عبدالرزاق محمود عبدالرحمن
وجع، قيح و دخان
موسيقا، همس و كتمان
سهر، ارق، قدح ونسيان
قدر بائس وألوان.
هناك في ذاك الركن حيث لا يراه أحد سواه
يطل من شباكه إلى الخارج او ما تسمى ربما الحياة!!
ظل رجل أو شبه رجل متكئ على كرسي قديم
يرسم بغصن شجرة مكسور خط أعداد عمره
يتأمل ناقصه البائس…
وصفره الحزين وزائده المجهول ..المخيف.
أجواء هادئة تماما، سكون موحش…
عبدالاله اليوسف
على حافة دعائنا
ينبض اسمكم
كالوتر الأخير قبل الفجر
كقطرة ضوء
تشق ظلال المسافة
يا ابن الضوء
يا من سكنتَم في بياض القلوب
ضمّتكم الملائكة
كما يضم الحنينُ
قلب غريبٍ
في ليلٍ بلا جهة
نحن…
من خلف الجهات
من خلف الوقت
ننثر قلوبنا
كصدقة جارية
في هواء الله
نسلّمكم للسماء
بكل ما في أسمائنا من رجاء
ونفتح كفوفنا
كأنها نوافذٌ
على جهة الشفاء
عبد الجابر حبيب
في المذبحِ،
يُغسلُ خطايا الأرضِ
بحنوّ الكهنةِ،
وبرجاءِ الأراملِ،
لكن، لم يتوقّعْ أن يأتي
من خبّأ جحيمه تحتَ قميصٍ مستعار،
ففجّرَ التوبةَ،
وذرّى جسدَ الغفرانِ في الهواء!
حتى جعلَ من الركوعِ موتاً،
ومن “آمين” طلقةً.
***
في كنيسةِ مار إلياس،
ارتجفتِ الأيقوناتُ،
تشقّقتْ ملامحُ القدّيسين،
مزّقتْ مريمُ عباءتَها،
وصاحت من خلف الخشبِ:
“يا بنَ الإنسان،
مَن سلّمكَ أمرَ الحياةِ والموتِ؟”
***
انحدرَ الضوءُ من قلبِ الناقوس،
مثل خيطٍ من ذهبٍ قديم،
احترقَ في…
عبدالاله اليوسف
لكن الهواءَ يحفظُ صوتكَ في الشقوق
بين تنهيدةٍ
ونَفَسٍ لم يُكمِلِ الطريق
قلبُكَ
ساعةٌ لا تُعيرُ الوقتَ اهتمامًا
تمرُّ عليها الأزمنةُ
ولا تشيخ
تخجلُ
من مرايا الوجوه
فتعيدُ تشكيلنا
كما تشاء
كأنك تصنعُنا من بُعدٍ
بحركةِ عينيك فقط
نلتفت
حولنا
أضيافك
نرتدي ظلالًا
ولا ندري
غريب ملا زلال
ليست سوى الحرب
تأكل أضواءنا
و رجالها
في دهاليز المملكة
يكيلون دماءنا
مُذ عرفت
أن الرب
في عليائه يستريح
كمحارب قديم
أتى تواً
من الجبل
و أحلامنا ..
آمالنا
تذهب في الريح
بحثاً عن أشلائنا
هل كانت الأمور
في السموات العشرة
على ما يرام
حين خلت المدينة
من أبنائها
إلا من بقي نائماً
تحت الركام
و زخات المطر
بعد القصف
هل كانت
دموع الرب في عليائه
على عباده
أم كانت
رذاذات صرخة
لطفل يبحث عن أمه
كل المعابد
لا تصلح لإطفاء الحريق
فالرب متعب
والكهان متعبون …
غريب ملا زلال
مسيجة بالحنين
في ساعاته المرة
تعزف بالجبل
و الزيتون
و طرقات السنين
تحمل حزنها
و طنبورها
و تذهب
في خرائط الروح
لتشدو دفء الإنتظار
و تقلب أوراق الوجع
فالوجع علمها
أن تمزيق الجدار
لا إثم عليه
وأن العين
إذا تحدثت
فاللغات الأخرى
كلها
إلى
زوال ..
