عِصْمَتْ شَاهِين الدُّوسَكِي
يَقُولُونَ
: لِمَاذَا تَكْتُبُ قَصَائِدَ حَزِينَةً
دَمْعُ هُمُومٍ مَآسِي رَهِينَةٍ
قُلْتُ : مِنْ آدَمَ وَحَوَّاءَ
مَنْ جَمَعَ الْبَشَرَ عَلَى السَّفِينَةِ
قَالُوا : حِكَايَاتٌ رِوَايَاتٌ
قُلْتُ : تَوَارَثْنَا الْعُرَى
نَمْشِي عَلَى أَرْضٍ جَرْدَاءَ قَرِينَةٍ
هَذَا الْوَطَنُ
كُورٌ فِيهِ كُلُّ الْأَجْنَاسِ رَغْمَ أَنِينِهِ
عَرَبٌ أَكْرَادٌ مَسِيحٌ تُرْكْمَانٌ صَابِئَةٌ
بِأَلْوَانِ بَنَاتِهِ وَبَنِينِهِ
مِنْ حَضَارَاتٍ ذَهَبٍ وَصُولْجَانٍ
وَفُرْسَانٍ وَقَادَةٍ
تُخْرِجُ الْأَسَدَ مِنْ عَرِينِهِ
………….
ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُ الْمَآذِنِ
دُقَّتْ أَجْرَاسُ الْكَنَائِسِ
وَتَجَلَّتْ أَلْوَاحُ السَّمَاوَاتِ
طَافَتْ وَهَبَّتِ الْفَيْضَانَاتُ
عَلَى الْخَنَاجِرِ…
أحمد جويل
أنا نارٌ ملتهبة
إن لامستني…
تتجمدين في حجرتك الثلجية.
أنا كأسُ خمرٍ من عينيك
تعالي نسكر معاً
على ألحان الوجع المزمن
في ثنايا دفاتر المدارس.
أنا سبورةُ الكاشف السحري
للكلمة…
أقرأ مواضيع التدوين
بلا حروف.
عيناك ديوانٌ للشاعر
وعلى ضفتيه استراحةُ مقاتل.
أنا نولُ الكوجرية
بمغزلها الخشبي،
أرسم لوحةً لضحكات الطفولة
وعلى وتر (كركيتك)
أعزف ملحمة عشقي
للقبرات،
وحقول البيلسان.
أنا جمرة
متكئة على صدغ صخرة،
أستعد لطهي وليمة
لبياع التذاكر
إلى (مارتن لوثر كينغ)
في حفلة الخلود.
أنا شجرة…
زوزان ويسو بوزان
1
كوباني على الحدودِ تصرخ..
تودِّع أبناءها واحدًا.. واحدا
وترحلُ في الليلِ مثقلةً بالوجيعةْ
تحملُ أحلامَها فوقَ أكتافها المتعبةْ
منهم من خرجْ.. حافيَ الروحِ والقدمينْ
ومنهم من تركْ غنائمَ العمرٍ الطويلْ
وسافرَ وحدَه مع ذاكرتهْ
فماذا جنتْ الشيخةٌ في الخريفْ
بأيِّ ذنبٍ تُشرَّدُ الطفولة
كأنَّ البلادَ نسيتْ أنَّهم من رَحِمِ الأرضِ
وُلدوا ها هنا
2
أيُّ دينٍ يبيحُ ذبحَ العجائزْ
أيُّ دستورٍ يشرعُ قتلَ الأباريح
أيُّ بلاد…
عِصْمَتْ شَاهِينَ الدُّوسَكِي
أعْتَذِرُ
لِمَنْ وَضَعَ الطَّعَامَ أَمَامَ أَبِي
أَكَلَ وَابْتَسَمَ وَشَكَرَ رَبِّي
أَعْتَذِرُ
لِمَنْ قَدَّمَ الْخُبْزَ
لِأُمِّي وَطَرَقَ بَابِي
لِمَنْ سَأَلَ عَنِّي
كَيْفَ كَانَ يَوْمِي وَمَا…
سلمان إبراهيم الخليل
تبدلت ملامحي على دروب الرحيل
ثمة أنفاس تلهث خلف الذكريات
تركض خلف أسفار حزني المستدام
الأرصفة وحدها من تشعر بأنات جسدي
وهو يئن من لهيب المسافات
المطر الأسود ينهش في جغرافيا الروح
وهي تعزف للريح تراتيل الغربة
وأنا ألملم شظايا أحلامي بخرقة هشة
لأتوه في دهاليز المجهول
أمد نظري في الأفق البعيد
أمد يدي لمرابع الطفولة
انتظر لهفة أمي وأبي
لكن ما من أحد يصافح
لقد…
أحمد جويل
طفل تاه في قلبي
يبحث عن أرجوحة
صنعت له أمه
هزازة من أكياس الخيش القديمة……
ومصاصة حليب فارغة
مدهونة بالأبيض
لتسكت جوعه بكذبة بيضاء
……………
شبل بعمر الورد
يخرج كل يوم …..
