زهرة أحمد
خلف أفقٍ من ضباب الرَّحيل
تناثرت أطلالُ الذّكريات
واغتربَتْ ألحان الصباح .
وفي براثن الوجود
تناثرت أسبابُ وجودي
في سطورِ الوجود المبعثرة .
خارطةُ أيامي المتشرِّدة
دهاليزٌ عاتمةٌ بالغياب
سيمفونيةٌ للرَّحيل الأبدي .
بكَ تبدأ قصيدتي
من بريقِ عينيك
من ربيعِ الأمل في ابتسامتك
من حروف الوطن الخالدة في عين الشَّمس .
ومن أبجدية الرَّحيل رسمت أحزانها
وتناغمت حروفها بهمسات من المطر الدَّامع
غابَت عنها جدائلُ النِّرجس
وقوافي الصَّباحات المغرّدة .
تاهَ صمتي في خرائط الرَّحيل
وفي محراب الألم تناجي بصمت.
شجن الأنين في ذكرياتي
قافية لأشعاري الجريحة
تراتيل لأشواقي المتَّقدة
وأنشودة ترسمُ اندثارَ اللقاء .
استنشقُ أنفاسَك في إشراقة نوروز
وهمسات دجلة في ربيع الكرد
وتمايل بريق السّنابل في خضرة عينيك
لتكتبَ على صفحات الرُّوح همساتِ الرَّحيل
رحيل جرح حروفي وأنفاسي وأبجدية أشواقي.
أهديك نرجساً كردياً من روحي
وقصيدةً جريحة
وأشواقاً معطرة
قد ترسم في الأفق ابتسامة ندية.
ألف رحمة على روحك الطّاهرة النَّقية.