شعر

بيار روباري

الوطن ليس مكانآ يولد فيه المرء وكان
إنما ذكريات وأهات وأحلام
وجمعٌ من الأصحاب والخلان
الوطن فضاء يحس فيه المرء بالكرامة والأمان

الوطن ليس مقهآ أو متجرآ
للتسوق فيه والسهر ومزرعة للزعران
إنما الوطن مشاعر وإيمان
ماض وحاضر ومستقبل الأجيال
إن ضاع الوطن يا خلان
لايمكن إجاده في البنوكِ كالنقود، بأية حال

الوطن وحده يستحق البكاء
من قبل أحراره ولو إبيضت له العينان
ولأجله…

الحكّام
ظلالٌ قاتمة …..
تحطّمت على مرايا الشعوب

الشعوب
براكين كامنة
يفجّرها جبروت السجون
سيولٌ عارمة
تغسل عن أوطانها
أغلال الطغاة
غليان الشمس
في يقظتها الأولى

التاريخ
آلهة تحذّر دائماً
من غضب الشعوب

الشهداء
دم الأزهار لربيع قادم

الكلمات
رسلٌ صغيرة
أحزاننا تصل قبلها
في نظرة طفلٍ شريد

الوطن
أسرار الله
المعلقة على جدار القلب
هسيس الجدول لمنبعه

أنا …….

نبيل عمر

كنا معاً نرفع الشمس عنوةً
نصنع في الوحل خطواتنا المكسورة
يباغتنا المطر متحدياً قاماتنا الصغيرة
ويعيدنا الى عمق الشك بغدٍ مشمس

هنا في أعماقي البعيدة
حيث لا قرار للحزن …
والموت الدائم
ألتمس ابتسامتك الطويلة
وأموت الف مرةٍ قبل أن تنتهي

أيها الشهيد
أي مسيح يلبس وجهك
أي نبي يسكن تلك الهامة الغارقة في الألم
أي قداسة لتلك الأرض التي منحتها أصابعك الرقيقة..
هناك حيث كانت…

دهام حسن

لما اخترتك سيدتي.. لم أفكر إلا قليلا
فمثلي بحضرة النساء لا يصطبر طويلا
لما اخترتك سيدتي..
لم أنل العواذل سمعا في اغتياب الجميلات قالا وقيلا
فسرعان ما يطربني حديث الحلوات.. وهن يسمعنني كلاما معسولا
ويرينني قدا نحيلا ووجها جميلا
فها قصيدتي إليك رسالة ورسولا
فكوني بمستوى حبي رغبة واشتهاء وقبولا

لما اخترتك سيدتي تغير شكل العالم في عينيَّ
فأصبح في…

كريمة رشكو

همساتك
تجتاح جسدي
ينبض قلبي بجنون
أحس بدفء لا إعتيادي
أبتسم لحضنك
والأحمر يزخرف وجنتاي
أسطر على صدرك العاري
أحرفا ورموزا
فلكية,خيميائية,
مصرية,,عبرية
ورموزا غير معروفة

مضاءة هذه الليلة
بسلسلة من الشموع
تمتزج نور شموعي
بشعاع خفيف
من ضوء القمر
المتراقص بين النجوم
المبتسمة لهمساتك
التي تعزف
إنشودة الشغف
والشجون
أهرب إليك
أرتمي بين ذراعيك
أنثر على شفتيك
كل الأسرار
القديمة والجديدة
وأعلن إنتصاري
فأنت ياسيدي
مسجون
في حديقة أحلامي

شهناز شيخه

على أرض هذا الوطن الجريح
أيتها الغاربة عن ينابيع روحك ِ
كشمسٍ تذرف تحيّتها الأخيرة
على حقول القمح العارية
صوتك ….
جرسٌ حزينٌ
يدقّ في دمي

هواؤك المختنق….
سماؤك الملوّثة ….
رائحة الغرباء بسيّئاتهم المقيتة
الطائرات المحمّلة موتاً
الذهول الباكي في عينيك
دمي الممنوع من السفر إليك
دموعي الحارقة الهاطلة على خدّك
أشجارك الواجمة تنصت
لصرير الموت المتساقط
من جيوب المنتحلين براءة…

دهام حسن

بردت قهوتك سيدتي
فلم بعد مها لم تشربي.؟

من لمى الفنجان كم تسحرني
رشفة أو غمزة من هدب

لا تلمني في الهوى معذرة
فغرامي سعر من لهبي

ستراني هائما دون هدى
من بزوغ الفجر حتى الغيهب

*********

ضربت لي موعدا أن نلتقي
ليتني أعلم سر السبب

بعجال رحت أجري صوبها
إن وصلي هو أسمى مأربي

ثم لاحت وهي ترنو خفرا
بثنايا شعشعت في حبب

كلما هب الهوى…

بمناسبة مرور أربعين عاماً على وفاة الشخصية الكردية الوطنية ملا شيخموس أحمد بهلوي (قرقاطي)
في 197312
الشاعر: هادي بهلوي

الأربعون مضت وذكرك بــــاق عند الورى في نبضها الخـلاق
فلئن رحلت فقد بقيت في قصيدة حفظت روايتها نهىً ومــــــآق
قد كنت غصناً مورقاً في دوحة قيماً وناساً أيما إيــــــــــــــراق
لو لم تكن لي والداً يا والـــــدي لكتبت فيك مجــــــامع الأوراق
لكنني أخشى…

عبدالرحمن العشماوي

حلفايا
صاروخٌ يقتلُ أطفالاً وصبَايَا
يحرقُ مخبز لقمة عيش الشَّعبِ
ويصنعُ منهم في السَّاحاتِ ضحايا..
ويلَ الظالمِ
ويلَ الصامتِ ياحلفايا

حلفايا..
صاروخٌ يأكل خبزَ الجائِعِ والمسكينْ
يفتِكُ بالـمُنتَظِرينْ
يجمعُ بين الأشلاءِ
وبينَ الخبزِ وبين الوهجِ
وبين الطينْ
يتقنُ قتلَ المقتولينْ

حلفايا..
مذبحةُ الوجدانِ البَشَّاريّ الأهوج..
مجزرةُ الفكْرِ الأعْوَجْ

حلفايا..
والإبراهيميُّ الأخضر
قرصٌ حاسوبيٌّ مُدْمَجْ

حلفايا..
المخبزُ يخبز أشلاءَ القتْلَى
يصنعُ منها للطَّاغيةِ الأَكْلا
والإبراهيميّ يقبِّلُ بنتاً في خديها..
يمشي مهلا
يقتلُ معنى الرحمةِ قَتْلا

حلفايا..
ملحمةٌ تمْقُتُ هيْئةَ أُمَمِ العَالمِ…

كتابة: إبراهيم اليوسف

على أية صورة أخيرة
أغمضت عيناالشاعر
في هذا المساء
الباهت
حيث جسرتنسى ذاكرته الجهات
حيث قارة تتدرحرج على الرصيف الخجول
حيث صراخ يحتاج إلى ترجمان غير محلف

حيث كردية باهظة الدم
باهظة الأساطير
باهظة التواريخ
باهظة الأسئلة
حيث سماء تتكوَّم عند باب شقة مرتبكة
حيث قصائد في منتصف الحبر
مسجّل صغير
وطاولة
ومناديل مؤجلة الورد
حيث رفيقة درب الشاعر
تهتدي إليه في “هامبورغ”
مع السرب المتأخر عنه
قليلاً
حيث درباسيته
ذاتها
تشير إلى نياشين في أحمر…