غريب ملا زلال
حين تغادر
الشمس مدارها
هل ستصرخ :
لا يحق للملك
ما يحق ل ل ه
حين تغادر
العصافير عرزالها
هل من حجر
يحدق في الطريق :
من هنا
مرت القافلة
كخيط النمل
متأهبة
للحظة الصفع
من أقدام ثقيلة كدم الملك
كانت خيبة عظيمة
هذه ليست
من عند الرب
هو حمل جيئ بالغرباء
ليسري الهرج والمرج
في المدينة
وليندفع الأطفال
والنساء
وكل المذعورين
من سوط الملك
إلى خلف الأسوار
وترقص الحاشية
كغانية من أيام هارون
في باحة القصر المنيف
والمدينة مستباحة
للممهورين بخاتم العبيد
لم…
غريب ملا زلال
هذا حزني
و هذا تعبي
يلتقطانني حبة حبة
فيرميني الحزن
كاهناً في جبل
و يحملني التعب
شيخاً على عكازة
بين أسلاك الحدود
فهل حقاً
سلبت عشتار
كل قوانين الدوران
حول القلب
أم يحوم تموز
حول نيران
بحيرة الكهان
سأغادر هذا المعبد
فلا الصلاة قادرة
أن تحييني
و لا الرب
يرسل نخلة
أتعرش بها
و الملك يصر
أنني لا أنتمي إلى حاشيته
سأغادر هذا المعبد
فالكاهن دجال و سافل
و الخادم خبيث
و الطريق
لم ترسمه أصابعي
سأغادر هذه الأرض
فالشيخ منافق
و السياسي…
عصمت شاهين الدوسكي
لَنْ أعُود إلَيك
لو رُوحِي بَينَ يَدَيك
لَنْ أعُودَ إلَيك
إنْ بَكَيتُ العُمر عَليك
كُنْتَ في المَاضِي شَهْداً
وَالأمَل فِيكَ رَغْداً
وَالآنَ كًلُ الألوان لَدَيك
أمْضَيتَ بَين الشِفَاه رِيقاً
كَأنَ رِيقَكَ عَقِيماَ فِيك
****
لَنْ أعًود إليك
لَو مَرْهُون فِيْك الأمَل
لَنْ أعود إليك
لَو حَياتِي فِيكَ عَسَل
الفَرقُ كَبيرٌ
بَيَنَ الوادِي والجَبَل
شَتانَ بَينَ الحب وَالظِل
****
لَنْ أعود إليك
أنْ عُدْتَ مَعَ الأحْلام
وَإنْ كَانَتِ الأحْلام رَهْن الكَلام
لَنْ أتَوَسَل مِنْكَ أنْ…
فواز عبدي
إلى ابنتي سامان
التي علمتني أن الخطوة الأولى ليست جرأة فقط، بل حكمة أيضاً.
ثلاثة عشر عاماً مرت
كطيف من غبار الشمس على جبين الذاكرة
شمس منسية في ظلال قامشلو وأحلام عامودا
أسماء تنزلق كخرز عتيق من مسبحة الأيام
شمس تتسلل من بين أصابع البنات
تداعب وجه الماء
وتغوي الغيمات بالنزول
في منتجع ضم خطواتنا المتعبة
المسبح لازوردي
عين واسعة تحدق في السماء
أتذكر نظراتك…
غريب ملا زلال
سخني قدراً
من الماء
يا أم سليمان
فروحي متعبة
و الماء الدافئ
قد يعيد الدفء إليه
سخني قدراً
من الماء
يا أم سليمان
فالدخان المتصاعد
من اليسار
بات بقوة الجبل
و في الجهات كلها
و بحرية التمثال
على بوابات المدينة
ما أخبار الطرقات إليك
يا أم سليمان
ثمة حواجز تعلق صورتي
و أخرى تنصب مشنقتي
كيف سأجتازها
فقد هدني الشوق
و الشيب
أخشى ألا أصل إليك
يا أم سليمان
فلم تعد عكازتي تحملني
و حذائي مثقوب
و إهترأ…
شكري شيخ نبي
يا ..من
تفوه بالحياة
وتفوتك الحياة
كالحروب..