=======
العمل الفني للقمان أحمد
برهان حسو
الحرب صناعة
الحرب اتفاق
عليها اتفاق
البداية اتفاق
سير الحرب اتفاق
إنهاء الحرب اتفاق
قتل القادة اتفاق
قتل الشعوب اتفاق
الحرق اتفاق
الغرق اتفاق
القذف اتفاق
الرمي اتفاق
الاطلاق اتفاق
الرد اتفاق
التهدئة اتفاق
البدء اتفاق
الترييث اتفاق
التبادل اتفاق
التجادل اتفاق
التخاذل اتفاق
التفاوض اتفاق
التنازل اتفاق
التحايل اتفاق
التواصل اتفاق
الحرب صناعة
الصناعة اتفاق
للبضاعة الإتفاق
للنفاق الإتفاق
الإلهاء اتفاق
الحرب اتفاق
التوقيع عليه اتفاق
التوثيق به اتفاق
سرده اتفاق
رده اتفاق
القتل اتفاق
الردع اتفاق
البدع اتفاق
الهدم اتفاق
التصريح اتفاق
التبليغ اتفاق
التلويح اتفاق
التجريح اتفاق
التقزيم اتفاق
التحزيم اتفاق
التحريم اتفاق
التعويم اتفاق
التجريم اتفاق
التكريم…
ياسر بادلي
في هذه البلاد…
تنكشف الوجوه على حقيقتها،
تُختبر المحبة، وتُفرَز العلاقات،
فتُعرَف معادن الأقرباء، ويُكشَف صدق الأصدقاء.
الغربة هنا لا تعني الرحيل،
بل تعني الصحوة…
أن ترى من كان قلبه معك، ومن كان ظلًا فقط.
•••
أوربا يضيع الإنسان بين ذاكرته وثقافة لا تشبهه،
يحاول أن ينتمي،
لكن الانتماء دون دفء… لا يُثمر روحًا.
وطنٌ بعيد…
ليس جغرافيًا، بل عاطفيًا،
بعيد عن الأم، عن العائلة، عن الحنين.
•••
أوروبا…
قفصٌ…
عبد الجابر حبيب
“حفَروا قبري بين شقوق الذاكرة، ثم أهدوني حرّيتي… مغلفة بوهمِ اسمه وطن”
عُصفورٌ على هيئةِ دُخانٍ،
ما زال يُغرِّدُ في جُمجُمتي.
لا يُلامُ ما دُمتُ:
أنا مَن فتحتُ لهُ ثُغرةً أكبرَ من حَجمه،
أنا مَن أطعمتهُ فُتاتَ أفكاري.
نَعَم، كنتُ طِفلاً مُشاكِساً،
نَصَبتُ عَشَراتِ الفِخاخِ على أطرافِ البَيدر،
كم كُنتُ أفرَحُ،
كلّما هَوَى عُصفورٌ في قَبضَتي.
لم يُصفّق لي أحد.
بينما كان الصَّمتُ وحدَهُ…
عصمت شاهين الدوسكي
مَوْلاتِي
أطْرِقُ أبْوابِك وَكُلً جِدَارا
أسْبِقُ العَاشِقين
وَاصْرخُ بَينَ جِنَانك يَارا
لا الحَارِس يَرَانِي
ولا جِنُود السُور لَيلاً وَنَهَارا
مَولاتِي
أنَا العاشِقُ المُلْهَم
بَينَ حُرُوف العِشْقِ مَنَارا
مَنْ بَعيدٍ أتَخَيلُك
صبية الهَوَى بِلا أسْرَارا
مَولاتِي
أينَمَا أبْحَرتِ
تُدارُ الفُلْكُ عَلَى أمْواجِي تُدَارا
بَينَنا مَسَافَات
مُعَانَاة تَبيحُ لِلحِدُود مَسَارا
عَلَى عرشك القَديم
تَاجُكِ مُقَيًد بَينَ الأحْرَارا
مَولاتِي
صَدرُكِ المُعَنًى
يَفيضُ انْهَاراً وَانْهَارا
عِشقُك بَينَ الحُلُمَات
يَصْلُبُ عَلَى خَشَبِ أو أحْجَارا
مَولاتِي
مُدًي يَدَيكِ
فِي رِحَابك أقَدِمُ الوُرُودَ والأزهَارا
عَلَى بِلاطُكِ…