شعر

أحمد حيدر

لم نعدْ نذكرماقاله ُالأسلاف :
عن تفادي الرغبات الجامحة
من كثرة العابرين الموتى
وهم يصطدمون كمذنبات ٍ
بأطراف الروح ْ

الأغاني التي حفظناها عن ظهر ِقلب
في طفولتنا المنمنة كسجادة فارسية
دونَ أن نفهم معانيها وردَّدناها مراراُ
في الدروب الترابية خلف َعربات القش
في مواسم ِالتيهِ
نسيناها كلها
في حروبنا المفتعلة
التي لم تبدأ بعد ْ

نزحنا من سنواتنا
مجرَّدين من أحلامنا
– التي لاتناسبنا –
وتضيء شرفات…

دهام حسن

تعاليْ إليّ لنزجي الغيومْ
تعاليْ.. فقد ضقت ذرعا بهذي الهمومْ
تعاليْ إليّ.. فإنّ حياتي خلاك جحيمْ

تعاليْ إليّ سيحلو اللقاءْ
تعاليْ لأيك الحبيب ودار الهناءْ
نؤرخ للحب ..لثما وضمّا بهذا اللقاءْ
فلا وقت للنسك بدنيا الجمالْ
ولا ضير بعدُ لقيل وقالْ
فلحظات حبّ بدنيا قصيرهْ

دعوني سآخذ ليلاي بين ذراعي
وأعلو سحابا ..أصافح نجما بمرأى الخيالْ
فتغدو السماء لنا أيك حبّ
وهذي الروابي ستغدو مراعي
يرود…

فتح الله حسيني

*ألملم شتاتي، وجعاً كالمسيح
وأتشبّث بثوبِ إشتار
تقاسمني الصخب والضجر
وأنا أنشد للطوفان على أسوار
امرأة من بياض ..
سلسبيلاً الى ماض مجهول والى أيام مألوفة نزقاً..

ننسى الشوارع التي نمر بها
ولا نألف الوجوه التي نصادفها
رغم أنها تحيينا
بحرارةٍ
ونرد، نحن، ببرودٍ .. ونمضي
لا نلتفت لأحد
وبلا تفكير
نرمي سجائرنا أمام عتبة تكية الشيخ
ونجلس…

نسرين تيللو

هو الحلم مس عيوني ..وطيفك يدنو رويدا رويدا..؟
اكف الفؤاد تطير اليك .وفي غسق الود جئت اليا ..
.وغمغت في .. ضباب الحروف وميضا.
اضئت به من كلينا المحيا
ثوان اضاءت ..مساحات وجد بعيد
وغابت وغبت
واودعتني للذهول.. ضفاف اندهاش على مقلتيا..
وتاه الشراع وتهت به وتهت اليك شيئا فشيا .
.وحارت تآويلي بين احمرار خدود اللقاء ..
وصمت طوى ..حنين…

دهام حسن

كيف لي من وصف نفسي
وأنا منذ الصّبا أعرف نفسي
كنت دوما ذا خيال شاعريّ
عاطفيّ بشعوري دون حــدّ
فالهوى قد هــزّ لي كل كياني
صاعق يسكتني من غير حسّ

فخياري في الهوى ما كان يوما
غير عين تتجنّى
وقوام يتثنّى
حددا لي .. لي خياري
في الهوى أي عروس من نصيبي
ليل عرسي

هي صارت حاضــري مستقبلي
من غير ردّ
مثلما كانت بأمس ..هي أمسي
هي…

أحمد حيدر

ألفَ سنة يتلوى في ردُهات ِالحيرةِ
دحرجتهُ الغواية إلى ترفٍ أغبر
كرحالة ٍلم يبلغ أطرافَ ممالكها
الشاسعة الشائعة الشائكة الشامخة
ألف سنة وهويلهوبالأشكال كحداد ٍأعمى
جفلت المعادن من رجفة ِيديه ِ
وطرقاته ِالطائشة
الرجلُُ الوحيدُ
الغريبُ في المدينة ِ
الذي لا ينتظر
أحداً

عَبرتْ زفراته ُعصورٌوشجرُيابس ٌ
ومساءات مُعفرة بالطين ِوالدم ِ
عَبرتْ أرتال الصبايا محملات ٍبجرار ِالماء ِوالحنين
ولم يتزحزح…

