أحمد حيدر
شموع كفها
أصابعها النحيلة
حينما تشبكُ أصابعهُ
في الممرات
تربتُ على كتفه ِ
أو تمسّدُ شعرهُ
حينما تضغط ُبرقة ٍ
على أصابعه ِفي الباص
شموع كفها
هي الحيلة ُالوحيدة
التي يلجأ ُإليها
في أغلب ِالظنون
ليؤكدَ للحياة
بأنهُ حيٌ
على مرمى
من غيِّها
شموع كفها
حينما تضغط ُبرقة ٍ
على أصابعه ِ
لا يمكن الوثوق
بصمتهما
كلّ الاحتمالات
واردة
والمفاجآت…
أحمد عكو
بين خفقات القلب وسحر المشهد الراقص
مساحة للحزن و فسحة للأمل
أشم رائحة الوداع من عطرها الياسميني
عادت قبرتي لدفء الغصن وصمت اللحظة
عيناها بحر من الشوق على ضوء قمر فضي
نبيذ أحمر يرمي رعشة اللقاء في رحم النسيان
هارب من الريح أنا وثرثرة النساء
على ثلج أبيض أبعثر ما تبقى من أساي
ودعتني بصمت الذكرى، فقدت الكثير…
دهام حسن
ميعادنا ليل الخميس في المسا
بعد غد
سوف أجيء خاطبا يديْ مها
فكيف تستقبلني ..
ترى مها في الموعد.؟
بل كيف لي بالصبر حتى ألتقي
بها وماذا أرتدي.؟
أختار من خزانتى مكوى قميصا كرزي
يزهو بريقا لونه..
مقتبس من شفتيها لونه ..فأشتهي وأكتسي
ورمش عينيها مها يسحرني
ثغر ورمش فهما بحر خيالي منهما
أعبّ خمرا مسكرا وأحتسي
كم مرة ودّعتها بعد عناق فاضح…
أحمد حيدر
لم نعدْ نذكرماقاله ُالأسلاف :
عن تفادي الرغبات الجامحة
من كثرة العابرين الموتى
وهم يصطدمون كمذنبات ٍ
بأطراف الروح ْ
الأغاني التي حفظناها عن ظهر ِقلب
في طفولتنا المنمنة كسجادة فارسية
دونَ أن نفهم معانيها وردَّدناها مراراُ
في الدروب الترابية خلف َعربات القش
في مواسم ِالتيهِ
نسيناها كلها
في حروبنا المفتعلة
التي لم تبدأ بعد ْ
نزحنا من سنواتنا
مجرَّدين من أحلامنا
– التي لاتناسبنا –
وتضيء شرفات…
دهام حسن
تعاليْ إليّ لنزجي الغيومْ
تعاليْ.. فقد ضقت ذرعا بهذي الهمومْ
تعاليْ إليّ.. فإنّ حياتي خلاك جحيمْ
تعاليْ إليّ سيحلو اللقاءْ
تعاليْ لأيك الحبيب ودار الهناءْ
نؤرخ للحب ..لثما وضمّا بهذا اللقاءْ
فلا وقت للنسك بدنيا الجمالْ
ولا ضير بعدُ لقيل وقالْ
فلحظات حبّ بدنيا قصيرهْ
دعوني سآخذ ليلاي بين ذراعي
وأعلو سحابا ..أصافح نجما بمرأى الخيالْ
فتغدو السماء لنا أيك حبّ
وهذي الروابي ستغدو مراعي
يرود…
فتح الله حسيني
*ألملم شتاتي، وجعاً كالمسيح
وأتشبّث بثوبِ إشتار
تقاسمني الصخب والضجر
وأنا أنشد للطوفان على أسوار
امرأة من بياض ..
سلسبيلاً الى ماض مجهول والى أيام مألوفة نزقاً..
ننسى الشوارع التي نمر بها
ولا نألف الوجوه التي نصادفها
رغم أنها تحيينا
بحرارةٍ
ونرد، نحن، ببرودٍ .. ونمضي
لا نلتفت لأحد
وبلا تفكير
نرمي سجائرنا أمام عتبة تكية الشيخ
ونجلس…
نسرين تيللو
هو الحلم مس عيوني ..وطيفك يدنو رويدا رويدا..؟
اكف الفؤاد تطير اليك .وفي غسق الود جئت اليا ..
.وغمغت في .. ضباب الحروف وميضا.
اضئت به من كلينا المحيا
ثوان اضاءت ..مساحات وجد بعيد
وغابت وغبت
واودعتني للذهول.. ضفاف اندهاش على مقلتيا..
وتاه الشراع وتهت به وتهت اليك شيئا فشيا .
.وحارت تآويلي بين احمرار خدود اللقاء ..
وصمت طوى ..حنين…
دهام حسن
كيف لي من وصف نفسي
وأنا منذ الصّبا أعرف نفسي
كنت دوما ذا خيال شاعريّ
عاطفيّ بشعوري دون حــدّ
فالهوى قد هــزّ لي كل كياني
صاعق يسكتني من غير حسّ
فخياري في الهوى ما كان يوما
غير عين تتجنّى
وقوام يتثنّى
حددا لي .. لي خياري
في الهوى أي عروس من نصيبي
ليل عرسي
هي صارت حاضــري مستقبلي
من غير ردّ
مثلما كانت بأمس ..هي أمسي
هي…
أحمد حيدر
ألفَ سنة يتلوى في ردُهات ِالحيرةِ
دحرجتهُ الغواية إلى ترفٍ أغبر
كرحالة ٍلم يبلغ أطرافَ ممالكها
الشاسعة الشائعة الشائكة الشامخة
ألف سنة وهويلهوبالأشكال كحداد ٍأعمى
جفلت المعادن من رجفة ِيديه ِ
وطرقاته ِالطائشة
الرجلُُ الوحيدُ
الغريبُ في المدينة ِ
الذي لا ينتظر
أحداً
عَبرتْ زفراته ُعصورٌوشجرُيابس ٌ
ومساءات مُعفرة بالطين ِوالدم ِ
عَبرتْ أرتال الصبايا محملات ٍبجرار ِالماء ِوالحنين
ولم يتزحزح…
دهام حسن
ما بك اليوم .. صدودا أنفا فيك تعالي
قلت والحيرة مني كسفت مسرى حياتي
لم يعد لي في الهوى غير بقايا ذكرياتي
ففؤادي بين جنبي حجر غير مبال
لم يحركه الغوى يوما ولا غيض خيالي
سفن الشعر تناغي رحلتي..
أين ترى أشرعتي أين رسوّي ومآلي
ضحكة الأنثى جواز لمروري
في ميادين مروجي وارتحالي..
وعبور لفراديس خيالي
يعتريني سر سحر..
حينها أنظم…