على صهوة اللال
بين مضارب النرد
وظمى التعلة باليعاليل…!
في لجيج الشكوة بالعناء والغناء…؟!
يا..من
تفوه بالحياة
وتفوتك الحياة
كالحب..
في صحوة الرهام..!
وحده..
وحده الصفصاف
زاهد ..هامد ..هامل..
التآويل في توخي وحي السماء..؟!
يا ..من
تفوه بالحياة
وتفوتك الحياة
كآمال..
في صد صدى الرمال
إني “انا” الصفصاف
صلبت نفسي في إنبجاسي ..!
على اغصاني..
المدللة من معارج المزن و الغمام ..؟!
عبدالاله يوسف
غاب
فانشقّت المرايا عن ظلّه
وكانت الريح تُمشّط خطاهُ في السِرِّ.
نامَ في جرّة نبيّ
كأنّه دعاءٌ تَحوّل إلى طين،
يَسكنُ الماء… ولا يبلّله
كان يُصلّي
بلغةٍ لا تُفكُّ
إلا حين يبكي الفجر على رُكبتيه
رأيتُه يكتب أسماء الله
على جناح فراشة
ثم يُطلقها
كي تعرف الملائكة طريق العودة.
لم يكن شيخًا
بل نارًا
تختبئ في لحاء شجرة،
تُؤنس الوحشة
وتُخيف من مسّهُ الظنُّ.
هو الآن
ذِكرى معلّقة في الهواء،
يقرأها العشاق
حين تفيض أرواحهم على…
غريب ملا زلال
الجلنار
قصت جدائلها
فلم تعد تبتسم للعابرين
من تحت ظلالها
كل صباح
ولم تعد ترسل القبلات
للغيم الماطر
الجلنار
ما عادت
تخيط اللهفة أغنية
و لم تعد
تشعل اللهيب
في خصر كانت تتدلى منه
رقصة لوركا
الجلنار
لم تخض يوماً
مهازل الفصول
ولم تشهد يوما
نكاح الثيران
الجلنار
ما زالت
تنتظر
جنون
عاشق
غامض
واثق
لتثبت بأنها فاكهة قلب
لا تعرف الذبول
….
مصدق عاشور
عندما وُلدنا،
لم نُولد… بل نُفينا.
طُردنا من أول وطن،
من رحمٍ كان يسكننا أكثر مما كنّا نسكنه.
خرجنا كما يخرج المنفيّ من بلاده،
بلا لغة، بلا راية،
نحمل فقط بكاءً
كأنه بيان احتجاجٍ على العالم.
كان الرحم ضيقًا،
نعم،
لكنّه كامل.
لا جوع فيه ولا سؤال،
لا حدود،
لا أسماء تنزف،
لا زمن يسرقنا.
ثم جاؤوا بنا إلى الضوء —
ذلك الضوء البارد
الذي لم يَسأل أحد إن كنّا نريده.
وضعونا…
شيرزاد هواري
قصيدة إلى أمي وكل الأمهات السوريات بيومهن
أمي، ويا سرَّ الحياة ونورها
يا منبعَ الإحسانِ في أزهى صوَرهْ
يا بلسمَ الأيامِ في وقتِ الأسى
ويا نَبضَ قلبي، بل ويا كلّ العُمرَه
علَّمتني الصبرَ الجميلَ بحلمِها
وغمرتني حبًّا، وعانقتِ العُذُرَه
ما ضرّني منها جَفا أو قسوةٌ
بل كانت الدفءَ، وطيّبَ العِشرَه
تمدّ لي يدَها إذا ما ضاقَ بي
دربٌ، وتدعو اللهَ في سترِ سَحرَه
زرعتْ لنا…