دهام حسن

ما بك اليوم .. صدودا أنفا فيك تعالي
قلت والحيرة مني كسفت مسرى حياتي
لم يعد لي في الهوى غير بقايا ذكرياتي
ففؤادي بين جنبي حجر غير مبال
لم يحركه الغوى يوما ولا غيض خيالي

سفن الشعر تناغي رحلتي..
أين ترى أشرعتي أين رسوّي ومآلي
ضحكة الأنثى جواز لمروري
في ميادين مروجي وارتحالي..
وعبور لفراديس خيالي
يعتريني سر سحر..
حينها أنظم…

آمال عوّاد رضوان
ترجمتها للفرنسية/ فرح سوامس

جَعَلْتُ قَلْبَكَ عُلّيْقَةَ مُوسَى
تَشْتَعِلُ بِاخْضِرَارِ نَارِي
وَلا تَترمَّدُ !
*
أنَا عُصْفورَةُ نارٍ
لكِنِّي ..
لا أُحْرِقُ وَلا أُرْمِدُ
وَما كُنْتُ أَنْفُخُ في رَمادٍ
بَل ؛
أُلْهِبُ الصُّدورَ الْمُرَمَّدَةَ بِجِمَاري
*

دَعِ الدَّمْعَةَ عَلى شِفاهِ الثَّلْجِ
تَسحُّ ..

تَنْشَطِرُ ..
عَلَّ الثَّلْج يَذوبُ ..
فَلِمَ تَنتَظِر؟
مَا تِلْكَ بدَمْعَةِ نَدَمٍ ،
هِيَ قَطرةُ حَياةٍ
دَعْها تََهْمي
فَما ذاكَ بِانْكِسَار
*
أنا
مَن احتملَ في مِنْقارهِ جَذْوَةَ نارِ الهَوى
دَعْني أُدْفِئْكَ بِها
أُجَفِّفُ طَواحينَكَ المُبْتلَّةَ
بِحَرَارَتي
*
أجِيئُكَ
أُخبِّئُ لكَ
تَحْتَ
جَناحَيَّ
غِلالَ حُبِّي
فَهيِّئْ .. سيِّدي .. أَجنِحةَ عِنَاقِنَا
أَثِرْ أَريَاشَهَا بِنَسائِمي
لِيأْخُذْنا…

ريوي كربري


عندما نتذكر الوطن
نرسمٌ جبلاً
لأن الجبال لا تنحني
فهي رمز الشموخ والكبرياء
ونقفُ نبكي
ونضحك
فما اكثر الدموع بعد قهقهةٍ
في نوروز..

عندما نتذكر الوطن
نسترجع في مخيلتنا عرساً
فيهِ العروسُ تلبس الأحمر.!
تنتظر فارسها
وننتظر..
نراهُ يمتطي صهوة جوادٍ من الثلج
بأجنحةٍ كبيرة
فنضحك.!
ثم نبكي مرةً أخرى.!
لماذا…؟؟
هل كان عرسُ وطن.؟
أم إنهُ رثاءٌ للجبل.؟
يستغرب الصغار
يتسائلون؟
مابال التراب يسخن.!
لما الأرض…

عبد الستار نورعلي

كلُّ القصائدِ في الملامح واحدهْ،
يتشابهُ الموزونُ والمنثورُ
والصحيحُ والمقصورُ
والبارزُ والمستورُ
والصارخُ والمحصورُ
كلٌّ تختفي خلفَ المعاني الشاردهْ،

كلُّ القصائدِ في الموائدِ
فوق سطحٍ صفيحةٍ
ساخنةٍ
وباردهْ،

ما الفرقُ في التهديفِ
حينَ نصطلي قصيدَنا
بينَ البكاءِ والفرحْ
بينَ الرضا بينَ الغضبْ
بين التوجّسِ والمرحْ
بينَ الذي فينا تعافى
والذي فينا انجرحْ؟

كيف السبيلُ إلى الطريق المستقيمِ
وكلُّ ما في جعبةِ الشعراءِ خطٌّ مائلٌ
متعرجٌ، مترددٌ،
متخوِّفٌ…