مشاهد قتلك 
وتكتشف متعة القاتل في قتلك 
وتعرف حينها من تكون أيها الكردي المقتول
مراراً … 
واحد هو القتيل: الكردي 
واحد هو القاتل: غريمه التاريخي 
؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!……….. 
  

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماهين شيخاني

 

رجع “أبو شفان” إلى البيت في ساعةٍ متأخرة، يجرّ خطواته كما لو كانت أثقل من جسده المنهك. وجهه مكفهر، ملامحه كانت كمن ذاق مرارة أعوام دفعةً واحدة. ما إن فتح باب الدار، حتى لمح ابنه البكر “مصطفى” جالسًا في العتمة، ينتظره كأنه ينتظر مصيرًا لم يأتِ بعد.

– “أهلاً أبي… تأخرتَ الليلة”.

– “كنتُ في مشوار…

إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن

مَدرسةُ فرانكفورت ( 1923 _ 1970 ) هِيَ مَدرسة للنظرية الاجتماعية والفلسفةِ النَّقْدية ، مُرتبطة بمعهدِ الأبحاثِ الاجتماعية في جامعة غوتة في مَدينة فرانكفورت الألمانية ، ضَمَّتْ المُفكِّرين والأكاديميين والمُنشقين السِّياسيين غَير المُتَّفقين معَ الأنظمة الاقتصادية الاجتماعية المُعَاصِرَة ( الرأسماليَّة ، الفاشيَّة ، الشُّيوعيَّة ) في ثلاثينيات القرن…

عبدالاله اليوسف

 

لكن الهواءَ يحفظُ صوتكَ في الشقوق

بين تنهيدةٍ

ونَفَسٍ لم يُكمِلِ الطريق

 

قلبُكَ

ساعةٌ لا تُعيرُ الوقتَ اهتمامًا

تمرُّ عليها الأزمنةُ

ولا تشيخ

 

تخجلُ

من مرايا الوجوه

فتعيدُ تشكيلنا

كما تشاء

كأنك تصنعُنا من بُعدٍ

بحركةِ عينيك فقط

 

نلتفت

حولنا

أضيافك

نرتدي ظلالًا

ولا ندري

غريب ملا زلال

ليست سوى الحرب
تأكل أضواءنا
و رجالها
في دهاليز المملكة
يكيلون دماءنا
مُذ عرفت
أن الرب
في عليائه يستريح
كمحارب قديم
أتى تواً
من الجبل
و أحلامنا ..
آمالنا
تذهب في الريح
بحثاً عن أشلائنا
هل كانت الأمور
في السموات العشرة
على ما يرام
حين خلت المدينة
من أبنائها
إلا من بقي نائماً
تحت الركام
و زخات المطر
بعد القصف
هل كانت
دموع الرب في عليائه
على عباده
أم كانت
رذاذات صرخة
لطفل يبحث عن أمه
كل المعابد
لا تصلح لإطفاء الحريق
فالرب متعب
والكهان متعبون …