حاملا كتبه المدرسية
في كيس من النايلون
كان يجمع فيه سكاكرالعيد
ويحمل بيده الأخرى
علب الكبريت…..
يبيعها في الطريق
ليشتري قلم الرصاص
وربطة خبز لأمه الأرملة
………
شاب في مقتبل العمر
بدر جميل….
يترك المدارس ..
بحثا…
عبد الستار نورعلي
في دُجى الليلِ العميقْ:
“سألني الليلْ:
بتسهرْ لِيهْ؟”
قلْتُ:
أنتَ نديمي الَّذي يُوفِّى ويُكفِّى،
ويصفِّي..
منَ الشَّوائبِ العالقة..
بقفصِ صدري المليءِ بالذِّكرياتِ الَّتي
تعبرُ أفْقَ خيالي..
بارقاتٍ
لامعاتٍ
تَخرجُ مِنْ قُمْقُمِها،
ففيكَ، أيُّها الليلُ الَّذي لا تنجلي،
أُلقي صَخرةَ النَّهارِ عنْ كاهلي،
وأرفعُ صخرةَ الأيامِ والكتبِ والأقلامِ
والأحلامِ،
والكلامِ غيرِ المُباح،
وفي الحالتين أشهقُ..
وأتحسرُ
وأزفرُ..
زفراتٍ حرَّى،
تسمعُها أنتَ، وتعي،
فما فاتَ لمْ يفُتْ،
وما هو آتٍ آتٍ لا ريبَ فيهِ!
وأشتكي لكَ ولصمتِكَ المهيبِ؛
فأنتَ الشِّفاءُ،
وأنتَ…
عِصْمَتْ شَاهِين الدُّوسَكِي
بَدٍلْ لَا تَتَبَدَّلْ
بَدٍلْ اسْتَقِرْ لَا تَنْفَعِلْ
فَالْأَدَبُ أَنْ تَتَحَكَّمَ
فِي الْمَوَاقِفِ لَا تَتَعَجَّلْ
***
الْحَيَاةُ لَيْسَتْ مَنَاصِبْ
وَلَا كُرْسِيٌّ لَكَ مُنَاسِبْ
<p dir="RTL"...رضوان شيخو
يا عازف العود، مهلا حين تعزفه!
لا تزعج العود، إن العود حساس..
أوتاره تشبه الأوتار في نغمي
في عزفها الحب، إن الحب وسواس
كأنما موجة الآلام تتبعنا
من بين أشيائها سيف ومتراس،
تختار من بين ما تختار أفئدة
ضاقت لها من صروف الدهر أنفاس
تكابد العيش طرا دونما صخب
وقد غزا كل من في الدار إفلاس
يا صاحب العود، لا تهزأ بنائبة
قد كان من…
عبد الستار نورعلي
في الليلْ
حينَ يداهمُ رأسَك صراعُ الذِّكرياتْ
على فراشٍ مارجٍ مِنْ قلق
تُلقي رحالَكَ
في ميدانِ صراعِ الأضداد
حيث السَّاحةُ حُبلى
بالمعاركِ الدُّونكيشوتيةِ المطبوخة
على نارٍ هادئة
في طواحينِ الهواء التي تدور
بالمقلوبِ (المطلوبِ إثباتُه)
فيومَ قامَ الرَّفيقُ ماوتسي تونغ
بثورةِ الألفِ ميل
كانتِ الإمبرياليةُ نمراً..
(مِنْ ورق)
بأسنانٍ مِنَ القنابلِ الذَّرية
ومخالبَ مِنَ الاستراتيجياتِ الدِّيناميتية
المدروسةِ بعنايةٍ مُركَّزَة،
وليستْ بالعنايةِ المُركَّزة
كما اليوم،
على طاولته (الرفيق ماو) اليوم
يلعبُ بنا الشّطرنج
فوق ذرى…